فضَّل النجم السوري قيس الشيخ نجيب أن تكون تجربته التمثيلية في رمضان 2019 بعيدة من الدراما المشتركة، وقرر مع بعض النجوم السوريين أن يتكاتفوا لدعم دراما بلدهم، التي شهدت تراجعاً خلال سنوات الحرب.
قيس الشيخ نجيب شارك في رمضان الفائت بمسلسلين، الأول "الحرملك" التاريخي والثاني "مسافة أمان" المودرن (معاصر)، الذي اعتبره بعض النقاد أنه الأفضل، نصاً وإخراجاً وأداء.
عن هذا التفاوت في تقييم العملين قال الشيخ نجيب، "ربما لأنه تمّ التسويق لمسلسل "الحرملك" على عدد أكبر من المحطات، فهو حظي بالمتابعة أكثر من "مسافة أمان" الذي عُرض على محطتين فقط. بالنسبة إليّ، العملان نجحا، وأنا كنت سعيداً بالنتائج التي حققاها. لكن لا يمكنني المقارنة بينهما، لأنهما عملان مختلفان، ولكل منهما خصوصيته. "مسافة أمان" عمل سوري محلي اجتماعي يتحدث عن مجموعة من الشخصيات وتأثيرات الحرب عليها، ويتميّز بحساسيته الشديدة وملامسته للواقع، من دون تكلف أو تنظير، ولعبت فيه شخصية يوسف المصوّر الذي توفيت خطيبته، خلال محاولتها الهجرة في البحر لكي تنشر صوره الفوتوغرافية، فيعيش مع عقدة الذنب وعذاب الضمير. أما "الحرملك" فعمل تاريخي يتناول مرحلة الحكم العثماني، ولعبت فيه شخصية عامر الأخ الأصغر المتعلم في عائلته الفقيرة جداً، والذي يعيش حال صراع دائمة، بين رفضه لأن يكون شخصاً انتهازياً وشريراً كإخوته، وبين إغراء المال والقوة والسلطة لكي يفوز بالفتاة التي يحبها، إلى أن يصبح مسؤول الدفتردار في نهاية الجزء الأول من المسلسل".
الشيخ نجيب أكد أنه سيشارك في الجزء الثاني من "الحرملك" الذي سوف يعرض في رمضان 2020، وقال "نجاح أي عمل، يغري المنتج لتقديم أجزاء منه، وهذا الأمر ليس جديداً، وأنا اتفقت مع الشركة المنتجة لمسلسل "الحرملك" على المشاركة في جزئه الثاني، وسوف تحصل تطورات مهمة جداً في الشخصية التي ألعبها فيه".
السلطان العثماني وعلاقاته الغرامية
في المقابل نفى الشيخ نجيب أن يكون "الحرملك" نسخة معدلة عن "حريم السلطان"، مضيفاً "ربما هما يتقاطعان لناحية تناولهما المرحلة العثمانية، ولكن على مستوى المضمون من تابع "الحرملك" يعرف أنه مختلف تماماً عن مسلسل "حريم السلطان"، الذي تمحورت قصته حول السلطان العثماني وعلاقاته الغرامية.
ورداً على من يعتبر أن دراما رمضان أفرزت دراما النص ودراما النجم، خصوصاً أن بعض الأعمال حققت النجاح لأنها استندت إلى أسماء نجومها، أكد الشيخ نجيب أنه لا يوافق على هذا الفصل، وتابع "الأولوية هي للنص دائماً، وفي حال توفر النص الجيد، يمكن أن نضمن نجاح المسلسل بنسبة خمسين في المئة. المعايير الأساسية لنجاح أي عمل درامي هي النص الجيّد بالدرجة الأولى، ومن ثم المخرج القادر على ترجمة هذا النص، وشركة الإنتاج التي تتبنّاه، والنجم الذي يضيف روحاً إلى الشخصية، وتكون النتيجة عملاً متكاملاً وناجحاً وفق المعايير الأساسية للدراما. هناك فرق بين النجاح الجماهيري، وبين النجاح وفق المعايير التي أشرت إليها، ولكن هذا لا يعني أن الأعمال التي تعتمد على النجم لا تحمل فكرة مشوقة تجذب الجمهور إلى متابعتها، سواء اختلفنا أو اتفقنا على نجاحها كممثلين أو نقاد أو صحافيين، أو كأشخاص يعرفون المعايير الأساسية لنجاح العمل الدرامي المتميّز".
هوس السوشيال ميديا
وعن الاستراتيجية التي يفترض بالممثل أن يعتمدها لتحقيق المعادلة بين سطوة نجومية السوشيال ميديا، وبين النجومية الحقيقية التي تقوم على تقديم أعمال جيدة بعيداً من "ألاعيب" مواقع التواصل الاجتماعي، أجاب الشيخ نجيب "في زمن السوشيال ميديا تاهت المعايير، لكن بإمكان الفنان أن يكون مشهوراً ونجماً وممثلاً جيداً وناشطاً على السوشيال ميديا وأن يكون لديه مشروع. في المقابل، هناك عدد كبير من النجوم ليسوا مهووسين بالسوشيال ميديا، مع أنهم ممثلون جيدون ونجوم وأصحاب مشروع. السوشيال ميديا لا تتعارض مع تقديم أعمال ذات قيمة فنية".
من ناحية أخرى، تحدث الشيخ نجيم عن المسؤولية التي يتحملها الممثلون السوريون في نهضة دراما بلدهم بعد فترة التراجع التي عاشتها خلال الأعوام الماضية، قائلاً "لطالما كانت الدراما السورية مرآة للواقع وهذا كان من أهم أسباب نجاحها. ولكن كانت للحرب تداعياتها، فكما هي أثرت سلباً في الاقتصاد وكل مناحي الحياة في سوريا، فإنها أثرت أيضاً في الدراما وصنّاعها. ولكن هل يتحمل الفنانون مسؤولية النهوض بالدراما؟ أنا لا أوافق على هذا الكلام، لأن الممثلين والنجوم اجتمعوا في "الحرملك" عندما توفر المشروع المناسب الذي جمعهم، والأمر نفسه ينسحب على "مسافة أمان". أنا أؤكد، بأن كل الممثلين السوريين يحلمون بمشروع ناجح وبمستوى جيّد، لكنهم لا يستطيعون تحقيق هذا الحلم بمفردهم".
وهل يرى الشيخ نجيب أن الممثل السوري هو الأول عربياً؟ يجيب "كممثل، لا أستطيع تقييم الممثل السوري أو تصنيفه، لأن الحكم في هذا الموضوع يعود إلى النقاد. لكن ما يمكنني قوله في هذا المجال، هو أن الممثل الذي يتخرج من المعهد العالي للفنون المسرحية، يمضي أربع سنوات من عمره في حالة عمل متواصلة، ولا أبالغ إذا قلت إننا كنّا نشتاق لأهلنا، عندما كنا نمضي حوالى الـ12 ساعة في المعهد، بين دروس نظرية عن تاريخ المسرح والفن والموسيقى، وبين دروس عملية في فن التمثيل، والصوت والإلقاء المسرحي، واللياقة البدنية، والقتال المسرحي. كنا نتدرب على أيدي أساتذة كبار وخبراء روس، ولم تكن الدراسة في المعهد العالي للفنون المسرحية سهلة على الإطلاق، بل هي كانت صعبة وممتعة في آن، ولا يستطيع أن يتحمّلها إلا من كان يملك الشغف، ولذلك كان عدد الخريجين يتراوح بين 6 و8 ممثلين سنوياً. وبناء عليه، يمكن أن أجزم بأن الممثل السوري ممثل مجتهد ولكن لست أنا من يصنّفه.
عن مشاريعه للفترة المقبلة، أوضح الشيخ نجيب "هناك مشاريع عدة تم التحدث عنها، ولكن لم يحصل اتفاق رسمي حولها حتى الآن، وسوف أعلن عنها عندما تصبح قيد التنفيذ، وهي لرمضان 2020".