Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"العفو الدولية": أكثر من 82 قتيلا في تظاهرات البلوش في إيران

البرلمان الأوروبي يدعو لمعاقبة الإيرانيين المتورطين بمقتل أميني وقمع المحتجين

قُتل 82 شخصاً على الأقل منذ الجمعة في قمع تظاهرات في مدينة زاهدان بمحافظة سيستان بلوشستان في جنوب شرقي إيران، وفق ما أكدت منظمة العفو الدولية، الخميس السادس من أكتوبر (تشرين الأول).

وقالت المنظمة إن "قوات الأمن الإيرانية قتلت في شكل غير قانوني ما لا يقل عن 66 شخصاً بينهم أطفال، وأصابت مئات آخرين بجروح بعدما أطلقت النار" على متظاهرين وعابرين ومصلين، موضحةً أنه "مذاك، قُتل 16 شخصاً آخرين في حوادث منفصلة في زاهدان في إطار القمع المستمر لهذه التظاهرات".

واندلعت المواجهات بعد صلاة الجمعة الأسبوع الماضي في زاهدان، عاصمة محافظة سيستان بلوشتسان التي تسكنها أقلية البلوش السنية. وجاء ذلك على وقع تظاهرات في أنحاء البلاد اندلعت إثر وفاة الشابة مهسا أميني التي اعتقلتها شرطة الأخلاق.

لكن مجموعات حقوقية قالت إن التظاهرة في زاهدان جاءت إثر اتهامات بأن قائد شرطة مدينة شابهار الواقعة أيضاً في سيستان بلوشستان، اغتصب شابة من البلوش عمرها 15 عاماً.

وقالت منظمة "إيران هيومن رايتس" الحقوقية إنه "في الثلاثين من سبتمبر (أيلول)، تجمع عدد من الأشخاص بعد صلاة الجمعة في زاهدان للاحتجاج على اغتصاب قائد شرطة شابهار فتاة من البلوش عمرها 15 عاماً، وقمعت قوات الأمن التظاهرة بشكل دام".  

وتحدثت تقارير نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي آنذاك عن عشرات القتلى في زاهدان الجمعة بينما أظهرت صور مستشفيات تخطت قدرتها وجثث مغطاة بالدماء. ووردت أيضاً تقارير عن وفاة ضحايا في مستشفيات بسبب نقص الأسرة والضمادات الضرورية لوقف النزيف. وقال نشطاء أيضاً إن قوات الأمن أطلقت النار على متظاهرين من مروحيات.

عقوبات أميركية على سبعة مسؤولين إيرانيين

إزاء ذلك أعلنت الولايات المتحدة فرض عقوبات اقتصادية على سبعة مسؤولين إيرانيين كبار لدورهم في القمع الدامي للتظاهرات.

وأورد بيان لوزارة الخزانة الخميس أن وزير الداخلية أحمد وحيدي "الأداة الرئيسة للنظام في عملية القمع"، ووزير الاتصالات عيسى زارع بور "المسؤول عن المحاولة المخزية لتعطيل الإنترنت"، هما من بين الأفراد الذين شملتهم العقوبات.

 

إدانة ودعوة من البرلمان الأوروبي

صادق البرلمان الأوروبي، الخميس، على إدانة مقتل الشابة مهسا أميني في إيران، مطالباً الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات على المسؤولين عن موتها والمتورطين في قمع التظاهرات التي خرجت في البلاد احتجاجاً على وفاتها.

وفي قرار صدر الخميس، دعا البرلمان الأوروبي إلى إجراء تحقيق جدي ومستقل في سوء معاملة أميني وموتها بعد أن أوقفتها شرطة الأخلاق الإيرانية.

وفيما أكد دعمه للحركة الاحتجاجية السلمية في إيران، وخصوصاً للنساء الشابات المشاركات فيها، دان البرلمان بشدة الاستخدام المفرط للعنف على نطاق واسع من قبل قوى الأمن ضد المتظاهرين. ودعا النواب للإفراج فوراً ومن دون شروط عن المعتقلين الذين أوقفوا بسبب ممارستهم حقهم في التعبير.

وحث البرلمان الاتحاد الأوروبي على فرض عقوبات على المسؤولين الإيرانيين المتورطين في مقتل أميني وفي ممارسة العنف ضد المحتجين. كما دعا الأمم المتحدة إلى إجراء تحقيق في الأحداث الأخيرة التي تشهدها إيران.

وفي وقت سابق الخميس، قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، إن الاتحاد يدرس فرض عقوبات إضافية على إيران، فيما تقول جماعات حقوقية إن الآلاف اعتقلوا وأصيب مئات في حملة شنتها قوات الأمن الإيرانية. وقال بوريل للصحافيين في براغ إن وزراء خارجية التكتل سيناقشون فرض مزيد من العقوبات على إيران في اجتماعهم المقبل.

وكان شهود قالوا إن قوات الأمن الإيرانية انتشرت عند الجامعات في مدن عدة، الأربعاء الخامس من أكتوبر (تشرين الأول)، في ظل تكثيف جهودها لقمع الاحتجاجات المستمرة منذ أكثر من أسبوعين التي أشعلت فتيلها وفاة مهسا أميني (22 عاماً) أثناء احتجازها لدى "شرطة الأخلاق".

شرطة مكافحة الشغب

وأصبحت الاضطرابات التي اندلعت في مختلف أنحاء البلاد تمثل أكبر تحد يواجه النخبة الحاكمة من رجال الدين في البلاد منذ سنوات، إذ طالب المحتجون خلالها بإسقاط نظام "الجمهورية الإسلامية" الذي تأسس عام 1979.

 

وقال شهود لـ"رويترز" إن السلطات نشرت رجال شرطة مكافحة الشغب بكثافة في مدن أرومية وتبريز ورشت والعاصمة طهران، في الأيام الماضية، لا سيما حول الجامعات التي تمثل مواقع محورية للاحتجاجات.

أكثر من 150 قتيلاً

وقال أحد الطلاب في طهران "هناك كثير من قوات الأمن حول جامعة طهران لدرجة أنني خشيت مغادرة الحرم الجامعي. تنتظر العديد من مركبات الشرطة في الخارج لاعتقال الطلاب".

وقالت جماعات معنية بالدفاع عن حقوق الإنسان، إنها شهدت إلقاء القبض على الآلاف في المداهمات التي شنتها قوات الأمن ومنها "الباسيج"، وهي فصائل متطوعين تابعة للحرس الثوري، وتقول الجماعات الحقوقية إن المداهمات أسفرت عن سقوط أكثر من 150 قتيلاً.

وتقول السلطات، إن عدداً من قوات الأمن قُتلوا، واتهمت أعداء أجانب منهم الولايات المتحدة بالتدخل لزعزعة استقرار إيران.

"الموت لخامنئي"

وأظهرت مقاطع مصورة تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي فتيات من مدارس ثانوية في طهران وهن يخلعن الحجاب ويرددن "الموت لخامنئي" (الزعيم الأعلى الإيراني).

وفي مقطع مصور قيل، إنه تم تصويره في مدرسة في شيراز، الثلاثاء، أحاطت نحو 50 طالبة بعنصر من "الباسيج" جرت دعوته لإلقاء كلمة، وهتفن "أغربوا عن وجوهنا يا باسيج" و"الموت لخامنئي".

واجتذبت الاحتجاجات التي خرجت منذ وفاة أميني، الكردية الإيرانية، في أعقاب احتجاز "شرطة الأخلاق" لها في طهران في 13 سبتمبر (أيلول) بسبب "ملابسها غير المناسبة"، مشاركة واسعة من أنحاء إيران.

نيكا شاكارامي

وأصبح مقتل فتاة (17 عاماً) منذ بداية الاحتجاجات نقطة محورية أخرى لغضب المتظاهرين، بينما يقول النشطاء على موقع "تويتر"، إن نيكا شاكارامي قُتلت في طهران في أثناء التظاهر احتجاجاً على وفاة أميني.

وقالت وسائل الإعلام الرسمية، إن دعوى قضائية فُتحت للتحقيق في وفاة شاكارمي، وأشارت إلى تصريحات مسؤولين بأن وفاتها لا تمت للاضطرابات بصلة، وأنها سقطت من فوق سطح ولم يُعثر في جثتها على أي إصابات رصاص.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ونقل العديد من وسائل الإعلام الفارسية، خارج إيران، أنه لم يسمح لعائلة شاكرمي بدفنها في مسقط رأسها وتم توقيف اثنين من أقربائها.

وفقدت شاكارمي، في 20 سبتمبر، بعدما توجهت للمشاركة في تظاهرة بطهران، وفق ما أوردت عمتها عطاش شاكرمي عبر مواقع التواصل الاجتماعي. ولم يسمح للعائلة برؤية جثتها سوى في الأول من أكتوبر لمواراتها في مدينتها خرم آباد (غرب) في عيد ميلادها الـ17، وفق عمتها.

وأظهرت مشاهد بثت على مواقع التواصل الاجتماعي، وخصوصاً من جانب "مركز حقوق الإنسان في إيران" الذي مقره في نيويورك، تظاهرة نظمت في خرم آباد تكريماً لنيكا شاكارمي.

"جسم صلب"

وذكرت خدمة "بي بي سي الفارسية" أن تقرير التشريح الذي قامت به مقبرة بهشت الزهراء في جنوب طهران أفاد بأن الفتاة قضت جراء إصابتها بجروح عدة بعد تعرضها للضرب "بجسم صلب".

والأربعاء، نفى القضاء الإيراني أي صلة بين وفاتها والتظاهرات التي بدأت بعد وفاة أميني.

"مشاهد بشعة"

ولا يعتقد المحللون أن هناك إمكانية للإطاحة قريباً بالمؤسسة الحاكمة التي يهيمن عليها رجال الدين الشيعة على الرغم من الإحباط المتزايد من القيود الاجتماعية والسياسية الصارمة على مدار العقود الأربعة المنصرمة منذ سقوط الشاه الذي كانت تدعمه الولايات المتحدة. وطلبت الحكومة فتح تحقيق في سبب وفاة أميني، التي قال خامنئي إنها "فطرت قلبه".

وتأكيدا على الآراء الراسخة في الحكومة الإيرانية، اتهم وزير الداخلية أحمد وحيدي المحتجين بالتسبب في "مشاهد بشعة" باسم حقوق المرأة. وفي دفاعه عن نمط اللباس المحافظ لإيران، قال وحيدي، القائد السابق لـ"فيلق القدس" في الحرس الثوري، إن المحتجين يرون "الحرية في عري وانعدام حياء المرأة".

الدعم الدولي

وأدى مقتل أميني وقمع الاحتجاجات إلى تفاقم التوتر في علاقات طهران الصعبة بالفعل مع القوى الغربية، ما يفاقم الخلافات في وقت تعثرت فيه مفاوضات إحياء اتفاق طهران النووي لعام 2015 مع القوى العالمية، واستدعت إيران عدداً من السفراء من الدول الغربية التي تتهمها بالتدخل أو الضلوع في الاضطرابات.

وقالت وسائل إعلام إيرانية، إنه تم استدعاء السفير البريطاني مرة أخرى رداً على "تعليقات تمثل تدخلاً" من وزارة الخارجية البريطانية.

وفي بوادر على تزايد الدعم الدولي، هذا الأسبوع، قامت ممثلات فرنسيات بارزات من بينهن، جولييت بينوش وإيزابيل أوبير بقص خصلات من شعرهن احتجاجاً على وفاة أميني، وقصت نائبة سويدية جزءاً من شعرها في ختام كلمتها أمام البرلمان الأوروبي.

المزيد من الشرق الأوسط