أعلن الحزب الشيوعي الصيني الأحد، 25 سبتمبر (أيلول)، أنه استكمل عملية انتخاب جميع مندوبيه الذين سيحضرون مؤتمر الحزب الذي تبدأ أعماله في 16 أكتوبر (تشرين الأول)، ويتوقع أن يضمن الرئيس شي جينبينغ خلاله ولاية رئاسية ثالثة غير مسبوقة.
ويتوقع أن يشهد الاجتماع المغلق الذي يعقد مرتين كل عقد تعديلات في كوادر المكتب السياسي للحزب المسؤول عن صنع القرارات.
وقالت شبكة "سي سي تي في" الإعلامية الرسمية "عقدت كل وحدة انتخابية في مختلف أنحاء البلاد مؤتمراً حزبياً أو اجتماعاً لممثلي الحزب، وانتخبت 2296 مندوباً لحضور مؤتمر الحزب العشرين".
رجل بكين القوي
وعلى المندوبين أن يلتزموا فكر شي السياسي ودستور الحزب، وفق ما أوردت "سي سي تي في".
وكان رجل بكين القوي قد أدخل "فكره" في الوثائق الأساسية للحزب خلال المؤتمر السابق عام 2017.
وأشارت الشبكة إلى وجود نساء وأعضاء في الحزب من أقليات عرقية وشخصيات متخصصة بمختلف المجالات كالاقتصاد والعلوم والرياضة ضمن المندوبين.
ويأتي مؤتمر الحزب المرتقب في وقت يواجه شي رياحاً سياسية معاكسة تشمل اقتصاداً يواجه صعوبات وتدهور العلاقات مع الولايات المتحدة وسياسة "صفر إصابات كوفيد" الصارمة التي عزلت البلاد بشكل متزايد عن العالم.
إشارات حول المستقبل
المؤتمر هو أهم حدث في المشهد السياسي الصيني، ويعطي إشارات حول الاتجاه الذي سيتخذه ثاني أكبر اقتصاد في العالم على المدى القريب ومدى تأثير شي على الحزب الذي يضم ملايين الأعضاء.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
يشارك المندوبون الذين يمثلون جميع المقاطعات والمناطق في اختيار أعضاء اللجنة المركزية للحزب التي تضم نحو 200 عضو.
وتصوت اللجنة المركزية بعد ذلك لاختيار المكتب السياسي المؤلف من 25 شخصاً ولجنته الدائمة القوية، وهي أعلى هيئة قيادية في الصين تمثل قمة هرم السلطة وتضم حالياً سبعة أعضاء.
التصويت عموماً إجراء شكلي، فمن المرجح أن يكون ترتيب أعضاء المكتب السياسي ولجنته الدائمة قد تم تحديده مسبقاً، والمدة الإجمالية للمؤتمر ليست واضحة بعد.
شهدت عشرية حكم شي جينبينغ حملات ضد الفساد داخل الحزب يقول محللون إنها أدت إلى القضاء على منافسيه السياسيين، إضافة إلى سحق الحركة الديمقراطية في هونغ كونغ وفرض إغلاق صارم على مدن بهدف احتواء تفشي فيروس "كوفيد".
الخصومات وراء الكواليس
ويرى محللون أنه بينما يوحي النظام الشيوعي بمظهر وحدوي، فإن الخصومات وراء الكواليس كثيرة والرئيس ما زال يسعى إلى تعزيز سلطته.
وقد واجه الرئيس الصيني انتقادات قاسية من المجتمع الدولي بسبب السياسات القمعية في منطقة شينجيانغ (شمال غرب)، حيث اعتقل ما يقدر بمليون من أقلية الإيغور المسلمة ومسلمين من أقليات أخرى في حملة واسعة تستهدف ظاهرياً "الإرهاب".
كما تبنى سياسة خارجية حازمة أبعدت بكين أكثر من الديمقراطيات الغربية وبعض الجيران الإقليميين، وقربتها من روسيا وأججت النزعة القومية محلياً.
وعدل شي عام 2018 الدستور ليلغي عدم قدرة الرئيس على الاستمرار في الحكم أكثر من ولايتين، الذي وضعه أصلاً الزعيم السابق دنغ شياو بينغ في الثمانينيات، ما أفسح أمامه احتمال أن يصبح زعيماً مدى الحياة.