Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"أوبك" تتجه نحو تمديد اتفاق خفض الإنتاج وسط جدل حول المدى الزمني

التنسيق السعودي الروسي أسهم في استقرار السوق... وقفزة في أسعار النفط

مع دخول الصحافيين قاعة اجتماعات وزراء "أوبك"، عصر اليوم الاثنين، استقبل وزير الطاقة السعودي الإعلام كعادته بابتسامة واثقة. الصحافيون ممن خضت معهم جولة التدافع نحو كرسيّ الوزير، نجحوا في الاقتراب منه. وظفرنا منه بالتفاتة بأن النفط بخير.

هكذا قال المسؤول السعودي، خالد الفالح، اليوم، إن منظمة "أوبك" تبدو أكثر حيوية من أي وقت مضى، وإن التنسيق بين وليّ العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين على هامش اجتماعات قمة مجموعة العشرين سوف يستمر.

وأوضح الفالح، في تصريحات على هامش اجتماع "أوبك" في فيينا، أن المستهلكين في الولايات المتحدة وغيرها يجدون السوق في وضع معقول جدا، وأن "أوبك" لن تضع الحصة السوقية كأولوية قصوى، بخاصة وأن السوق ليست شحيحة على نحو غير معقول.

فيما قال محمد باركيندو، الأمين العام لمنظمة "أوبك"، إنه على ثقة من نجاح أوبك+ في ضبط الإنتاج بما يكفل استقرار سوق النفط.

وأوضح أن "نجاح قمة مجموعة العشرين سينعكس على مناخ اجتماعات فيينا لأوبك وأوبك+".

وفيما أثير الجدل حول مدة تمديد اتفاق خفض الإنتاج، تتجه منظمة "أوبك" إلى إقرار تمديد اتفاق خفض إنتاج النفط، بعدما أعلنت السعودية وروسيا، يوم السبت الماضي، الاتفاق على التمديد.

وتعقد منظمة الدول المنتجة والمصدرة للبترول "أوبك" اجتماعها اليوم في فيينا، ويبدو أن المشكلة القائمة ما زالت على فترة تمديد الاتفاق، بخاصة مع انضمام إيران إلى كبار المنتجين (السعودية والعراق وروسيا) في تبني سياسة تهدف إلى دعم سعر الخام وسط اقتصاد عالمي آخذ في الضعف.

وانتهى اتفاق خفض الإنتاج الذي أقرّته "أوبك" في ديسمبر (كانون الأول) الماضي أمس الأحد، وكان يتضمن خفض إنتاج النفط 1.2 مليون برميل يوميا.

وقالت مصادر مطلعة إن لجنة المراقبة المشكّلة من "أوبك" وغير الأعضاء تحبّذ تمديد اتفاق خفض إنتاج النفط لنحو 9 أشهر. وفيما تحدث البعض عن تمديد الاتفاق بين 6 و9 أشهر، قالت المصادر إن الأشهر الثلاثة التي اختلف عليها بعض أعضاء "أوبك" لا تعني شيئاً، وإن الأفضل هو استمرار اتفاق خفض الإنتاج لمدة تسعة أشهر وليست ستة أشهر، حسبما يريد البعض.

وقال وزير الطاقة الروسي، ألكسندر نوفاك، إن جميع الدول الأعضاء في "أوبك" والمنتجين غير الأعضاء يحبذون تمديد اتفاق خفض إنتاج النفط العالمي تسعة أشهر تحت الشروط ذاتها المتفق عليها في ديسمبر (كانون الأول).

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال للصحافيين "الجميع يدعم المقترح العام بالتمديد تسعة أشهر. اجتماع أوبك سيجري اليوم حيث ستخضع هذه المقترحات للدراسة. لجنة المراقبة الوزارية المشتركة أوصت تحديدا بهذا الخيار لمزيد من التعاون".

من جهته، قال وزير الطاقة القازاخستاني، كانات بوزومبايف، إن معظم الوزراء الممثلين لمنظمة أوبك والدول غير الأعضاء في محادثات فيينا يحبذون تمديد اتفاق خفض إنتاج النفط العالمي تسعة أشهر. وأوضح أن "معظم (الوزراء) تحدثوا لصالح تسعة أشهر".

اتفاق روسي سعودي على تمديد اتفاق خفض الإنتاج

ويوم السبت الماضي، وعلى هامش اجتماعات قمة العشرين، أعلنت السعودية وروسيا أنهما توصلتا إلى اتفاق تمديد خفض الإنتاج. وقال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إنه اتفق مع السعودية على تمديد خفض الإنتاج الحالي البالغ 1.2 مليون برميل يوميا، بما يعادل 1.2 بالمئة من الطلب العالمي، من ستة إلى تسعة أشهر حتى ديسمبر (كانون الأول) 2019 أو مارس (آذار) 2020.

وقال وزير الطاقة السعودي، خالد الفالح، إن الأكثر ترجيحاً هو تمديد الاتفاق تسعة أشهر، وإنه لا حاجة لتعميق خفض الإنتاج.

وأبلغ الفالح، الذي تقود بلاده "أوبك" من الناحية العملية، الصحفيين أمس الأحد "إنه تمديد وهو يحدث".

العراق يؤيد تمديد الاتفاق

وفي تصريحات أمس الأحد، قال وزير النفط العراقي، ثامر الغضبان، إنه يتوقع تمديد اتفاق خفض إنتاج النفط العالمي ما بين ستة أشهر وتسعة.

وأوضح أن حكومة بلاده تدعم جميع الجهود الرامية إلى تحسين الاستقرار في سوق النفط.

وأضاف "منتجو النفط الرئيسيون يمضون صوب قرار لتمديد اتفاق إنتاج النفط بين ستة إلى تسعة أشهر"، وقال إن "موقف العراق إيجابي، ويتعامل مع واقع التحديات في سوق النفط، ويدعم جميع (الجهود) المتعلقة بتوازن العرض والطلب.

وقبل أيام، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن روسيا اتفقت مع السعودية على تمديد الاتفاق المبرم مع أوبك لتقليص إنتاج النفط، وذلك مع تعرض أسعار الخام لضغوط متجددة من تنامي الإمدادات الأميركية وتباطؤ الاقتصاد العالمي.

نسبة التزام الأعضاء... 163%

وقالت ثلاثة مصادر مطلعة إن اللجنة الفنية المشكلة من أوبك وغير الأعضاء خلصت، أمس الأحد، إلى أن نسبة التزام منتجي النفط باتفاق خفض المعروض بلغت 163% في مايو (أيار).

وقال وزير الطاقة الإماراتي، سهيل المزروعي، على حسابه الرسمي على "تويتر"، إنه يأمل تحقيق نتائج مثمرة، وهو في طريقه إلى فيينا لحضور اجتماعات أوبك وحلفائها.

وكتب المزروعي "نتوقع اجتماعات مثمرة، توصلنا إلى قرار يعيد للسوق البترولية توازنها عند مستويات المخزون المطلوبة".

وقال وزير الطاقة السعودي، خالد الفالح، إن أعضاء أوبك اتفقوا على ضرورة تمديد خفض الإنتاج، لكنهم لم يتخذوا قرارا بشأن ما إذا كان لستة أو لتسعة أشهر.

وأضاف "بالتأكيد هناك تمديد، ثمة إجماع يتشكل... جميع من أتحدث إليهم يؤكدون أن الالتزام في النصف الثاني سيكون أكثر مما رأيناه في النصف الأول".

النفط يصعد 3%

وفي سوق النفط، ارتفعت الأسعار بأكثر من دولار للبرميل في تعاملات يوم الاثنين، مع اتجاه أوبك وحلفائها إلى تمديد تخفيضات المعروض حتى نهاية 2019 في الأقل خلال اجتماعهم في فيينا هذا الأسبوع.

ولامست العقود الآجلة لعقد أقرب استحقاق من خام برنت، تسليم سبتمبر (أيلول)، ذروة الجلسة عند 66.63 دولار للبرميل، وكانت مرتفعة 1.72 دولار، بما يعادل 2.7% عند 66.46 دولار للبرميل.

وصعدت العقود الآجلة للخام الأميركي تسليم أغسطس (آب) 1.52 دولار أو 2.6% مسجلة 59.99 دولار للبرميل، بعد أن لامست في وقت سابق أعلى مستوياتها في أكثر من خمسة أسابيع عند 60.13 دولار.

ضغوط صعبة على إيران

وتضع العقوبات إيران تحت ضغوط غير مسبوقة. وحتى في 2012 عندما انضم الاتحاد الأوروبي إلى واشنطن في فرض عقوبات على طهران، ظلت صادرات البلاد عند نحو مليون برميل يوميا. ويسهم النفط بالجانب الأكبر من إيرادات الميزانية.

وتقول واشنطن إنها تريد تغيير ما تصفه بأنه نظام "فاسد" في طهران. ونددت إيران بالعقوبات واعتبرتها غير شرعية وتقول إن البيت الأبيض يديره أشخاص "معاقون ذهنيا".

وقالت آن لويز هيتل، نائبة الرئيس في وود ماكنزي الاستشارية إن "التوترات المتفاقمة بين الولايات المتحدة وإيران تزيد من احتمال حدوث تقلبات في أسعار النفط قد يكون من الصعب على أعضاء أوبك إدارتها".

وأضافت "المخاطر الجيوسياسية تعني توقعات بشح متزايد في المعروض، وهي تبطل أثر الضعف المتوسط في نمو الطلب على النفط منذ بداية العام".

وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة ليست عضوا في أوبك ولا تشارك في اتفاق خفض الإمدادات، لكنها ولأكثر من مرة طلبت من السعودية ضخ مزيد من النفط لتعويض انخفاض الصادرات الإيرانية بعد فرض عقوبات جديدة على طهران بسبب برنامجها النووي.

وخفضت أوبك وحلفاؤها بقيادة روسيا إنتاج النفط منذ 2017 لمنع هبوط الأسعار وسط ارتفاع الإنتاج من الولايات المتحدة التي أصبحت أكبر منتج في العالم هذا العام متفوقة على روسيا والسعودية.

وزادت المخاوف بشأن ضعف الطلب العالمي نتيجة الخلاف التجاري بين الولايات المتحدة والصين من التحديات التي تواجهها أوبك التي تضم 14 دولة في الأشهر الأخيرة.

اقرأ المزيد

المزيد من البترول والغاز