Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مصر تتطلع إلى شتاء أوروبي "قاس" لتحقيق موسم سياحي "استثنائي"

تدريبات مكثفة للعاملين في القطاع ودعاية في المعارض الدولية وحملات تفتيشية على المنشآت والفنادق

الشتاء الصعب المنتظر في أوروبا قد يضطر معه السائحون إلى البحث عن المقاصد الدائفة ومنها مصر (اندبندنت عربية)

استعدادات مكثفة أطلقتها وزارة السياحة والآثار المصرية للموسم السياحي الشتوي المرتقب الذي وصفه بعض خبراء السياحة بالمختلف، نظراً إلى أزمة الطاقة التي تضرب أوروبا تحت وطأة الحرب الروسية - الأوكرانية وقد تشتد خلال فصل الشتاء، مما يعزز فرص السياحة الوافدة للمقاصد السياحية المشمسة، وعلى رأسها مدن السياحة الثقافية المصرية.

يسهم قطاع السياحة في الناتج الاقتصادي المصري بنحو 15 في المئة، وهو من المصادر الرئيسة لتوفير النقد الأجنبي، وبحسب بيانات رسمية صادرة عن وزارة السياحة المصرية فإن إيرادات مصر تجاوزت 13 مليار دولار خلال عام 2021، بينما خسرت الإيرادات السياحية خلال ذروة جائحة كورونا بعام 2020 مسجلة أربعة مليارات دولار بانخفاض يقدر بـ70 في المئة.

حملات تفتيش وتدريبات

رئيس غرفة شركات السياحة بالأقصر ثروت عجمي قال لـ"اندبندنت عربية" إن وزارة السياحة كثفت حملات التفتيش على الفنادق والمنشآت السياحية في أغلب المحافظات المصرية منذ شهر أغسطس الماضي (آب)، للتأكد من مدى التزامها باشتراطات السلامة الصحية وجودة الخدمات المقدمة للسياح والمصريين، إضافة إلى تقنين أوضاع المراكب النيلية.

وأضاف عجمي أنه جرى عقد عدد من الدورات التدريبية المتنوعة للعاملين في القطاع السياحي خلال فصل الصيف، لإثقال مهاراتهم وخبراتهم للتعامل مع جميع المواقف في القطاع السياحي بالتعاون مع غرف شركات السياحة.

الرئيس التنفيذي لهيئة تنشيط السياحة عمرو القاضي قال إن "الهيئة وضعت خطة للمشاركة بجميع المعارض الدولية الخاصة بالقطاع السياحي بالتزامن مع إطلاق وزارة السياحة الحملة الترويجية للتسويق للمنتج السياحي المصري، وستبدأ الفعاليات بالمشاركة في معرض jata  الياباني في الفترة من 22 وحتى 25 من الشهر الحالي، ثم معرض بالولايات المتحدة الأميركية من 11 إلى 13 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، كذلك معارض موسكو وإيطاليا ولندن ودبي خلال آخر شهرين من العام".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأضاف القاضي أن مصر بمنتجعاتها الثقافية والترفيهية جاهزة ومهيأة لاستقبال الموسم السياحي الشتوي الجديد بأحدث الإمكانات، متوقعاً أن تقفز نسب الإشغالات السياحية في أغلب المنتجعات السياحية إلى مستويات غير مسبوقة خلال فصل الشتاء منذ اندلاع جائحة كورونا.

شتاء قارس بلا غاز

ارتفعت أسعار الغاز في أوروبا بحسب تقارير رسمية إلى 3400 دولار أميركي لكل ألف متر مكعب، كما رفعت المملكة المتحدة أسعار الطاقة بنحو 80 في المئة بداية من أكتوبر المقبل وسط مخاوف من شتاء قارس تحت وطأة التغيرات المناخية وأزمة انقطاع الغاز الروسي، كما عادت تجارة حطب الأخشاب بشكل رائج من جديد، مما أعاد الصورة النمطية للقرون الوسطى في أوروبا.

وذكر رئيس لجنة تسويق السياحة الثقافية محمد عثمان أن "مصر تمتلك جميع المقومات الكافية لاستقبال مزيد من الأفواج السياحية من مختلف الدول الأوروبية خلال فصل الشتاء المرتقب"، منوهاً بأن جميع التوقعات تشير إلى أن أوروبا ستعاني بشدة تحت وطأة التغيرات المناخية وقلة تدفق الغاز، ما سيعزز فرص الرحلات السياحية للدول الدافئة وعلى رأسها مصر التي لا تغيب عنها الشمس أغلب أيام السنة، ولذلك ستكون على موعد مع موسم سياحي مختلف هذا العام.

وقال نقيب المرشدين السياحيين بمحافظة البحر الأحمر بشار أبوطالب إن "العاملين في قطاع السياحة يأملون بتعويض الخسائر الفادحة التي تكبدوها خلال جائحة كورونا، عبر تدفق السياحة الأوروبية إلى المنتجعات السياحية الترفيهية والثقافية، مع توقع بزيادة تدفق الاستثمارات السياحية"، مؤكداً أن مصر لا ينقصها أي مقومات لاستقبال أضعاف ما تستقبله من السياح.

وتوقع بشار ارتفاع أعداد الأجانب المقيمين خلال العام المقبل في مصر لمختلف الجاليات لحين انتهاء فصل الشتاء، مع تزايد أعداد الرحلات الوافدة للبحث عن الطقس الدافئ والهادئ.

رؤية لتطوير القطاع

وطالب الخبير السياحي وأستاذ التخطيط عبدالرحيم حسين، بضرورة تقديم مزيد من التسهيلات لجذب استثمارات جادة في القطاع السياحي لخلق فرص عمل كثيفة مباشرة وغير مباشرة للشباب المصري، بهدف إثراء وتنمية القطاع السياحي بشكل حيوي يعزز هذه الصناعة الاستراتيجية.

وناشد أحد المرشدين السياحيين بالأقصر وزارة السياحة بضرورة دراسة ما يدونه السياح من ملاحظات سلبية لحلها بشكل جاد، منوهاً بأنه خلال العامين الماضيين كانت هناك شكاوى جماعية من قرار حظر تصوير السياح في الشوارع المصرية، إلى أن عدلت الوزارة القرار بالتنسيق مع وزارة الداخلية ليسمح بالتصوير الشخصي غير السينمائي.