تبادلت أرمينيا وأذربيجان، الجمعة 23 سبتمبر (أيلول)، الاتهامات بانتهاك اتفاق هش لوقف إطلاق النار كان قد أنهى، الأسبوع الماضي، أسوأ جولة قتال بين البلدين السوفياتيين السابقين منذ عام 2020.
وفي بيانين صادرين عن وزارتي دفاع البلدين صباح الجمعة، تبادلت باكو ويريفان الاتهامات ببدء إطلاق النار الذي قاد لتجدد الاشتباكات عبر حدودهما المشتركة.
وبعد يومين من اشتباكات أسفرت عن مقتل ما يقرب من 200 جندي الأسبوع الماضي، اتفق الجانبان على وقف لإطلاق النار بوساطة روسية لإنهاء الأعمال القتالية، على رغم أن الوضع على الحدود لا يزال متوتراً.
وقالت وزارة الدفاع الأرمينية، في بيان على "فيسبوك"، "في 23 سبتمبر، انتهكت وحدات من القوات المسلحة الأذربيجانية مرة أخرى نظام وقف إطلاق النار بفتح النيران من مواقع مختلفة على مواقع قتالية أرمينية تقع في المنطقة الشرقية من الحدود" بين البلدين. وذكرت أرمينيا أنها ردت بإطلاق النار ولم تعلن عن وقوع خسائر بين أفرادها.
وبعد وقت قصير من البيان الأرميني، أصدرت وزارة الدفاع الأذربيجانية رداً قالت فيه إن أرمينيا هي التي أطلقت النار أولاً، وذكرت باكو أن القوات المسلحة الأرمينية فتحت النار على ثلاث نقاط مختلفة من الحدود المشتركة، "وقصفت بشكل متقطع مواقع القوات المسلحة الأذربيجانية بأسلحة صغيرة من عيارات مختلفة"، مساء الخميس، ولفتت وزارة الدفاع الأذربيجانية إلى أنها ردت بالشكل المناسب.
"فظائع لا توصف"
واتّهم رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان في خطاب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، الخميس، القوات الأذربيجانية بارتكاب "فظائع لا توصف"، من بينها خصوصاً "التمثيل بجثث" عسكريين وعسكريات أرمن خلال المعارك التي دارت بين البلدين، الأسبوع الماضي، وقال باشينيان إن "هناك أدلة على حالات تعذيب، وتشويه لأجساد جنود أرمن تم أسرهم أو قضوا في المعارك وتم التمثيل بجثثهم، وحالات عديدة لعمليات قتل خارج نطاق القضاء وسوء معاملة لأسرى حرب، بالإضافة إلى معاملة مهينة للجثث". وأضاف أن "عسكريين أذربيجانيين قاموا بتشويه جثث عسكريات أرمينيات ومن ثم صوروا ذلك بالفيديو بكل فخر".
اشتباكات حدودية
وبينما كان باشينيان يلقي خطابه كان وزير الخارجية الأذربيجاني جيهون بيرموف يستمع إليه في القاعة من دون أي مبالاة، وسيلقي الوزير الأذربيجاني كلمة بلاده أمام الجمعية العامة خلال نهاية الأسبوع.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي 13 سبتمبر الجاري، اندلعت اشتباكات حدودية دامية بين أرمينيا وأذربيجان أسفرت عن مقتل ما يقرب من 300 شخص، في أعنف قتال بين البلدين منذ الحرب التي دارت بينهما في 2020، وتبادل كلا الطرفين المسؤولية عن إشعال فتيل هذه المعارك.
الهدنة الهشة
وفي الأيام الأخيرة عاد الهدوء إلى الحدود، لكن الوضع لا يزال متوتراً.
ويرتبط القتال بالعداء المستمر منذ عقود للسيطرة على منطقة ناغورنو قره باغ، المعترف بها دولياً كجزء من أذربيجان ولكن حتى عام 2020 كانت تسيطر عليها إلى حد كبير غالبية من السكان الأرمن.
وخاضت أرمينيا وأذربيجان حربين (في تسعينيات القرن الماضي وفي عام 2020) للسيطرة على جيب ناغورنو قره باغ المتنازع عليه. وحصدت ستة أسابيع من القتال في العام 2020 أرواح أكثر من 6500 عسكري لدى الجانبين وانتهت بهدنة تم التوصل إليها بوساطة روسية. وبموجب الاتفاق، تنازلت أرمينيا عن أراض سيطرت عليها لعقود، ونشرت موسكو حوالى 2000 عسكري للإشراف على الهدنة الهشة.