Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

طابور المعزين بالملكة إليزابيث يمتد إلى جسر لندن

تشارلز الثالث وأبناء وأحفاد الراحلة رافقوا نعشها سيراً خلال رحلته الأخيرة إلى ويستمنستر

تقدم الملك تشارلز ونجلاه الأميران وليام وهاري وعدد من كبار أفراد العائلة الملكية، موكباً مهيباً لنقل نعش الملكة إليزابيث الثانية، الأربعاء الـ 14 من سبتمبر (أيلول)، في رحلته الأخيرة من قصر باكنغهام إلى البرلمان، حيث يسجى في قاعة ويستمنستر حتى حلول موعد الجنازة في الـ 19 من سبتمبر.  

وتجمعت حشود غفيرة في وسط لندن لتشهد أحدث مراسم تأبين الملكة، في حين أطلقت طلقات المدفعية ودقت ساعة "بيغ بن" تحية للملكة التي توفت عن 96 عاماً الأسبوع الماضي بعد أن اعتلت العرش لسبعة عقود.

ونقل النعش على متن عربة مدفع من مدفعية الخيالة الملكية وهو مغطى بالعلم الملكي، ووضع عليه التاج الإمبراطوري على وسادة وإكليل من الزهور، وبدأ رحلة متمهلة من القصر عبر وسط لندن إلى قاعة ويستمنستر، حيث سيسجى النعش مكشوفاً لأربعة أيام.

ووراء النعش مباشرة سار الملك تشارلز الثالث وإخوته الأميرة آن والأميران آندور وإدوارد، وعلى رأس المجموعة التالية لهم سار الأميران وليام وهاري، في مشهد كئيب يعيد إلى الذاكرة سيرهما صبيين خلف نعش والدتهما الأميرة ديانا في موكب مماثل عبر وسط لندن قبل 25 عاماً.

 

كما أن مشاركة وليام (40 عاماً) الذي أصبح الآن أمير ويلز، والأمير هاري (37 عاماً) دوق ساسكس، اللذين تدهورت علاقتهما خلال السنوات الأخيرة لدرجة أنه تردد أنهما يكادان لا يتحدثان معاً خلال العامين الماضي، تشكل أيضاً إظهاراً رمزياً للوحدة.

وقالت جيني فرايم (54 عاماً) التي ظلت تنتظر لأكثر من أربع ساعات لمشاهدة الموكب، "رؤية العائلة كانت أمراً مؤثراً جداً، وكان ذلك إظهاراً قوياً لوحدتهم معاً. أعتقد أن هذا هو أفضل ما في البريطانيين ومناسب للغاية لها".

صمت وتصفيق

وأمام النعش عزفت فرقة موسيقية عسكرية موسيقى جنائزية ومعها جنود بملابسهم الرسمية، وجرت خيول من المدفعية الملكية من قوات الملك عربة النعش عبر وسط لندن، حيث تم إغلاق العديد من الطرقات أمام حركة المرور.

وبدأت طلقات المدفعية في الانطلاق تحية كل دقيقة في متنزه هايد بارك الشهير، بينما دق جرس ساعة "بيغ بن" الشهيرة عند مبنى البرلمان كل 60 ثانية.

ووقفت الحشود في صمت مطبق لدى مشاهدتهم الموكب لكنهم صفقوا بعفوية لدى مروره من أمامهم وألقى بعضهم عليه الزهور.

وبالتزامن مع الموكب انتقلت بالسيارة كل من كاميلا، عقيلة الملك تشارلز، والأميرة كايت، زوجة وليام التي أصبحت أميرة ويلز، وميغان زوجة الأمير هاري.

وعندما وصل الموكب إلى قاعة ويستمنستر، وهو مبنى من العصور الوسطى يعود تاريخه لعام 1097 وأقدم جزء من مبنى البرلمان، حمل جنود من فرقة المشاة النعش إلى الداخل ووضعوه على منصة محاطة بالشموع، وتلا ذلك قداس قصير ترأسه رئيس أساقفة كانتربري، الزعيم الروحي للكنيسة الأنجليكانية.

 

توديع الملكة

وفي الساعة السابعة بالتوقيت المحلي سمح للعامة بالدخول إلى ويستمنستر لتوديع الملكة، وسيسمح لهم بالتدفق طوال النهار والليل على مدى أربعة أيام يسجى فيها النعش لإلقاء نظرة الوداع على الملكة حتى حلول موعد الجنازة التي ستقام في الـ 19 من سبتمبر.

وقال متحدث باسم قصر باكنغهام إن الملكة إليزابيث كان لها ثلاثة أدوار رئيسة في حياتها، وهي أنها كانت كبيرة العائلة ورأس الأمة ورأس الدولة، وإن ما جرى الأربعاء يمثل تسليم النعش من العائلة إلى الدولة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال بول ويلتشير (65 عاماً) بين الحشود التي شاهدت الموكب، "لا أعتقد أننا سنرى أي شيء مثل هذا مرة أخرى أو ملكة مثلها مجدداً، وهذه نهاية عصر".

وبدأ الناس يصطفون في طوابير منذ مساء الثلاثاء، ونام بعضهم في الشارع تحت المطر ليضمنوا مشاهدة النعش، وتشكل طابور بالفعل لإلقاء نظرة الوداع على الملكة وقد امتد لأكثر من ميلين (3.21 كيلومتر) في الساعة السادسة مساء، ووصل تقريباً إلى جسر لندن.

وقالت جلين نوريس (63 عاماً) وهي تؤكد أن الأمطار لن تمنعها أبداً من الحضور، "لم نفكر حتى بالأمر. كانت تلك ملكتي".

وكان هناك من بين من تجمعوا من جاؤوا نيابة عن المسنين من والديهم وآخرون جاؤوا ليشهدوا على التاريخ، وكثيرون جاؤوا لشكر امرأة ظلت حتى قبل يومين وحسب من وفاتها تعقد اجتماعات رسمية للحكومة على رغم اعتلائها العرش منذ عام 1952.

 

طابور طويل

وتوقعت الحكومة أن يمتد الطابور إلى 16 كيلومتراً على طول الضفة الجنوبية لنهر التيمز مروراً بمعالم رئيسة في المدينة، مثل عجلة "لندن آي" الشهيرة والمبنى المحدث لمسرح شكسبير.

وقالت وزيرة الثقافة ميشيل دونيلان إن بعض الناس قد يضطرون إلى الانتظار في الصف لفترات طويلة قد تصل إلى 30 ساعة للمرور على النعش قبل الجنازة.

وقال كريس إيمافيدون، أحد المعزين، "إنها أيقونة الأيقونات ويتعين عليّ على الأقل أن أتحمل البقاء في الخارج هنا من باب الاحترام".

وتحدث أسقف يورك، ستيفن كوتريل، مع الناس المنتظرين في الطابور قائلاً "نحترم بذلك تقليدين بريطانيين عظيمين هما حب الملكة وحب الوقوف في الصف".

وبعد وفاة الملكة الأسبوع الماضي في مقر إقامتها الصيفي بقلعة بالمورال في إسكتلندا، نقل نعشها إلى إدنبره واصطف عشرات الآلاف على جانبي الطريق مسافة 22 كيلومتراً على رغم الرياح المحملة بالأمطار، قبل نقله جواً إلى لندن في وقت متأخر مساء الثلاثاء.

وفي إسكتلندا توافد نحو 33 ألفاً لإلقاء نظرة الوداع على النعش خلال الـ 24 ساعة ظل فيها داخل كاتدرائية سانت جايلز في إدنبره، لكن الأمر في لندن سيكون أكبر بكثير، ومن المتوقع توافد ما يصل إلى 750 ألفاً من المعزين لإلقاء نظرة الوداع على الملكة في قاعة ويستمنستر.

ووصف مسؤول كبير بالقصر مراسم الأربعاء بأنها خاصة وصغيرة نسبياً، ومن المرجح أن تكون المراسم الكاملة يوم الجنازة في الـ 19 من سبتمبر، من أكبر المراسم التي شهدتها البلاد على الإطلاق. ومن المتوقع حضور أفراد من العائلات الملكية ورؤساء وزعماء آخرين من أنحاء العالم للجنازة، لكن هناك شخصيات وزعماء من دول بعينها لن تتم دعوتهم مثل زعماء روسيا وأفغانستان وسوريا.

المزيد من دوليات