Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

موت إليزابيث الثانية يحيي جدل الماضي الاستعماري في أفريقيا

تباينت آراء المراقبين بين تقدير للدور البريطاني في القارة السمراء والتنديد به

كانت إليزابيث الثانية تزور كينيا في 1952 حين توفي والدها وأصبحت ملكة (أ ف ب)

من كينيا إلى نيجيريا وصولاً إلى جنوب أفريقيا وأوغندا، توالت التعازي وفعاليات الحداد إلى جانب ذكريات زياراتها إلى أفريقيا خلال العقود السبعة التي أمضتها على العرش، لكن وفاة الملكة إليزابيث الثانية أعادت أيضاً إحياء الجدل الحساس حول الماضي الاستعماري في أفريقيا.

جاءت وفاتها في وقت تتعرض الدول الأوروبية لضغوط لتقويم تاريخها الاستعماري والتكفير عن جرائم الماضي وإعادة القطع الأثرية الأفريقية المسروقة التي يحتفظ بها منذ سنوات في متاحف من لندن إلى باريس.

وكان الرئيس النيجيري محمد بخاري والكيني أوهورو كينياتا من بين الذين قدموا تعازيهم بخسارة "أيقونة"، لكن العديد من الأفارقة توقفوا أكثر عند مآسي الحقبة الاستعمارية، بما يشمل أحداث وقعت في العقد الأول من حكمها.

نالت كينيا استقلالها عن بريطانيا في 1963 بعد تمرد استمر ثماني سنوات خلف عشرة آلاف قتيل على الأقل.

وافقت بريطانيا عام 2013 على التعويض على خمسة آلاف كيني عانوا من تجاوزات خلال انتفاضة ماو ماو، في صفقة قيمتها نحو 20 مليون جنيه استرليني (23 مليون دولار).

قمع وحشي

وكتبت "ذي ديلي نايشن"، أكبر صحيفة في كينيا، في افتتاحية نهاية الأسبوع، إن "الملكة تترك إرثاً متفاوتاً من قمع وحشي لكينيين في بلادهم وعلاقات مفيدة للطرفين".

كانت إليزابيث الثانية تزور كينيا في 1952 حين توفي والدها وأصبحت ملكة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأضافت الصحيفة "ما تبع ذلك كان فصلاً دموياً في تاريخ كينيا مع فظاعات ارتكبت ضد شعب كانت خطيئته الوحيدة المطالبة بالاستقلال".

وقالت "في حين أن العلاقات مع بريطانيا كانت مفيدة، من الصعب نسيان هذه الفظاعات".

كجزء من أعمال التحسين الأخيرة لعلاقات الماضي، شهدت نيجيريا وبنين المجاورة، قيام فرنسا وبريطانيا بإعادة أول دفعة من آلاف القطع الأثرية التي نهبت خلال الحقبة الاستعمارية.

تم نهب ما تسميه نيجيريا "برونزيات بنين"، وهي لوحات معدنية ومنحوتات تعود إلى القرنين السادس عشر والثامن عشر، من قصر مملكة بنين القديمة، وانتهت في متاحف بمختلف أنحاء الولايات المتحدة وأوروبا.

وقال بخاري إن تاريخ البلاد "لن يكتمل من دون فصل عن الملكة إليزابيث الثانية".

إبادة جماعية

وفيما أشاد البعض بدورها، الذي أدى إلى استقلال نيجيريا، أشار آخرون إلى أنها كانت رئيسة الدولة عندما دعمت بريطانيا الجيش النيجيري خلال الحرب الأهلية في البلاد.

توفي أكثر من مليون شخص بين عامي 1967 و1970 معظمهم من المجاعة والمرض خلال الحرب، بعد أن أعلن ضباط من إثنية الإيبو الاستقلال في جنوب شرقي البلاد.

وقال أوجو آنيا الأستاذ النيجيري الأصل المقيم في الولايات المتحدة، في إشارة على "تويتر" إلى حرب بيافرا إنه "إذا كان أي شخص يتوقع مني التعبير عن أي شيء غير الازدراء للعاهل الذي أشرف على إبادة جماعية برعاية حكومة، فهو يحلم"، ما أثار جدلاً واسعاً على وسائل التواصل الاجتماعي.

كما تم التعبير عن ردود فعل متفاوتة مماثلة في جنوب أفريقيا، حيث وصف الرئيس سيريل رامابوزا الملكة بأنها شخصية "استثنائية".

التمييز العنصري

لكن حركة مقاتلي الحرية الاقتصادية المعارضة كانت أكثر رفضاً، وتذكرت عقوداً من التمييز العنصري، الذي كانت فيه بريطانيا، المستعمرة سابقاً، في معظم الأحيان سلبية.

وقالت الحركة، في بيان، "نحن لا نحزن على وفاة إليزابيث، لأنه بالنسبة إلينا وفاتها تذكر بفترة مأساوية جداً في هذا البلد وتاريخ أفريقيا".

في أوغندا، ذهب البعض إلى أبعد من ذلك مستذكرين حاكم مملكة بونيورو أوموكاما كاباليغا، الذي قاوم الحكم البريطاني في أواخر سنوات 1890، وتم خلعه ونفيه إلى جزر سيشل ثم جرى دمج المملكة في الإمبراطورية البريطانية.

قال تشارلز روموشانا مدير الاستخبارات السابق، وهو الآن محلل سياسي، "بقدر ما كانت الملكة قادرة على الحفاظ على تماسك المستعمرات البريطانية السابقة، لكنها لم تعالج بشكل كاف مواطن الظلم في بعض الدول مثل أوغندا".

الشهر الماضي، دعت جمعية السياحة الأوغندية إلى تشكيل لجنة لقيادة إعادة القطع الأثرية الأوغندية من متاحف بريطانية وأجنبية أخرى، بما يشمل 300 قطعة من بونيورو، بحسب البرلمان.

وقال تشارلز أونيانغو-أوبو الكاتب ومنتقد الحكومة الأوغندية على "تويتر"، إن العديد من القادة الأفارقة الذين حكموا لفترة طويلة استغلوا فترة حكم الملكة إليزابيث التي استمرت 70 عاماً لتبرير بقائهم في السلطة لعقود.

وأضاف "الآن بعد أن توفيت، هم يسعون جاهدين لتعلم كيفية جعل قضيتهم مقنعة في صيغة الماضي".

مسرحية سخيفة

طرح موكوما وا نغوغي نجل الكاتب الكيني الشهير نغوغي وا ثيونغ أو، وهو كاتب روائي أيضاً وأستاذ محاضر باللغة الإنجليزية في جامعة كورنيل، تساؤلات أيضاً حول إرث الملكة في أفريقيا.

وكتب على "تويتر"، "لو كانت الملكة اعتذرت عن العبودية والاستعمار والاستعمار الجديد وحضت العرش على تقديم تعويضات عن ملايين الأرواح التي سقطت باسمهم، فربما كنت سأفعل الشيء الإنساني وأشعر بالحزن".

وأضاف "بصفتي كينياً، لا أشعر بأي شيء، هذه المسرحية سخيفة".

المزيد من دوليات