Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

دراكولا: لماذا تعد معالجة النصوص الأدبية المحبوبة عملاً محفوفًا بالمخاطر؟ 

تعد رواية حفيد شقيق "برام ستوكر"، كاتب العصر الفيكتوري، الأحدث من نوعها التي تعمل على إعادة الحيوية للأعمال الأدبية الخيالية الشهيرة.

صورة لكريستوفر لي بدور الكونت دراكولا (غيتي)

تعد رواية حفيد شقيق "برام ستوكر"، كاتب العصر الفيكتوري، الأحدث من نوعها التي تعمل على إعادة الحيوية للأعمال الأدبية الخيالية الشهيرة.

وتشهد هذه الرواية الجديدة التي نُشرت هذا الأسبوع استيقاظ "دراكولا"، بطل رواية "برام ستوكر"، من قبره وعودته إلى الحياة مرةً أخرى.

وتدور أحداث رواية "دراكول"، التي كتبها حفيد شقيق كاتب العصر الفيكتوري "داكر ستوكر" بالتعاون مع "جيه دي باركر"، في قالب خيالي عن مرحلة شباب الكاتب في "دبلن"، حين تعرض لمواجهة مخلوقات شريرة خارقة للطبيعة، ستكون مصدر إلهام له في البحث عن مصاص الدماء الشهير. ويشير الكتاب إلى أن "دراكولا لم تُكتَّب كعمل أدبي خيالي، بل كتحذير للعالم".

وعُزِّزهذا العمل الأدبي من خلال إعادة اكتشاف مخطوطة تعود إلى برام ستوكر من قِبل نجل حفيده، نويل دوبس، في منزل على جزيرة "وايت" في عام 2011، ذلك إضافة إلى اهتمام داكر ستوكر بمقدمة الرواية الأصلية "دراكولا" التي لم يوافق عليها الناشر؛ خوفًا من إثارة بلبلة وتوجيه إساءة للقراء.

وكتب "برام ستوكر" في مقدمة نسخة من الرواية صدرت في "ايسلندا"، واكتشفها أحد أقاربه في القرن الـ21، إنه "مقتنع تماماً ومن دون شك أن الأحداث التي وصِفت هنا حدثت بالفعل، حتى وإن بدت غير معقولة وغير مفهومة للوهلة الأولى".

ويُعدّ إصدار "دراكول" أحدث محاولة لإعادة النظر في أحد أكثر الشخصيات تصويراً في الثقافة العالمية.

ومنذ "ماكس شريك" في دور "نوسفيراتو" في عام 1922 إلى "بيلا لوغوسي"، "كريستوفر لي"، و"غاري أولدمان"، لم يكن هناك منافسًا جدياً لـ"دراكولا" سوى "شارلوك هولمز" من حيث تصوير الروايات ومعالجتها درامياً.

وليست اللمسة الجديدة التي قدمها "داكر ستوكر"، النتاج الأدبي الوحيد الخاص بـ "دراكولا" في الأسواق: مثال على ذلك فيلم "أنو دراكولا" والحلقات التابعة له التي أنتجها الناقد السينمائي كيم نيومان في عام 1992، تخيّل تاريخًا بديلاً يتزوج فيه مصاص الدماء الملكة فيكتوريا ويجلس على عرش الإمبراطورية.

والسؤال المثير للاهتمام هنا هو: هل يُنصح بإعادة تقديم شخصيات كبيرة من عالم الأدب؟

لقد ندم الكثيرون على قرار "هاربر لي" إصدار رواية "تعيين حارس" (Go Set a Watchman) في عام 2015 في نهاية مشوارها.

وعلى العكس، فرغم حصول المؤلفة على جائزة "بوليتزر" عن روايتها "قتل الطائر المحاكي" (Kill a Mockingbird) الصادرة في عام 1960، إلا أنها لم تفكر قط في إعادة نشرها مرة أخرى. ونالت إعادة اكتشاف المسودة القديمة التي اشتُقَّت منها رواية "الطائر المحاكي" قبول واستحسان القراء، الذين اعتبروها بشكل غير مباشر، عندما اجتاحت المكتبات حول العالم؛ تكملة للرواية، مما جعلها أكثر إثارة. 

ومع ذلك، شعر القراء بأن شخصية "أتيكوس فينش"، المحامي الفاضل الذي يقف في وجه العنصرية الجنوبية ضد السود، شوِّهت في المراجعة، إذ خمنوا أن "لي"، التي كانت في أواخر ثمانينياتها، خُدعت للموافقة على هذا الإصدار.

ومن الكتّاب الذين أعادوا معالجة أعمالهم الأكثر نجاحًا دراميًا في وقت لاحق من حياتهم، نجد: "توماس هاريس" في "التنين الأحمر" (Red Dragon) عام 1981 الذي سبق "هانيبل رايزينغ" (Hannibal Rising) عام 2006، و"ستيفين كينغ" في "دكتور سليب" (Doctor Sleep) عام 2013، والتي كانت تكملة لـ"ذا شاينينغ" (The Shining) عام 1977 والتي تتبعت حياة "داني تورانس" حتى بلوغ سن الرشد. 

وتعد رواية "وايد سرجاسو سي" (Wide Sargasso Sea ) التي صدرت في 1966 من أكثر محاولات المعالجة الدرامية للكلاسيكيات التي حازت على إعجاب النقاد، حيث ألقت الضوء بذكاء على شخصية السيدة "روشيستر" في رواية "جين آير" من تأليف "شارلوت برونتي"، والتي صدرت في عام 1847. وأعطت هذه المعالجة الدرامية خلفية عن شخصية "هذه المرأة المجنونة المُهمَّلة في علية المنزل"، والتي أبرزتها كوريثة لـ"كريول" في جامايكا، بينما أهملتها الإنسانية في الأصل.

وفي العام الماضي، قام "مايكل ستيوارت" في روايته "آيل ويل" (Ill Will) بنفس الشيء حينما ترك "هيثكليف" من رواية "ويذرينج هايتس" (Wuthering Heights) الصادرة في 1847، "المور" في منتصف الرواية. 

ومثل "دراكولا" و"شارلوك" – الروايتان اللتان تمت معالجتهما دراميًا من خلال روايات جديدة للكاتبين "ستيفين فراي" و"مايكل شابون" ضمن آخرين، تمت معالجة "جيمس بوند" للكاتب "إيان فليمينغ" دراميًا عدة مرات منذ وفاته في 1964. وكانت "كينغسلي أميس"، التي كانت تصدر مؤلفاتها باسم مستعار وهو "روبرت ماركهام"، أول من فعل ذلك من خلال روايتها "الكلونيل صن" والتي صدرت عام 1968.

و قام كل من "جون غاردنر" و"ريموند بنسون" و"ويليام بويد" و"سيباستيان فولكس" و"أنتوني هورويتز" بكتابة معالجات درامية جديدة لـ"جيمس بوند"، بينما كتب "تشارلي هيغسون" و"ستيف كول" سلسلة "يونغ بوند" للشباب والبالغين منذ عام 2005.

وفي نفس السياق، كان "هورويتز" و"فولكس" من ضمن الكتاب الذين قدموا معالجات درامية للكلاسيكيات؛ حيث قدم الأول "كونان دويل" في "ذا هاوس أوف سيلك" (The House of Silk) في عام 2011، بينما قدم الأخر "بي جي ودهاوس" في "جيفز آند ذا ويدينج بلز" (Jeeves and the Wedding Bells) في عام 2013. وكان هناك تعليقًا في صحيفة التليغراف على هذا الأمر: "سواء كان رأي الناس في هذه المحاولة أنها جريئة أم غبية. إنها كانت سخيفة في كل الأحوال. يعد "بي جي ودهاوس"، وباتفاق الجميع، واحدًا من أفضل كتاب النثر في القرن العشرين. لم أكن أرغب في مشاهدة هذه الفوضى."

وتعد رواية "برايد آند بريجاديس آند زومبيز" (Pride and Prejudice and Zombies) الساخرة التي أصدرها "سيث غرهام سميث" في عام 2009 من أسوأ المعالجات الدرامية للروايات الكلاسيكية ولاسيما للرواية الأصلية التي ألفتها "جين أوستن"، بينما تعد سلسلة روايات "ذا ليغ أوف إكسترا أوردينري جنتلمين" (The League of Extraordinary Gentlemen) التي صدرت للمؤلف "آلان مور" من 1999 إلى 2007 من أكثر المعالجات الدرامية ابتكارًا، والتي تشاركها في هذا اللقب "آلان كواترمين" (Allan Quatermain) و"كابتن نيمو" (Captain Nemo)، و"ذا إنفيزابل مان" (The Invisible Man)، و"دكتور جيكل" (Doctor Jekyll) و"دراكولاز مينا هاركر" (Dracula's Mina Harker)، وغيرها للدفاع عن هذا التوجه في الكتابة ضد المؤثرات السلبية.

ومن ناحية أخرى، يواجه "مور" بشدة من يحاولون التلاعب بأعماله، ويصرون على إزالة اسمه من الأعمال التي تتم معالجتها دراميًا وترصد لها "هوليوود" ميزانيات ضخمة.

وفي الآونة الأخيرة، حصلت "صوفي حنا" على تصريح من مؤسسة "أغاثا كريستي" لكتابة رواية "ذا مونوغرام مردرز" (The Monogram Murders) التي عالجت دراميًا رواية "هركول بوارو" (Hercule Poirot)، كما أن "جي كي رولينغ" سمحت لـ"جاك ثورن" كتابة "هاري بوتر آند ذا كرسيد تشايلد فور ذا ويست إند" (Harry Potter and the Cursed Child for the West End) المستوحاة من قصتها الأصلية. 

وتعد عملية النشر بعد وفاة المؤلف وسيلة أخرى لتلبية الطلب على الكتابات الحديثة، لاسيما تلك التي تحمل اسم الكاتب الأصلي، حتى وإن لم يمهله الوقت فعليًا فرصة وضع اللمسات النهائية على العمل.
وتمت طباعة نصوص عدة من سلسلة "الأرض الوسطى" للكاتب "جيه آر آر تولكين" منذ وفاته في 1973، أشهرها "ذا سيلماريليون" (The Silmarillion) في عام 1977، كما كان آخرها "ذا فول أوف غوندولين" (The Fall of Gondolin) في أغسطس من العام الجاري. 

وبالنسبة للناشرين، تُعتبر الفوائد التجارية لهذه المشاريع واضحة للغاية، أما بالنسبة للكاتب، تكمن متعة معالجة الروايات دراميًا في تكريم بطل العمل الأدبي، ولكنه ليس أمرًا سهلاً: فإن أخطأت، فعليك أن تواجه موجة غضب عارمة من المعجبين المخلصين لهذه الأعمال الأدبية.
 

© The Independent

المزيد من ثقافة