Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أوكرانيا تتقدم شرقا وجنوبا وروسيا في مأزق بعد انهيار خط الإمداد

موسكو تقول إن اتفاق السماح بتصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود يطبق "بشكل سيئ"

تقترب القوات الأوكرانية التي تحرز تقدماً سريعاً على الأرض، اليوم الجمعة التاسع من سبتمبر (أيلول)، من خط سكك الحديد الرئيس الذي يزود القوات الروسية في شرق البلاد بالإمدادات، بعد أن أحدث انهيار جزء من الخط الأمامي الروسي أكبر تحول في زخم الحرب منذ أسابيعها الأولى.

إلا أن حاكم منطقة سومي بشمال شرقي أوكرانيا قال إن غارة جوية روسية أصابت مستشفى في المنطقة صباح الجمعة ودمرت المبنى وتسببت في وقوع إصابات، وذكر الحاكم دميترو زيفيتسكي أن المستشفى يقع في منطقة فيليكا بيساريفكا المتاخمة لروسيا.

وأعلن الجيش الروسي، الجمعة، إرسال تعزيزات باتجاه خاركيف في أوكرانيا رداً على خرق حققته القوات الأوكرانية في هذه المنطقة الواقعة على الحدود مع روسيا.

وأعلنت كييف، الخميس، أنها استعادت نحو 700 كيلومتر مربع في هذه المنطقة الواقعة شمال شرقي أوكرانيا في الأيام الأخيرة ولا سيما مدينة بالاكليا، إضافة إلى نحو 20 بلدة.

وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الخميس، من بروكسل، إن نشر موسكو تعزيزات يدل على أن روسيا تدفع "ثمناً باهظاً".

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية التي لم تعلق على الموضوع، لوكالات الأنباء الروسية نشر تعزيزات في هذا الاتجاه وبثت شريط فيديو يظهر مدرعات ومدافع وشاحنات تسير بأعداد كبيرة على طرق غير محددة الموقع. ولم يصدر بيان يفصل أو يعلق على عمليات الانتشار هذه.

وقال مسؤول كبير في إدارة الاحتلال التي شكلتها موسكو في المناطق التي يسيطر عليها الجيش الروسي يدعى فيتالي غانتشيف لقناة "روسيا 24"، الجمعة، إن "معارك شرسة" تدور حول مدينة بالاكليا التي ذكرت كييف، الخميس، أنها استعادتها.

وأضاف، "لم نعد نسيطر على بالاكليا. محاولات طرد القوات الأوكرانية قائمة لكن المعارك هناك شرسة وقواتنا عالقة عند أطراف المدينة".

وذكر أن معارك عنيفة تدور أيضاً قرب بلدة شيفتشينكوفي في منطقة خاركيف. وقال فيتالي غانتشيف، "هناك أيضاً تحاول القوات المسلحة الأوكرانية اختراق خطوط الدفاع. تم إرسال جنود احتياط من روسيا إلى هناك وقواتنا ترد".

وأفاد فريق من وكالة الصحافة الفرنسية أن الطريق من خاركيف باتجاه الجنوب الشرقي إلى بالاكليا كانت مفتوحة أمام حركة السير صباح الجمعة، وهي منطقة يبدو أن الجيش الأوكراني قد استعاد السيطرة عليها خلال معارك الأيام الأخيرة.

وكانت عديد من السيارات المدنية تسير على الطرقات، وكذلك آليات عسكرية، كما ظهرت طوابير انتظار عند عدة نقاط تفتيش.

تقع خاركيف عاصمة المنطقة التي تحمل الاسم نفسه والمدينة الثانية في أوكرانيا في شمال شرقي البلاد على الحدود مع روسيا مباشرة وتقاوم منذ بداية الهجوم العسكري في 24 فبراير (شباط).

إضافة إلى الاختراق في هذه المنطقة، أعلنت كييف أيضاً الخميس سلسلة انتصارات في الجنوب والشرق، مؤكدة أنها استولت على مناطق وبلدات عديدة.

وفي حال تم تعزيزها، تعد المكاسب الأوكرانية الأخيرة إلى جانب تلك التي سجلت في جنوب وشرق البلاد، الأهم بالنسبة لأوكرانيا منذ انسحاب القوات الروسية من ضواحي كييف في نهاية مارس (آذار).

وفي حوض دونباس للتعدين شرق أوكرانيا، حيث دارت أعنف المعارك في الأشهر الأخيرة، أكدت كييف، الخميس، أن قواتها تقدمت مسافة كيلومترين إلى ثلاثة كيلومترات قرب كراماتورسك وسلوفيانسك واستعادت السيطرة على بلدة أوزيرني.

على بعد 45 كيلومتراً في باخموت، قتل ثمانية مدنيين الخميس وأصيب 17 آخرون في ضربات روسية، بحسب السلطات الأوكرانية.

وقال حاكم المنطقة بافلو كيريلينكو، الجمعة، إن "عشرين منزلاً وستة مبانٍ وأربعة متاجر ودار الثقافة والمركز الإداري للمدينة تضررت" في هذه الضربات الروسية، مضيفاً أن السوق تعرضت "لنيران" المدفعية الروسية.

هجوم مضاد

وقال الرئيس فولوديمير زيلينسكي في خطاب مصور إن القوات الأوكرانية "حررت عشرات التجمعات السكنية" واستعادت أكثر من ألف كيلومتر مربع من الأراضي في الشرق والجنوب خلال الأسبوع الماضي.

ونشر زيلينسكي مقطع فيديو يقول فيه جنود أوكرانيون إنهم انتزعوا السيطرة على بلدة بالاكليا الشرقية التي تقع بجوار خط أمامي يمتد جنوب خاركيف ثاني أكبر مدن أوكرانيا.

وقال الجيش الأوكراني إنه تقدم نحو 50 كيلومتراً عبر تلك الجبهة بعد هجوم بدا أنه فاجأ الروس.

وإن صحت تلك المعلومات، فسيكون أسرع تقدم لأي من الجانبين في الحرب منذ أن اضطرت روسيا إلى التخلي عن هجومها على العاصمة كييف في مارس (آذار) الماضي.

ولم تقدم موسكو حتى الآن أي رد رسمي على التقارير المتعلقة باختراق جبهة خاركيف، بينما لم تسمح أوكرانيا بعد للصحافيين المستقلين بدخول المنطقة وتأكيد مدى تقدمها. لكن مواقع إخبارية أوكرانية عرضت صوراً لجنود يهتفون من فوق عربات مدرعة تمر أمام لافتات تحمل أسماء بلدات كانت تحت سيطرة روسيا، وقوات روسية تستسلم.

الأوضاع الميدانية

وقال معهد دراسات الحرب البحثي إن الأوكرانيين أصبحوا الآن على بعد 15 كيلومتراً فقط من كوبيانسك التي تضم تقاطعاً مهماً لخطوط سكك الحديد الرئيسة التي تستخدمها موسكو منذ أشهر لتزويد قواتها بالإمدادات في ساحات القتال شرق أوكرانيا.

ومنذ تخلي القوات الروسية عن مهاجمة كييف في مارس وموسكو تشن حرب استنزاف شرسة مستغلة تفوق أسلحتها عبر قصف مدن وقرى، لكن هذا الأسلوب يعتمد على وصول أطنان من الذخيرة يومياً إلى الخطوط الأمامية على متن قطارات من غرب روسيا، ونجحت القوات الروسية حتى الآن في صد كل محاولات كييف لقطع خط سكك الحديد.

وقالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية في وقت مبكر من صباح الجمعة، إن قوات روسية منسحبة تحاول إجلاء الجرحى وإنها أتلفت معدات عسكرية، وأضافت "بفضل الإجراءات الماهرة والمنسقة تقدمت القوات المسلحة الأوكرانية بدعم من السكان المحليين، بما يقرب من 50 كيلومتراً في ثلاثة أيام".

تقدم مفاجئ

وجاء تقدم أوكرانيا المفاجئ في الشرق بعد أسبوع من إعلانها بدء هجوم مضاد على بعد مئات الكيلومترات في الطرف المقابل للجبهة في إقليم خيرسون جنوب البلاد.

ويقول مسؤولون أوكرانيون إن روسيا حركت آلاف الجنود جنوباً للرد على تقدم أوكرانيا في خيرسون، تاركة مناطق أخرى من خط المواجهة مكشوفة وضعيفة.

وقال المستشار الرئاسي الأوكراني أوليكسي أريستوفيتش في فيديو على "يوتيوب"، "وجدنا نقطة ضعف لم يكن العدو فيها متأهباً".

ولم يرد كثير من المعلومات حتى الآن حول الحملة في الجنوب، إذ أبقت أوكرانيا الصحافيين بعيداً ولم تعلن سوى قليل من التفاصيل للحفاظ على سرية خططها.

وتستخدم أوكرانيا مدفعية وصواريخ جديدة أمدها بها الغرب لضرب مواقع خلفية روسية، بهدف محاصرة آلاف من الجنود الروس على الضفة الغربية لنهر دنيبرو العريض وقطع الإمدادات عنهم.

واعترف المستشار أريستوفيتش بأن التقدم في الجنوب لم يصل بعد إلى السرعة التي حققها التقدم المفاجئ في الشرق.

ونقلت وكالة الإعلام الروسية الرسمية عن سلطات عينتها روسيا في خيرسون القول إنه تم أسر بعض الجنود الأوكرانيين خلال الهجوم المضاد وتدمير عدد غير معلوم من الدبابات البولندية التي كانوا يستخدمونها.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


تمويل أميركي

وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن زار كييف، أمس الخميس الثامن من سبتمبر، وأعلن حزمة تمويل عسكري بقيمة 2.2 مليار دولار للدول المعرضة لخطر عدوان روسي نصفها تقريباً لأوكرانيا، كما أعلنت واشنطن إرسال أسلحة إضافية بقيمة 675 مليون دولار لأوكرانيا.

وإلى الشمال من ساحة المعركة واصلت روسيا إطلاق النار على منطقة خاركيف، وأصابت صواريخ عدة الخميس مواقع في المنطقة، ما تسبب في أضرار واسعة النطاق وسقوط قتلى وجرحى، وفق مكتب المدعي العام الإقليمي.

وقالت أولينا رودينكو وهي من سكان المنطقة لوكالة "رويترز"، "نحن خائفون... لا يمكن التعود على هذا مطلقاً".

اتفاق الحبوب

على صعيد آخر نقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزارة الخارجية في موسكو قولها الجمعة إن اتفاق السماح بصادرات الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود يطبق "بشكل سيئ"، وإن تمديده سيتوقف على كيفية تنفيذه.

وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الأربعاء الماضي إن الاتفاق الذي توسطت فيه تركيا في يوليو (تموز) "خدع" روسيا والعالم النامي.

وأعلن الكرملين اليوم الجمعة أن بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان سيناقشان تنفيذ الاتفاق عندما يلتقيان في أوزبكستان الأسبوع المقبل.

أوضاع الأسرى

من جهة أخرى، قالت رئيسة بعثة مراقبة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة في أوكرانيا الجمعة إن روسيا لا تسمح بزيارة أسرى الحرب الأوكرانيين، مبدية قلقها في ظل وجود أدلة على تعرض بعضهم للتعذيب وسوء المعاملة.

وقالت ماتيلدا بوجنر في إفادة صحافية في جنيف إن "الاتحاد الروسي لا يسمح بزيارة أسرى الحرب المحتجزين على أراضيه أو في الأراضي الواقعة تحت احتلاله"، وأضافت "يثير هذا قلقاً أكبر من ذي قبل لأننا وثقنا معاناة أسرى الحرب في قبضة روسيا الاتحادية الذين تحتجزهم القوات المسلحة الروسية أو الجماعات المسلحة التابعة لها من التعذيب وسوء المعاملة".

وتنفي موسكو تعذيب أسرى الحرب أو غيره من أشكال إساءة معاملتهم.

المزيد من الأخبار