Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

نقلة نوعية في عملة "إيثريوم" المشفرة لتصبح أكثر مراعاة للبيئة

ارتفع سعرها مع ترقب عملية الدمج التي ستشهد انخفاض استهلاك العملة المشفرة للكهرباء بمقدار ألف مرة، لكنه ليس خبراً مفرحاً للجميع

الرسملة السوقية الحالية لـ"إيثريوم" توازي حوالى 50 في المئة من تلك التي لـ"بيتكوين" (غيتي)

يترقب العالم ما يوصف بأكبر حدث في تاريخ العملات المشفرة اليوم الثلاثاء إذ ستبدأ ثاني أضخم عملة مشفرة في العالم ثورة كاملة في تقنيتها الأساسية وتتحول إلى نظام جديد سيخفض استهلاكها للكهرباء بنسب كبيرة.

من خلال القيام بذلك، يتخذ مطورو "إيثريوم" أكثر إجراء جذري على الإطلاق في عالم العملات المشفرة لمعالجة المخاوف البيئية المحيطة بالتكنولوجيا التي نشأت في الأعوام الأخيرة. أدى ترقب عملية التحول التي تعرف باسم "الدمج" the Merge إلى تضاعف سعر عملة "إيثريوم" خلال الشهرين الماضيين، بحيث تجاوزت بذلك بنسبة الزيادة في السعر منافستها الأكثر شهرة، "بيتكوين" بأربعة أضعاف.

وعلى الرغم من كل الحماسة المحيطة بالخبر، لكنه لم يسعد الجميع. إليكم في ما يلي المعلومات الأساسية المتعلقة بهذا الحدث:  

دمج "إيثريوم": ما هو ومتى سيحدث؟

أعلنت مؤسسة "إيثريوم" في أغسطس (آب)، "بعد أعوام من العمل الجاد، أصبح تحديث إيثريوم لنظام إثبات الحصة proof-of-stake (PoS) [تعمل على التحقق من صحة المعاملات بناء على عدد العملات التي يحتفظ بها أحد المشاركين في الشبكة بدلاً من مقدار قوة المعالجة الحاسوبية التي يمتلكها] جاهزاً"، محددة تاريخ السادس من سبتمبر (أيلول) 2022 موعداً للمرحلة الأولى من التحديث. وسيتم الانتهاء من المرحلة الثانية والأخيرة في وقت ما بين 10 و20 سبتمبر، 15 سبتمبر على الأرجح.

سيؤدي التحول إلى إثبات الحصة إلى تخلي شبكة "إيثريوم" الأساسية بالكامل عن نظام إثبات العمل الذي يستهلك الطاقة ويتضمن استخدام أجهزة كمبيوتر ضخمة لحل الألغاز المعقدة من أجل الحفاظ على أمان الشبكة وتعدين وحدات جديدة من العملة المشفرة والتحقق من التحويلات.

 

بدلاً من ذلك، يقوم النظام الجديد بكل تلك العمليات باستخدام أصحاب الأسهم الموجودين أساساً كآلية للتوافق، بحيث تشير بعض التقديرات إلى أن التحول إلى نظام إثبات الحصة سيقلل من استهلاك "إيثريوم" للكهرباء ألف مرة.

لماذا هذا الجدل الدائر حول دمج "إيثريوم"؟

عند حدوث الدمج ستنقسم الشبكة بشكل أساسي إلى قسمين، مما يؤدي إلى إنشاء سلسلة تعمل بنظام إثبات الحصة وأخرى تعمل بنظام إثبات العمل. ليست هذه المرة الأولى التي تتعرض فيها عملة مشفرة رائدة لانشقاق رئيس، فقد تم تقسيم منصة عملة "بيتكوين" التي لا تزال تستخدم نظام إثبات العمل مرات عدة لخلق عمليات فرعية مثل "بيتكوين كاش" و"بيتكوين غولد"، وفي كل مرة تكون هناك مخاطرة بعدم اعتماد المستخدمين النسخة الجديدة.

تعني الطبيعة اللامركزية للعملات المشفرة أنه لا توجد سلطة لفرض استخدام سلسلة بعينها من دون الأخرى، على الرغم من وجوب حدوث إجماع بين المشاريع القائمة على "إيثريوم" والأسواق التي تعتمد الرموز غير القابلة للاستبدال مثل "أوبن سي" والتي ستحتوي فجأة على نسخ مكررة من الرموز غير القابلة للاستبدال تستضيفها سلسلتا "إيثريوم". ربما تتولى السوق في نهاية المطاف مهمة تحديد أي من تلك الرموز هو "الحقيقي".

يجادل بعض المدافعين عن العملة المشفرة الذين يقدرون ميزة اللامركزية أكبر من البيانات البيئية بأن إثبات الحصة يبتعد من المبادئ الأساسية للعملات المشفرة من خلال خلق قدر أكبر من المركزية والتحكم من قبل أصحاب الأسهم الكبار.

الرفض الثاني الأكبر للتحول يأتي من أولئك الذين يقومون بتعدين عملة "إيثريوم" حالياً الذين استثمروا مبالغ ضخمة من المال في المعدات اللازمة لتعدينها. ستصبح كل أجهزة الكمبيوتر التي يمتلكونها والمستخدمة لتوليد دخولهم عديمة الفائدة تماماً مع نظام إثبات الحصة (PoS).

هل سيستمر سعر "إيثريوم" في الارتفاع؟

هذا سؤال قيمته حالياً 200 مليار دولار، إذ تضاعفت القيمة السوقية لعملة "إيثريوم" منذ أن وصلت إلى أدنى مستوى سنوي لها في يونيو (حزيران) عند أكثر من 100 مليار دولار بقليل.

وهي ما زالت بعيدة من أعلى مستوى لها تجاوز 550 مليار دولار الذي وصلت إليه خلال موجة صعود العملة المشفرة العام الماضي، لكنها تمكنت من التفوق بشكل كبير على بقية السوق في الفترة التي سبقت الدمج.

كتب محللو السوق في بورصة بيتفاينكس Bitfinex للعملات المشفرة أخيراً "بينما نواصل محاولات التخمين، يبقى الأمر الذي سيحدث بالفعل في المرحلة المقبلة حكراً على المتداول بالطبع، تستمر علمية الدمج في جذب مزيد من الجمهور وتزامنت مع ارتفاع في أسعار بيتكوين والأسهم التقليدية... نحن نعيش لحظة تحدث مرة واحدة في العمر ونشاهد التطور التقني يحدث أمام أعيننا. نحن نتطلع إلى الترحيب بعملة إيثريوم الجديدة وهي عملة تستهلك طاقة أقل ولديها قابلية للتوسع طويلة الأمد وآمنة بالنسبة إلى المجتمع".

إذا تمت عملية التحول بسلاسة والتوصل إلى إجماع في وقت مبكر، فإن الارتفاع الأخير الذي شهدته الأسعار سيكون شبه مضمون.

هل يمكن لـ"إيثريوم" أن تتغلب على "بيتكوين" بعد الدمج؟

أدت الحماسة المحيطة بعملية الدمج مرة أخرى إلى تكهنات بأن "إيثريوم" ربما تتمكن أخيراً من هذا "التفوق" الافتراضي، بحيث تتجاوز قيمتها السوقية قيمة "بيتكوين" لتصبح العملة المشفرة الأكثر انتشاراً في العالم.

بخلاف "بيتكوين" التي تؤدي فقط دور مخزن للقيمة أو وسيلة للتبادل، فإن سلسلة كتل "إيثريوم" أكثر تنوعاً إلى حد كبير. جعلت مزاياها التقنية بعض مؤيدي العملة المشفرة الأوائل يعتقدون بأنها ستتفوق في يوم من الأيام على "بيتكوين".

قبل أربعة أعوام، قال روجر فير الذي يعد شخصية بارزة في وسط العملات المشفرة منذ عام 2011 لـ"اندبندنت"، "أتوقع حدوث ذلك".

يعتقد آخرون بأن هيمنة "بيتكوين" ليست تهديداً حقيقياً، إذ ما زالت أسسها سليمة وتتمتع بسمعة لا نظير لها.

سواء تمكنت "إيثريوم" من التفوق على "بيتكوين" أو لا، يقول بعض المعلقين في الصناعة إن هذه التنافسية تعد مخرجاً مرحباً به من "ركود العملات المشفرة" الذي نشهده حالياً.

يوضح ماكس كورديك، رائد أعمال في مجال سلاسل الكتل والرئيس التنفيذي لمنصة ’ليسك‘ لـ"اندبندنت"، "كانت صناعة العملات المشفرة منذ فترة بحاجة إلى حكاية جديدة وأمل جديد، وأعتقد بأن إيثريوم وفرت ذلك من خلال عملية الدمج... يسبب هذا الدمج اتجاهاً تصاعدياً أكثر من بيتكوين ويقول لنا إنه لا يزال هناك كثير من الدعم لهذه الصناعة والإيمان بها. ظلت سوق العملات المشفرة معطلة لفترة طويلة، على كل حال، فإن الناس الآن مستعدون للمجازفة مرة أخرى".

نشر في "اندبندنت" بتاريخ 6 سبتمبر 2022

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من عملات رقمية