Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الإعلام الأوروبي يمد لليز تراس غصن الزيتون

الصحافة الروسية لا تبالي وانتقاد صيني وأوكرانيا تأمل بـحليف يشبه جونسون

تباينت صورة رئيسة الوزراء البريطانية ليز تراس في مختلف وسائل الإعلام العالمية (أ ف ب)

تباين تناول الصحف العالمية لخبر تولي ليز تراس رئاسة الوزراء البريطانية، بحيث مدت أوروبا لها "غصن الزيتون" بحذر على أمل أن تفتح صفحة جديدة مع الكتلة الأوروبية بعيداً من التوتر، إذ كانت حكومة جونسون قدمت مشروع قانون لتعديل بروتوكول إيرلندا الشمالية بشكل أحادي بالبرلمان في تنفيذ عملي لتهديداتها بتعديل البروتوكول الذي يحكم علاقاتها التجارية مع إيرلندا الشمالية منذ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، مما قد يشعل فتيل حرب تجارية مع الكتلة الأوروبية.

أما وسائل الإعلام الروسية، فاتخذت لهجة اللامبالاة في الحديث عن تراس فيما استبعد مسؤولون روس أن تسوء العلاقات أكثر مما هي عليه اليوم، وكانت بريطانيا أعلنت خلال قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في يونيو (حزيران) تقديمها مليار جنيه استرليني (1.15 مليار دولار) أخرى من الدعم العسكري إلى أوكرانيا، كما فرضت عقوبات على موسكو بسبب هجومها على أوكرانيا وعاقبت الأوليغارش الروس وصادرت ثرواتهم ومساكنهم في المملكة المتحدة وضيقت الخناق عليهم.

وغلبت لهجة الحدة على حديث وسائل الإعلام الصينية عن تولي تراس رئاسة الوزراء البريطانية، بخاصة أنها اتخذت موقفاً متشدداً من بكين إذ تعهدت عندما شغلت منصب وزيرة الخارجية في حكومة جونسون باتخاذ إجراءات صارمة ضد الشركات المملوكة للصين مثل عملاق وسائل التواصل الاجتماعي "تيك توك"، وقالت خلال حملتها الانتخابية الأخيرة إنها إذا أصبحت رئيسة للوزراء فستصنف بكين على أنها "تهديد" للأمن القومي. ووفقاً لحلفاء تراس، ستتم ترقية الصين إلى وضع مماثل لروسيا التي عرفت في المراجعة على أنها "تهديد خطير".

وسيطرت لهجة الأمل على وسائل الإعلام الأوكرانية التي أعربت عن أملها في أن تحذو رئيسة الوزراء البريطانية حذو سلفها جونسون بتقديم دعم لا محدود لكييف على جميع الصعد في حربها مع روسيا ونقلت وسائل الإعلام الأوكرانية باهتمام تغريدات الرئيس فولوديمير زيلينسكي وإشاداته بجونسون باعتباره "صديقاً عظيماً".

ألمانيا

تلقت ليز تراس استقبالاً حافلاً من المعلقين في وسائل الإعلام الألمانية، فمجلة "دير شبيغل" وصفت رئيسة الوزراء الجديدة بأنها "تاتشر أخرى" وقالت إن تراس خضعت لـ"تحول مذهل" من مؤيد للبقاء في الكتلة الأوروبية إلى "منتقد قاس" لـبروكسل ووصفتها بأنها "متحدثة متواضعة وعرضة للزلات اللفظية"، مضيفة أن "ضحكها الصاخب ينفر بانتظام حتى أولئك الذين يتعاملون معها بشكل جيد".

وأشارت صحيفة "دي فيلت" المحافظة إلى الدعم المنخفض نسبياً لتراس بين أعضاء البرلمان في المراحل الأولى من مسابقة القيادة وقالت في افتتاحيتها "بوعودها بخفض الضرائب والإجراءات الصارمة ضد المهاجرين غير الشرعيين والتصريحات المناهضة، كسبت السيدة البالغة من العمر 47 سنة عدداً كافياً من أعضاء حزب المحافظين، لكن يبدو أن غالبية ضئيلة في حزبها تعتقد أنها ستفوز في الانتخابات العامة المقبلة عام 2024 في ضوء التحديات الهائلة التي تواجه البلاد".

وقالت الصحيفة الألمانية Die Tageszeitung إنه "لا يهم تقريباً من ينتقل إلى مقر 10 داوننغ ستريت، فاليوم وبعد 12 عاماً في السلطة، انتخب المحافظون رئيس وزرائهم الرابع، ويمزقهم عدد لا يحصى من المنافسات غير المحسومة والغيرة الشخصية ودوافع جديدة لم تعد تنبعث من هذا الحزب".

وأوردت صحيفة Süddeutsche Zeitung أن تراس تواجه قراراً "هل ستبقى مناصرة لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي أم ستخبر ناخبيها بالحقيقة؟" وقالت الهيئة العامة للبث الإذاعي في ألمانيا (ARD) إن رئيسة الوزراء البريطانية "لم تكن دقيقة دائماً في شأن الحقائق ولا تهتم بالتفاصيل".

فيما لاحظت صحيفة "كولنر شتات-أنزيغر" أن تراس "تواصل أسلوب جونسون الشعبوي في السياسة، لكنها على عكسه ليست جذابة ولا تحظى بشعبية خاصة".

فرنسا

استقبلت تراس استقبالاً قاتماً من قبل وسائل الإعلام الفرنسية التي صورتها على أنها وريثة متشددة لعقيدة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي التي ألحقت أضراراً جسيمة بإنجلترا، وقالت صحيفة "لو فيغارو" المحافظة "ليز تراس تصور نفسها وريثة للسيدة الحديدية مارغريت تاتشر"، مضيفة "سيتعين عليها أن تتمتع بكل قوة ومهارة إذا أرادت إعادة المملكة المتحدة إلى المسار الصحيح"، فيما أطلقت عليها صحيفة "لا كروا" الرومانية الكاثوليكية اسم "السيدة الحديدية الجديدة".

وأوضح الرئيس إيمانويل ماكرون أنه هنأ تراس التي تسببت بحال من القلق في قصر الإليزيه خلال حملة القيادة عندما أعلنت "لست متأكدة بعد إن كان ماكرون صديقاً أو عدواً لبريطانيا"، وأكد أن البلدين بحاجة إلى التعاون الوثيق في مجال الطاقة، لا سيما الطاقة النووية، مردفاً "لقد قدمت التهنئة لها من فرنسا ونحن جاهزون للعمل معاً، كما يمكن القول كحلفاء وأصدقاء".

وقال ماكرون "تهانينا لليز تراس على انتخابها. الشعب البريطاني أصدقاؤنا والأمة البريطانية حليفنا. دعونا نواصل العمل معاً".

إيطاليا

احتلت صور تراس الصفحات الأولى في الصحف الإيطالية يوم الثلاثاء بداية من صحيفة "كورييري ديلا سيرا" اليومية الرائدة التي كتبت "إذا لم تكن لدى جونسون قناعات حقيقية، فإن تراس لديها الكثير"، مضيفة أنها تهدف إلى أن يكون "التناسخ في القرن الـ21" لمارغريت تاتشر وأشارت إلى أن تراس عارضت خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

في حين عرفتها صحيفة "لا ستامبا" على أنها "انتهازية وشبيهة بالحرباء"، لكن الصحيفة اليومية التي تتخذ من تورينو مقراً لها أشارت في صفحتها الأولى إلى أن اختيارها وضع بريطانيا في مقدمة إيطاليا بمعنى ما، "بينما إيطاليا تنتظر لترى ما إذا كانت ستنتخب أول زعيمة لها، لدى بريطانيا الآن ثالث زعيمة امرأة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

روسيا

على القناة الأولى في المحطة التلفزيونية الرئيسة التابعة للدولة، قالت المذيعة أوليسيا لوسيفا إن "ارتقاء تراس كان دليلاً على أن بريطانيا أصبحت مرتع جهل القوة وانتصار الغباء"، في إشارة إلى تعليقاتها الأخيرة التي قالت فيها إنها ستكون مستعدة لاستخدام الأسلحة النووية وتابعت لوسيفا "إذا حقق جونسون خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، فإن تراس تريد تحقيق أمر آخر تماماً... نهاية العالم".

وذكرت موسكو أنها لا تستطيع استبعاد احتمال أن تزداد العلاقات المتوترة مع لندن في عهد تراس وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف عندما سئل عما إذا كانت موسكو تتوقع أي تحول في العلاقات مع بريطانيا "لا أود أن أقول إن الأمور يمكن أن تتغير إلى الأسوأ، لأنه من الصعب تخيل أي شيء أسوأ من الحاصل اليوم" وأضاف "لكن لسوء الحظ لا يمكن استبعاد ذلك نظراً إلى أن المتنافسين على منصب رئيس الوزراء البريطاني تنافسوا مع بعضهم البعض في خطاب مناهض لروسيا وفي تهديدات باتخاذ مزيد من الخطوات ضد بلدنا وما إلى ذلك. لذلك، لا أعتقد أنه يمكننا أن نأمل في أي شيء إيجابي".

أوكرانيا

الرئيس فولوديمير زيلينسكي أشاد بـجونسون باعتباره "صديقاً عظيماً" بعد التأكيد أن تراس ستتولى المنصب وغرد "أجريت محادثة تلخيصية مع جونسون بصفته الحالية. نيابة عن جميع [الأوكرانيين] شكرته على شجاعته الشخصية ومبادئه ومساهمته الكبيرة في مواجهة الهجوم الروسي. إنني أتطلع إلى التعاون مع صديق عظيم لـ[أوكرانيا] في وضع جديد".

وقال حاكم منطقة ميكولايف فيتالي كيم إنه يتوقع استمرار الدعم البريطاني لأوكرانيا، "لا أعرف ليز تراس، لكنني أعتقد أنها ستلتزم السياسات ذاتها التي انتهجها جونسون".

الصين

من جانبها أثارت "غلوبال تايمز" المخاوف من أن تراس بالغت في التهديد الذي تشكله الصين وروسيا خلال حملتها لقيادة حزب المحافظين.

وجاء في مقالة افتتاحية في الصحيفة التي يديرها الحزب "لكي تصبح سيدة حديدية من الجيل الجديد، يجب على تراس التعرف على اتجاهات العصر وتغيير عقلية الإمبراطورية الجامدة التي عفا عليها الزمن، وعلى وجه الخصوص، يجب أن تركز أكثر على التنمية المحلية بدلاً من اتخاذ سياسة متشددة تجاه الصين" وأضافت "بعد كل شيء من خلال اللعب مع الجغرافيا السياسية، ربما تستحوذ على مقل العيون، لكنها لن تكون قادرة على حل المشكلات الحقيقية التي تواجهها المملكة المتحدة. أصبحت محاولة الضجيج في شأن تهديد الصين فكرة مبتذلة سيئة لا معنى لها بخلاف فضح عدم كفاءة الحكم من قبل هؤلاء السياسيين".

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات