ما زالت مخاوف الركود تخيم على الأسواق الدولية، إذ افتتحت الأسهم الأوروبية منخفضة وقادت شركات التعدين والطاقة الخسائر مع استمرار مخاوف المستثمرين بشأن توقعات الطلب في أعقاب بيانات تجارية ضعيفة من الصين. وانخفض مؤشر النفط والغاز الأوروبي 2.2 في المئة، في حين خسر مؤشر التعدين 2.3 في المئة. وقاد كلا المؤشرين الفرعيين تراجعاً عاماً في المؤشر "ستوكس 600" الأوروبي الذي انخفض 0.9 في المئة بعد تحقيق مكاسب هامشية في الجلسة السابقة. إلى ذلك هوى الجنيه الاسترليني ، إلى أدنى مستوى منذ عام 1985 مقابل الدولار الأميركي. وتراجعت العملة البريطانية 0.9 في المئة إلى 1.1407 دولار، وهو أضعف مستوى لها في 37 عاما.
تراجع صادرات الصين
فيما أظهرت البيانات الواردة من الصين تباطؤ الصادرات والواردات في أغسطس (آب) مع تسجيل الاقتصاد نمواً دون التوقعات إلى حد كبير في ظل تسبب ارتفاع التضخم في تراجع الطلب في الخارج بجانب الأثر السلبي لقيود كوفيد-19 الجديدة وموجات الحر في الإنتاج. كما تأثرت الأسواق الأوروبية في نطاق واسع بالمخاوف من اندلاع أزمة طاقة وسط ارتفاع الأسعار وتوقف أكبر خط أنابيب للغاز الطبيعي الروسي إلى المنطقة، وتراجع نمو صادرات الصين ووارداتها في أغسطس بسبب حال عدم اليقين الاقتصادي في العالم واستمرار القيود لمنع انتشار كوفيد-19 التي تؤثر في نشاط الدولة الآسيوية العملاقة.
في هذا الإطار، زادت صادرات الصين في أغسطس بنسبة 7.1 في المئة على أساس سنوي بحسب أرقام نشرتها الجمارك الصينية، وهذه النسبة أقل بكثير من تلك التي سجلت في يوليو (تموز) بـ18 في المئة. وكان محللون استطلعت آراءهم وكالة "بلومبيرغ" للأنباء المالية توقعوا تباطؤ الاقتصاد، لكن ليس إلى هذا الحد فقد تحدثت توقعاتهم عن 13 في المئة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتترجم هذه التدابير بقيود متعددة فور ظهور إصابات عبر الفحوص الإجبارية "بي سي آر" كل 24 ساعة في بعض الأحيان، مما يؤثر في تنقل البضائع والأشخاص. هذه الشكوك التي تؤثر في النشاط الاقتصادي بالتالي على دخل الأسرة تؤدي إلى فتور الاستهلاك، ونتيجة لذلك يتقلص طلب الصين على المنتجات الأجنبية. مع ذلك يحذر الخبير الاقتصادي تشيوي تشانغ من مجموعة "بينبوينت أسيت مانيجمنت" من أنه "يجب أن تعتمد الصين على طلبها المحلي أكثر من اعتمادها على الصادرات لأن الاقتصاد العالمي سيتباطأ على الأرجح". وأضاف أن التحدي الرئيس يكمن الآن في "تحقق توازن" بين الاقتصاد وإدارة الوباء.
حددت بكين لنفسها هذا العام هدف زيادة إجمالي ناتجها المحلي "بنحو 5.5 بالمئة"، لكن عديداً من الاقتصاديين يشككون في إمكانية تحقيقه بسبب القيود الصحية التي تعوق الانتعاش.
إلى ذلك تراجعت الأسعار مع ارتفاع الدولار وعوائد سندات الخزانة بعد أن عززت البيانات الاقتصادية المتفائلة التوقعات بأن مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) سيواصل رفع أسعار الفائدة بصورة حادة، وانخفض الذهب في المعاملات الفورية 0.5 في المئة إلى 1692.99 دولار للأونصة "الأوقية" بعد أن هبط في وقت سابق إلى أدنى مستوى له في أسبوع.
وتراجعت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.6 في المئة إلى 1703.30 دولار.
قطاع الخدمات الأميركي
وعززت بيانات قطاع الخدمات الأميركي القوية الدولار، وقفز مؤشر الدولار لأعلى مستوياته في 20 عاماً، مما يجعل الذهب أكثر كلفة بالنسبة إلى المشترين في الخارج.وارتفعت عوائد سندات الخزانة الأميركية لأجل عشر سنوات إلى أعلى مستوياتها منذ 16 يونيو (حزيران) وسط توقعات بأن يواصل مجلس الاحتياطي الاتحادي رفع أسعار الفائدة، ويتسبب ارتفاع العوائد في زيادة كلفة الفرصة البديلة لحيازة الذهب الذي لا يدر عائداً. ومن المتوقع أن يرفع مجلس الاحتياطي الاتحادي سعر الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس في 21 سبتمبر (أيلول)، ورفع البنك المركزي الأميركي سعر الفائدة بواقع 225 نقطة أساس في المجمل منذ مارس (آذار) لكبح التضخم المتصاعد.
أسهم اليابان تغلق منخفضة
وتراجعت الأسهم اليابانية، إذ طغت مخاوف المستثمرين المستمرة بشأن التباطؤ الاقتصادي على الأداء القوي لأسهم شركات التصدير التي ارتفعت بفعل هبوط الين. وانخفض المؤشر نيكي 0.71 في المئة مقتفياً أثر خسائر الليلة قبل الماضية في "وول ستريت"، إذ تراجعت المؤشرات الرئيسة الثلاثة بعد أن أكد تقرير قطاع الخدمات الأميركي التوقعات بأن مجلس الاحتياطي الاتحادي سيحافظ على موقفه إزاء رفع أسعار الفائدة. وتراجع المؤشر نيكي 27268.70 نقطة في التعاملات المبكرة، وهو أدنى مستوى له منذ 19 يوليو (تموز)، قبل أن يغلق عند 27430.30 نقطة. وخسر المؤشر "توبكس" الأوسع نطاقاً 0.57 في المئة.
ومن بين 225 سهماً مدرجاً على المؤشر نيكي، تراجع 165 سهماً وحقق 56 سهماً مكاسب واستقرت أربعة أسهم من دون تغيير. وتسببت أسهم شركات التكنولوجيا في انخفاض المؤشر، إذ كان لسهمي شركة طوكيو إلكترون لصناعة الرقائق ومجموعة سوفت بنك التأثير السلبي الأكبر.
وحققت بعض أسهم المؤشر مكاسب بعد أن انخفض الين الياباني إلى أدنى مستوى له منذ24 عاماً عند 144.380 مقابل الدولار، مما عزز الإيرادات الخارجية للمصدرين. وكانت الشركات المصنعة للسيارات الأفضل أداء، إذ ارتفع سهم ميتسوبيشي 3.61 في المئة وسوبارو 3.37 في المئة ومازدا موتور 2.45 في المئة.