مع تصاعد الزخم نحو إحياء اتفاقية نووية بين إيران والقوى الدولية، أعربت إسرائيل بشكل خاص عن مخاوفها للولايات المتحدة في شأن مصير تحقيق الوكالة الدولية للطاقة الذرية في السنوات الماضية حول النشاط النووي الإيراني السابق.
وبعد ما يقرب من عام ونصف العام من المحادثات غير المباشرة الهادفة إلى إنقاذ خطة العمل الشاملة المشتركة لعام 2015 (JCPOA)، أصدرت إسرائيل أشد انتقاداتها حتى الآن للاتفاق الناشئ، والذي إذا تم تنفيذه، فسوف يعرض على إيران تخفيف العقوبات مقابل تقييد أنشطتها النووية.
جهود من وراء الكواليس
وفي حين لا ترغب حكومة يائير لبيد في توتير العلاقات مع واشنطن، أعلن الأخير للصحافيين أن حكومته لا تعارض أي اتفاق، وأن إسرائيل ضد هذه الاتفاقية لأنها سيئة، واتبعت إسرائيل في السنوات الأخيرة استراتيجية متعددة الأبعاد ضد إيران، سواء لمواجهة البرنامج النووي أو مواجهة تطوير القدرات غير التقليدية لها، مثل الطائرات من دون طيار في عدد من الدول العربية، لذا إلى جانب المواجهات غير المباشرة بين الطرفين والتي يبدو أنهما حريصان على عدم نقلها إلى مستوى أعلى من التصعيد المباشر، حيث اكتفى الطرفان بالحروب السيبرانية وحروب السفن في الخليج منذ فترة، تعمل إسرائيل من جهة أخرى على تعطيل القدرات النووية لإيران لكنها تخوض مساراً دبلوماسياً آخر، إذ يبذل المسؤولون الإسرائيليون جهوداً من وراء الكواليس في واشنطن هذا الأسبوع، بهدف ضمان عدم منح تنازلات إضافية في المواجهة الحالية مع إيران.
وقد ناقش مستشار الأمن القومي الإسرائيلي إيال هولاتا الملف الإيراني مع نظيره الأميركي جيك سوليفان في البيت الأبيض، كما عقد وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس جولة أخرى من المحادثات في واشنطن.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
إغلاق التحقيق؟
المخاوف الإسرائيلية تتعلق باحتمالات تلبية المطلب الإيراني بأن تغلق الوكالة الدولية للطاقة الذرية تحقيقها الذي استمر ثلاث سنوات في انتهاكات الإجراءات الوقائية في عديد من المواقع النووية الإيرانية، والتي تم الكشف عنها بواسطة إسرائيل حينما تمت سرقة الأرشيف النووي الإيراني عام 2018.
وفي حين عرضت مسودة الاقتراح الأوروبية لإحياء الاتفاق، إغلاق التحقيق إذا قدمت إيران للوكالة الدولية للطاقة الذرية تفسيرات ذات صدقية تقنياً عن آثار اليورانيوم قبل يوم التنفيذ، لكن إيران تريد إغلاق الملف تماماً على غرار سابقة مماثلة عام 2015.
وتتمثل التحفظات الإسرائيلية في إعلان الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنها ليست من الدول الموقعة على خطة العمل الشاملة المشتركة، وتعتبر إسرائيل أنه من الخطأ الربط بين الاثنين بحجة أن التحقيق الذي دام سنوات خارج نطاق الاتفاق النووي الأصلي، من ثم تخشى إسرائيل من أنه بمجرد توقيع الاتفاق، أن يكون هناك ضغط دولي على الوكالة لإغلاق الملف حتى من دون إجابات مرضية من إيران. وتأتي تلك التخوفات على الرغم من إبلاغ الولايات المتحدة إسرائيل أنها لن تدفع الوكالة الدولية للطاقة الذرية لإغلاق التحقيق قبل الأوان.