قامت إحدى المعنيات بخدمات الصحية الوطنية في المملكة المتحدة (NHS) بإبلاغ الهيئة الناظمة للطاقة بأن مرضىً يدخلون المستشفيات بعد قطع الغاز والكهرباء عن منازلهم، مطالبة إياها بإعادة النظر في سياسة قطع الإمدادات [الذي يحدث عادة في حال التخلف عن الدفع] لأن ذلك من شأنه أن "ينقذ الأرواح" خلال فصل الشتاء المقبل، بحسب قولها.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ففي خطوة غير مسبوقة، هاجمت سامانثا ألن، الرئيسة التنفيذية لهيئة الخدمات الصحية الوطنية في الشمال الشرقي وكامبريا، مكتب أسواق الغاز والكهرباء (Ofgem) لقطعه إمدادات الطاقة عن المرضى الضعفاء.
وفي رسالة للمكتب نشرت الجمعة، قالت ألن إنها تشعر "بقلق بالغ" حيال بعض المرضى السريريين الذين تم قطع إمدادات الغاز والكهرباء عن منازلهم بعد تخلفهم عن الدفع.
أكثر الأشخاص المعرضين للخطر هم المرضى الذين يحتاجون إلى استخدام الأوكسجين في منازلهم
وتأتي هذه الأخبار في وقت واجهت فيه الحكومة انتقاداً شرساً من قبل مديري هيئات الخدمات الصحية الوطنية بسبب إخفاقها في معالجة أزمة تكلفة المعيشة.
وجاء في الرسالة: "بدأت بعض الأمثلة بالظهور إلى العلن حيث بتنا نرى أن إدخال بعض المرضى السريريين إلى المستشفى قد جاء بعد قطع مصادر الطاقة عن منازلهم. يؤثر هذا الأمر بشكل خاص على الأشخاص الذين يعيشون بمفردهم ويحصلون على دعم فريق خدمات الصحة المحلي والذين يعتمدون على أجهزة كهربائية لمواصلة العيش."
السيدة ألن قدمت مثالاً عن أكثر الأشخاص المعرضين للخطر، وهم المرضى الذين يحتاجون إلى استخدام الأوكسجين في منازلهم، مؤكدةً أن هنالك قلقاً أيضاً على الأشخاص من ذوي الاحتياجات الصحية العقلية والذين قد يجدون أنفسهم من دون مصدر للطاقة.
وأضافت: "أتوقع أنه من غير الممكن قطع مصادر الطاقة عن أولئك المعرضين للخطر سريرياً، لكن واستناداً إلى ما لدينا من أمثلة، فضلاً عن تواصلنا مع العديد من المرضى، من الواضح أن قلقاً جدياً يتهدد مجتمعاتنا. ببساطة، سيكون تأثير قطع إمدادات الطاقة عاملاً مهدداً لحياة البعض. وهذا من شأنه أن يزيد من الطلب على خدمات الرعاية الصحية والاجتماعية والتي تعاني ضغطاً هائلاً أصلاً".
الرئيسة التنفيذية حذرت أيضاً من أن زيادة الطلب سيقوض قدرة هيئة الخدمات الصحية الوطنية على تقديم العلاج للمرضى.
هذا وقد طالبت الرسالة، التي كانت قد نشرت أولاً في مجلة الخدمات الصحية (Health Service Journal)، مكتب أسواق الغاز والكهرباء بالتأكد من التحديث الدائم لقوائم عملائها المرضى المعرضين للخطر سريرياً. وكذلك القيام بتطوير "نظام أمان" لضمان أن تتم إضافة المرضى الجدد إلى هذه القوائم فوراً وأن يتم تعيين مسؤول داخل كل شركة طاقة بدور ممثل هيئة الخدمات الصحية.
واختتمت الرسالة بالقول: "أخيراً، ومع ارتفاع أسعار الطاقة، ندرك جميعاً التأثير الذي سيتركه ذلك على هؤلاء الأشخاص الذين ليس بوسعهم تحمل تكاليف فواتير الطاقة. أنا واثقة من أن هذا يشكل قلقاً بالغاً للجميع، خاصةً بالنظر إلى الأدلة المتعلقة بوفيات الشتاء والأمراض الخطيرة جراء الطقس البارد. بالتالي، أطلب من جميع شركات الطاقة إعادة النظر في سياسة قطع الإمدادات وكذلك الاقتداء بالنظام الذي يعتمده قطاع المياه حيث لا يمكن قطع الإمدادات المنزلية. من خلال القيام بذلك، أنا واثقة أن هذا سينقذ كثيراً من الأرواح".
© The Independent