Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل تمتلك الجزائر القدرة لزيادة شحنات الغاز نحو فرنسا؟

تحقيق الخطوة يعتمد على عوامل عدة منها الإمكانيات الإنتاجية والتصديرية والتنسيق مع إيطاليا

المتحدث باسم الحكومة الفرنسية يقول إن إعلانات ستصدر قريباً عن زيادة محتملة لشحنات الغاز الجزائري إلى فرنسا (رويترز)

عاد الحديث مجدداً حول قدرة الجزائر على تلبية طلبات شركائها الأوروبيين من الغاز، من جهة، والحفاظ على العلاقات القوية مع "الحليف" الروسي من جهة أخرى، بعد تأكيد وزارة الطاقة الفرنسية أن المحادثات جارية بين شركة الغاز الفرنسية العملاقة "إنجي" والشركة البترولية الجزائرية "سوناطراك" بهدف زيادة محتملة لواردات الغاز إلى فرنسا.

تساؤل وترقب

وأعلن المتحدث باسم الحكومة الفرنسية أوليفييه فيران، غداة زيارة الرئيس إيمانويل ماكرون إلى الجزائر، أن إعلانات ستصدر قريباً عن زيادة محتملة لشحنات الغاز الجزائري إلى فرنسا قد تصل إلى 50 في المئة من الكميات الحالية، وأكد حصول تقارب في إطار زيارة الرئيس ماكرون.

وفتح الخبر التساؤل حول القدرة الإنتاجية للجزائر، والترقب بخصوص مستقبل العلاقات الجزائرية الروسية على اعتبار أن موسكو تضغط على الاتحاد الأوروبي بورقة الغاز، منذ بداية حربها على أوكرانيا، على الرغم من أن الرئيس الفرنسي شدد خلال زيارته إلى الجزائر على أن فرنسا تعتمد بنسبة قليلة على الغاز في احتياجاتها من الطاقة بحوالى 20 في المئة، وفي المجموع تمثل الجزائر ثمانية إلى تسعة في المئة، وأضاف "لسنا في وضع يمكن للغاز الجزائري فيه أن يغيّر المعطيات"، مشيراً إلى أن فرنسا ضمنت احتياجاتها لفصل الشتاء والمخزونات في حدود 90 في المئة.

تطمينات ولكن

واعتبرت أطراف عدة تطمينات الرئيس الفرنسي مجرد ذرّ للرماد في العيون، بعد أن أتبع تصريحاته بحديث قال فيه إنه "لأمر جيد جداً أن يكون هناك تعاون متزايد ومزيد من الغاز نحو إيطاليا، للحاجة إلى التضامن الأوروبي"، بالإضافة إلى أن الوفد الذي رافق ماكرون إلى الجزائر كان من بينه مديرة شركة الغاز "إنجي" كاثرين ماكغريغور التي قابلت على انفراد وزير الطاقة والمناجم الجزائري محمد عرقاب، وكذلك مدير شركة "سوناطراك" البترولية الجزائرية توفيق حكار.

شحنات الغاز

وقال الباحث في شؤون الطاقة رمضان سعيدون المعتمد من المعهد الأميركي للبترول إن إمكانية زيادة شحنات الغاز الجزائري نحو فرنسا تعتمد على عوامل عدة منها القدرات الإنتاجية لشركة "سوناطراك"، إذ إن هذه الأخيرة "لا أعتقد أنها في الوقت الراهن تستطيع توفير فائض لتصدره إلى فرنسا بخاصة أنها أبرمت عقداً مع إيطاليا لزيادة إمداداتها"، لكن يمكن زيادة الإمدادات نحو فرنسا على المدى المتوسط في ظل الاكتشافات الأخيرة للحقول الغازية، مشيراً أيضاً إلى إمكانية الشراكة مع الطرف الفرنسي في ما يتعلق بالاستثمارات في مجالات التنقيب والاستكشاف، من أجل أن تضمن الجزائر تصدير الغاز المستخرج على المدى المتوسط ويستفيد الشريك الفرنسي من إمدادات بخاصة مع توجه الأخير إلى تنويع وارداته الطاقوية بعيداً من روسيا.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتابع سعيدون أن العامل الثاني الذي يعتبر مهماً يتمثل في أن التصدير لفرنسا يكون عبر ناقلات غاز، الأمر الذي يتطلب رفع قدرات شركة "سوناطراك" التصديرية عبر ناقلات كبرى، وزيادة طاقة الموانئ التصديرية، أو أن يكون هناك اتفاق مع إيطاليا من أجل استغلال الأنابيب المتجهة إليها، "بخاصة إذا علمنا أنه لا يستغل في طاقته القصوى التي تقدر بـ 32 مليار متر مكعب سنوياً".

لا تعارض مع روسيا؟

واعتبر الباحث في شؤون الطاقة أيضاً أنه لا يوجد هناك تعارض مع روسيا، لأنه في النهاية الكل يعملون من أجل مصالحهم، ثم لا يمكن في الوقت الراهن تعويض روسيا طاقوياً، إذ إنها أول قوة تصديرية عالمياً، وهي التي تصدر أكثر من 237 مليار متر مكعب سنوياً، أما الجزائر فتصدر في حدود 50 ملياراً سنوياً أو أقل بقليل، وأشار إلى أن روسيا زادت صادراتها نحو إسبانيا، في وقت انخفضت شحنات الغاز الجزائري نحو هذا البلد بسبب الأزمة الدبلوماسية بين مدريد والجزائر، وختم أن الأهم بالنسبة للجزائر هو ضمان عقود طويلة المدى حتى تكون في غنى عما سيحدث من تطورات السوق التي تشهد عدم وضوح في الرؤية من حيث الأسعار ومن التطورات الجيوسياسية.

التفاهم

وجاء بيان وزارة الطاقة الجزائرية ليكشف أن ما يحدث بخصوص مسألة تزويد أوروبا بالغاز، إنما يتم في إطار تفاهم بين موسكو والجزائر، وأبرز البيان أن وزير الطاقة والمناجم الجزائري محمد عرقاب تحدث مع السفير الروسي الجديد بالجزائر فاليريان شوفايف حول فرص وإمكانيات الاستثمار والشراكة بين البلدين في مجال الطاقة والمناجم، بحسب بيان وزاري، وأشار الطرفان إلى فرص وإمكانيات الاستثمار والشراكة في مجال المحروقات "المنبع والمصبّ النفطي والغازي"، وصيانة ونقل الكهرباء والكهرباء النووية والتصنيع المحلي لقطع الغيار والتكوين، كما رحبا بعملية الحوار بين "أوبك" والدول غير الأعضاء فيها من أجل استقرار أسواق النفط على المديين القصير والمتوسط، وكذلك المشاورات الدائمة بين البلدين في إطار منتدى الدول المصدرة للغاز.

اقرأ المزيد