Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الكبار أيضاً يحبون كتب الأطفال 

في هذه الأوقات السياسية المحيرة المليئة بالاضطرابات هل نحتاج إلى جرعة من كتب الأطفال للترفيه؟

مبيعات كتب الأطفال تشهد رواجا حتى بين الراشدين (شاترستوك)

تشهد سوق كتب الأطفال في المملكة المتحدة نمواً مستمراً للسنة الرابعة على التوالي، إذ وصلت قيمتها في الوقت الحالي إلى 383 مليون جنيه إسترليني. أما نسبة الكتب التي تستهدف الأطفال في سوق الكتب، فهي واحد من ثلاثة. ويأتي ذلك بالرغم من التحذيرات المتزايدة من تمضية الأطفال أوقاتاً أكبر أمام الشاشات وانخفاض عدد المكتبات ونقص التغطية لكتب الأطفال في الصحف والحملات الإعلامية.

هل يكون جزءاً من هذا النمو أن البالغين يشترون كتب الأطفال لقراءتها ههم وليس لأطفالهم؟ فمنذ فترة طويلة أصبح من المعروف أن كتب البالغين ليست موجهة إلى المراهقين فحسب. ففي عام 2014 اشترى نحو ثلث عدد كتب الشباب قراء ينتمون إلى الفئة العمرية ما بين 30 و40 عاماً. ولكن، يبدو أن الكتب المصورة للأطفال، وكذلك الكتب البعيدة عن الخيال وكتب الخيال، تجذب انتباه البالغين أيضاً. وقد طالبت الكاتبة المتخصصة في كتب الأطفال تشيترا ساوندار أخيراً بتأسيس نادٍ للقراء مخصص لقراء كتب الأطفال من الكبار أو البالغين. وأكد الكاتب ديف إجرز، الذي يكتب للأطفال والكبار، أن "هناك كتباً كثيرة رائعة مخصصة للبالغين الشباب، ولكنها في الواقع ليست لهؤلاء القراء الشباب فحسب".

فالأطفال الذين قرأوا رواية "ذا ستوري أوف تريسي بيكر" لجاكلين ويلسون، منذ 27 عاماً، هم أنفسهم البالغون الذين يقرأون اليوم رواية "ماي مام تريسي بيكر" التي نشرتها دار دبل داي الشهر الماضي. وعلى الرغم من كون القصة ترويها جيس ابنة تريسي، إلا أنها تستهدف البالغين أيضاً. وفي لقاء مع "الأوبزرفر" علقت ويلسون على ذلك قائلة: "يستطيع المراهق المطلع أو القارئ البالغ أن يقرأ شيئاً ويفهمه، بينما يمر الأمر نفسه مرور الكرام أمام جيسي".

وقد لا يكون رولد دال موجوداً ليخبرنا عن مرحلة النضج في عمر "ماتيلدا"، ولكن كوينتون بليك قام بإصدار نسخ جديدة تصور ماتيلدا وهي مستكشفة في عمر الثلاثين أو في شكل عالمة فيزياء فلكية أو أثناء ركضها في اتجاه المكتبة البريطانية، ويتوقف ذلك على النسخة التي تشتريها. وتأمل دار نشر بافين أن يقوم البالغون الذين قرأوا رواية ماتيلدا منذ 30 عاماً بشراء الكتاب الجديد وقراءته.

من الممكن أن تكون شخصيات الأطفال هذه قد كبرت في السن، ولكن قد يكون القراء ما زالوا متعلقين بطفولة لا تنتهي وليس فيها حدود واضحة بين مراحل الحياة المختلفة. إذا كانت مرحلة البلوغ مرتبطة بالأبوة والأمومة والعلاقات الزوجية والحياة المهنية، فإن العمر الذي نتحول فيه إلى بالغين في ارتفاع مستمر. ووفقاً لمكتب الاحصاءات الوطنية، فإن نسبة الآباء الجدد الذين يبلغ عمرهم 30 عاماً أو أكثر قد ارتفعت من 59% عام 1996 إلى 68% عام 2016. وعلى الشاكلة نفسها ارتفعت نسبة الأمهات الجدد في سن 30 عاماً أو أكثر من 41% عام 1996 إلى 54% عام 2016. كذلك ارتفع متوسط معدل سن الزواج ووصل إلى 36 سنة عام 2015 بعدما كان المتوسط هو 32 سنة عام 1996. كما أن كثيرين يعودون لمرحلة التعليم في سن متأخرة وأصبح الأبناء يعيشون في منزل الأب والأم لفترة طويلة، بالإضافة إلى اهتمام البالغين المتزايد بألعاب الفيديو. وقد ظهرت كتابات كثيرة عن محاولات المجتمع المستمرة التعامل مع طلبة الجامعات على أنهم أطفال من خلال منحهم مساحات آمنة ومحاذير أكبر بالطريقة نفسها التي نضع بها المثبتات على دراجات الأطفال لمنعهم من الوقوع.

في هذه الأوقات السياسية المحيرة المليئة بالاضطرابات، قد يكون الشعور بالانبهار تجاه العالم الخارجي الموجود في كثير من روايات الأطفال، وربما التعبير عن فكرة الأمل والقرارات الهادفة في نهاية قصص الأطفال، ما يحتاج إليه البالغون في الوقت الحالي.

الاتجاه الحالي في أدب البالغين والذي يهدف إلى تعزيز الشعور بالأمل ورفع معنويات القارئ والذي تجلي في مبيعات رواية "إليانور أوليفانت" كان منذ فترة طويلة أحد عناصر أدب الأطفال. وتشهد كتب الأطفال تطور الأبطال من الطفولة إلى النضج، كما أنها تصور التطور في الهوية. وفي الوقت الذي يتميز بسياسات الهوية فإن هذه الأمور تخاطبنا بشكل مباشر.

روايات الأطفال لا تختلف في الواقع عن روايات البالغين سوي في طريقة تسويقها. هناك معرفة واسعة في أدب الأطفال، كما أن عملية السرد نفسها تتلاعب بالشكل واللغة. ما يحفّز اكتساب المعرفة واستكشاف الأفكار العميقة.

وتقول نائب المدير العام لدار نشر أوزبورن، نيكولا أوزبورن، إن "فعالية كثير من كتابات الأطفال وحنكتها قد جذبتا كثير من القراء البالغين".

وتنافس رواية "حروب سكايلاركس" للكاتبة هيلاري ماكاي، الصادرة عن دار نشر ماكميلان، رواية "تستامنت أوف يوث" في الدقة والوضوح المؤثر في تصويرها للجبهة الداخلية أثناء الحرب العالمية الأولى. أما رواية يارا بادو "جيجسو أوف فاير آند ستارز" أو "هيد أوف زيوس"  فتمزج بطريقة ذكية بين الحداثة والفولكلور باستخدام رائع لحيوية اللغة في الرواية المثيرة التي تتناول الاتجار بالبشر ومهارات السيرك. أما رواية "ذا دام" لديفيد ألموند التي زوّدها ليفي بينفومد (ووكر) بالرسومات، فهي رواية تقدم معارف واسعة بشكل رائع وتتناول التغيرات المناخية والتطور في إطار ذكي من المشاعر العميقة. هذا الكتاب المصور هو جزء من عدد كبير من الاصدارات الحديثة التي تتناول موضوعات معاصرة، ويقر الناشرون بأن لكتب الموضوعات المصورة لها قراء من البالغين أيضاً.

وتقول الناشرة المشاركة في دار نشر بنجوين راندوم هاوس، سوهيني ميترا: "لقد غيرنا استراتيجيتنا وقررنا نشر ثلاثة أو أربعة كتب تشجع الناس على مناقشة الموضوعات المعاصرة. وأفضل أنواع الكتب المصورة هو تلك التي يستطيع قراءتها الأطفال والكبار على السواء ويستخلصون منها قيمة مضافة".

ويلجأ القراء إلى الكتب المصورة وكتب الأطفال البعيدة عن الخيال لأنهم يبحثون عن شرح للحقيقة ولأنهم يشعرون بأن كتب الأطفال تمنحهم موثوقية أكبر من إجابات غوغل التي تجعل إعلانات الثلاجات تنهال عليك لفترة أطول من اللازم لمعرفة إجابة لسؤالك عن عملية التبريد.

ويتم في الواقع نشر 10 آلاف كتاب جديد للأطفال كل عام في المملكة المتحدة وكثير منها ذو جودة عالية جداً سواء أكان من حيث الشكل أو المحتوى. منذ أن استطاعت سلسلة هاري بوتر أن تتغلب على انقسام الأجيال، أصبحت كتب الأطفال أكثر من مجرد عمل هامشي إذ ارتفعت مبيعاتها من 34 مليون كتاب عام 1998 إلى 64 مليون كتاب تم بيعها عام 2016.

ومع دخول رأس المال التجاري إلى سوق كتب الأطفال التي كانت سوقاً هامشية، بدأ الناشرون الإنفاق بسخاء على جودة عالية للمنتج في كتب الأطفال. وينطبق هذا بشكل خاص على كتب الأطفال البعيدة عن الخيال والتي يتم تسويقها على أنها هدايا في الفترة السابقة لأعياد الميلاد بجودتها العالية وعلامات الكتب ذات الأشرطة والرسومات الغنية والأغلفة المقواة أو المزخرفة. ولم تبخل دار نشر بيج بيكتشر برس، الحاصلة على ختم الناشر تمبلار والتي بدأت هذه الصيحة نشر رواية "مابس" لأكسندرا ودانيال مزيلنسكي عام 2013 بأي شي عندما أصدرت سلسلة روايات "ويلكم تو ذا ميوزيوم" الكبيرة الحجم. أما رواية "بلانيتاريوم" المرتبطة بمتحف العلوم، فتعتبر آخر الاصدارات التي كتبها بوضوح موجز أستاذ الفيزياء الفلكية رامان برينجا، وتحتوى على نقوشات رقمية كبيرة لكريس ورمل الذي تحوز أعماله الفنية على إعجاب الصغار والكبار على حد سواء.

وهناك مجلد آخر يتميز بالسخاء الشديد في إنتاجه، هو "آي آم ذا سيد ذات جرو ذا تري" لنوزي كراو، الذي قامت بتجميعه فيونا ووترز وزودته بالرسومات فران برستون- جرانون. وهو عبارة عن مقتطفات من الشعر الذي يعبر عن الطبيعة ويتضمن قصائد موسمية لكل يوم من أيام السنة. والغلاف المصنوع من القماش والرسومات ذات الألوان الكاملة، وكذلك وزن المجلد نفسه، أمور تضمن أن يتم التعامل معه على أنه كنز أو هدية تبقى لفترة طويلة. كما أنها تحوز على إعجاب القراء البالغين بسبب احتوائها على مجموعة من القصائد التي يتعرفون إليها لتزيد من شعورهم بالحنين إلى الماضي.

و بوصفي مستشارا في القراءة و ناقدا لكتب الأطفال, يلاحظ أن روايات الأطفال الخيالية هي في أفضل أوقاتها. أهم الكتب فيها يتم تسخير أفضل إمكانيات الإنتاج لها. فرواية "ذا ترين تو إمبوسيبل بليسيز" لبي جي بل، الصادرة عن دار نشر أوزبورن لها غلاف سري تحت غطائها ثلاثي الأبعاد المغطي بالغبار من تصميم "فلافيا سوررنتينو" كما تحتوي على رسومات بالأبيض والأسود. هذه الرواية المسلية بشكل غامض تتناول حكايات الأقزام والقطارات والفيزياء التي نقابل فيها كلمة "fuzzics" بشكل مكثف والتي تجذب انتباه الأطفال بسبب الجودة العالية للكتابة والمغامرات المبتكرة الصاخبة. ولكنها تخاطب البالغين أيضاً بسبب الإشارة إلى عمال البريد ومهندسي القطارات الغاضبين. أما رواية "ذا ليفترز" لديفيد إجرز فتنوه بشكل غير مباشر إلى انخفاض معدلات التصنيع في بلدات أميركية. وبطريقة مشابهة تشير رواية "ذا جريت تشوكوبلوت" لكريس كالاجهان إلى التدهور القائم في المدن الصناعية البريطانية.
ويبقى الحنين إلى الماضي مصدراً مهما للإلهام لكتّاب الأطفال. وقد نُشرت رواية "ذا كي تو فلامباردز" لليندا نيوبري (ديفيد فيكلينج) هذا الخريف، وهي تستحضرمجموعة "فلامباردز" الأسطورية لكي إم بيتون  وتنقلها إلى الوقت الحاضر. وفي كتابها "إنتو ذا دجنجل" تكون كاثرين رانديل قد ألّفت كتاباً مرافقاً لكتاب "ذا دجنجل بوك" لروديارد كيبلينج. ناشر الكتاب هو دار ماكميلان والرسومات لكريستيانا إس ويليامز. ويتناول الكتاب خلفيات خمس شخصيا في كتاب آخر تم الانفاق بشكل سخي على إنتاجه.

أما الكتاب الذي قدمه بيير تورداي في عام 2018 فهو "ذا لوتس مادجيشان" (كويركوس)، وهو عبارة عن قصص مغامرات استثنائية تتناول المكتبات والحرب واستكشاف الحقيقة والخيال، ولكن ذلك في شكل أنشودة مديح لكتاب "ذا ليون، ذا ويتش آند ذا ورادروب" لسي إس لويس. وشهد العام الماضي إصدار كتاب "ذا برينسيس آند ذا سفراجيت" لهولي ويب (تعليمي) وكذلك الجزء الختامي الخاص بها لمجموعة "آ ليتل برينسيس" لفرانسيس هودجسون بورنت و"فايندينج بلاك بيوتي" للو كنوزلر الذي تلاه بعد فترة كتابها "ذا ريتورن أوف ذا ريلواي تشيلدرن" (تعليمي).

قد يتساءل البعض إذا ما كانت لغة قصص الأطفال الكلاسيكية صعبة أو بحاجة إلى تجديد، فقد أدى تزايد وجود الهواتف الذكية في حياتنا إلى ميلنا نحو تلقي المعلومات في شكل مقتطفات والمرور سريعاً على المقالات عوضاً عن القراءة المعمّقة أو الانخراط في نقاش مثير للاهتمام. ونميل أيضاً إلى طريقة الأطفال الصغار في تبني وجهات نظر فيها استقطاب شديد. لذلك، ربما تبدو السهولة "الملموسة" في كتب الأطفال أكثر جاذبية. وقد أسفت  جيرالدين ماكوغريان الحائزة على جائزة  "كليب كارنيجي" في شهر حزيران/ يونيو من العام 2018 عن كتابها "وير ذا وورلد إندز" (أوزبورن), أسفت على سهولة اللغة المبسطة التي نراها في أدب الأطفال حديثا.

أما المؤسف في عالم نشر كتب الأطفال، فهو عدم وجود تنوع أو مساواة بين الجنسين. وقد كشفت "الاوبزرفر" في العام 2017 بمساعدة شركة الأبحاث نيلسن أن الغالبية العظمي من الكتب المصورة تسيطر عليها شخصيات ذكورية، وعندما لا يكون بطل الرواية إنساناً- حيواناً على سبيل المثال- فإن نوع الضمير يميل في 73% من الحالات إلى كونه من الذكور.

وقد شكلت نسبة كتب الأطفال ما بين 3 و11 عاماً المنشورة عام 2017 والتي احتوت على شخصيات تنتمي إلى السود أو الآسيويين أو الأقليات العرقية أربعة في المئة فقط (وفقاً لتقرير "سي ل ب إي"). وانخفضت النسبة إلى واحد في المئة فقط عندما يكون البطل الرئيسي للرواية ينتمي إلى السود أو الآسيويين أو الأقليات العرقية. ونشر كتاب واحد فقط في عام 2017 كان البطل الرئيسي فيه شخصية فكاهية من هذه الفئات. في المملكة المتحدة يتم تصنيف نحو 32 في المئة من تلاميذ المدارس على أنهم من السود أو الآسيويين أو الأقليات العرقية وفقاً لوزارة التعليم.

يوجد تنويعات أكثر في المجموعات العمرية الأكبر: فكتاب "بون توك" لكاندي جورلاي (ديفيد فيكلينج) هو من الكتب المميزة في العام 2018، إذ يتناول قصة حياة فتى يصل لمرحلة البلوغ والنضج في الفيليبين عام 1899. ويستمر الروائي الأسود الحاصل على الجوائز ألكس ويتل في استكشاف مبنى كرونجتون "ذا كرونغتون استسيت" في كتبه. وقام أخيراً بكتابة رواية قصيرة هي "كيرب ستين بويز" لمصلحة دار نشر بارينجتون ستوك. وحصلت رواية "ذا هيت يو جيف" لإنجي توماس (دار نشر ووكر بوكس) التي تتناول قصة فتاة صغيرة سوداء تشهد إطلاق نار على أحد أصدقاء الطفولة، على جائزة ووترستونز لكتب الأطفال، بالرغم من أن الكتاب نشر للمرة الأولى في الولايات المتحدة حيث تعتبر عملية النشر أكثر تنوعاً وحيث تشير تقييمات كيركوس دائماً إلى التنوع الكبير في شخصيات الكتب أو الروايات.

ويعمل عالم النشر على تدارك هذه المشكلة حتى وإن كان ذلك يتم ببطء. وقد شهد العام 2017 إطلاق شركة "نايتس أوف"، وهي شركة نشر تعمل على نشر الأصوات والروايات التمثيلية في روايات الأطفال. ونشرت هذه الشركة كتاب "نايتس آند بايكس" لجابريلا كنت في العام 2018،  ووقّعت عقداً مع شارنا جاكسون لكتابة سلسلة من كتب المغامرات التي يؤدي دور البطولة فيها شخصيتان تنتميان إلى فئة السود أو الآسيويين أو الأقليات العرقية. الروايات الخاصة بهم لا تسعى لتصوير شخصيات تنتمي إلى مجتمع السود أو الآسيويين أو الأقليات العرقية فحسب، ولكنها تسعي إلى تمثيل جيد للفئات المختلفة فيها. ويوصي تقرير"سي ل ب إي" بأن تحتوي القصص على شخصيات رئيسية تنتمي إلى مجتمع السود أو الآسيويين أو الأقليات العرقية في سياقات مختلفة وليس من منظور العدالة الاجتماعية فحسب.

وليست "نايتس أوف" متفردة في هذا المجال، فدار نشر "لانتانا" هي دار نشر مستقلة تعمل على منح الكتاب والرسامين الذين ينتمون إلى مجتمع السود أو الآسيويين أو الأقليات العرقية الفرصة لنشر أعمالهم في المملكة المتحدة. ويعتبر الكتاب المصور "نيمش ذي ادفنتشورر" لرانجيت سينغ وميدروخت أميني هو أفضل مثال لكتاب مصور يعبر عن الإدماج في المجتمع البريطاني.

ونشرت مجموعة "ذا ليتل تايجر"، في العام 2017ن مختارات أدبية من القصص القصيرة تنتمي لمجتمع السود والآسيويين والأقليات العرقية للبالغين الشباب بعنوان "آ تشينج إيز جونا كم". كما تقوم في الوقت الحالي بكل فخر بنشر مختارات أدبية لكتاب ينتمون إلى فئة المثليين.

وبعدما تعرضت لكثير من النقد بسبب نقص التنوع، يتم في الوقت الحالي إعادة تشكيل ميدالية كارنيجي لفتح مجال الترشيحات وزيادة الوعي بشأن الكتب المختلفة.

وفي ضوء الانعزالية السياسية القائمة تحاول كتب الأطفال مكافحة ذلك من خلال اتخاذ خطوات لتوسيع عملية الإدماج وقبول العولمة. وقد بدأ أدب الأطفال المترجم في إيجاد مكان له على أرفف المكتبات في المملكة المتحدة. وقد ساعد مشروع "إن أذر ووردز" لبوك تراست الناشرين في المملكة المتحدة على الحصول على كتب مترجمة. ويلعب كل من الناشرين واكي بي وبوشكين برس وتايني أول دوراً في ذلك. وتوضح مدير قسم كتب الأطفال في بوك تراست، جيل كولمان، أنه من المعلوم أن "القراءة تغير الحياة والكتب المترجمة تسمح للأطفال بأن يتجاوزوا حدود لغتهم وثقافتهم وأن يشاركوا ما يشير إليه واحد من كل 4 محكمين على أنه "اللغة الدولية للخيال". ففي الوقت الحالي يحتاج أطفالنا أكثر من أي وقت مضى إلى منظور دولي".

وبينما يبحث الأطفال في الكتب عن تمثيل أحسن لحياتهم نفسها ولحياة غيرهم من الأطفال، يلجأ الكبار إلى كتب الأطفال بحثاً عن الهوية والطمأنينة ومزيد من التوقعات العالمية. ولكنهم يبحثون في المرتبة الأولى عن قصة جيدة. وكما قال فيليب بولمان في العام 1996: "هناك بعض المحاور وبعض الموضوعات تعتبر أكبر من أدب الكبار أو البالغين، ولا يمكن التعامل معها بشكل مناسب سوى من خلال كتب الأطفال".
 

© The Independent

المزيد من ثقافة