Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

سياحة "مواقع التصوير" تعود للواجهة وفقا لـ"الأكثر مشاهدة"

"صراع العروش" و"إيميلي في باريس" و"هاري بوتر" تجذب الوفود إلى أماكنها الحقيقية

"بيت التنين" ساهم في إنشاء وجهات سياحية جديدة لدول عدة بعد حقق مشاهدات قياسية (حساب المسلسل على إنستغرام)

سياحة مضمونة الجمهور، يضع خططها أناس لا يعملون بالهيئات الرسمية المعنية، إنه السحر الذي يمكنه تحويل أمتار من الرمال إلى واحة مدهشة في نظر المريدين، يكفي فقط أن تظهر تلك المساحة في فيلم أو مسلسل يحقق شعبية، وستتوالى الزيارات والرحلات الجماعية.

أن تصبح مواقع تصوير الأعمال الفنية ذات الشهرة الكبيرة مزارات سياحية لا مثيل لها أمر تحقق منذ سنوات، حيث إن الهوس الجماهيري بشخصيات تلك الأعمال يجعل المشاهدين شغوفين للغاية لزيارة أماكن التصوير الحقيقية، وأخيراً انتبهت "نتفليكس" لهذه النقطة.

التقطت منصة البث عبر الإنترنت الأبرز الفكرة وحولتها إلى مبادرة ثقافية ترفيهية موجهة لجمهور أعمالها الأكثر مشاهدة، للاشتراك في جولات بمدن أوروبية عدة، بينها لندن ومدريد وباريس، ودعت محبي أعمالها للمشاركة في زيارات سياحية لمناطق عدة حول العالم ظهرت في أعمالها الشهيرة.

زيارات "الأكثر مشاهدة"

بحسب بيان رسمي أصدرته المنصة، فالرحلات تتضمن "سلسلة من جولات السير الإرشادية المجانية التي تقدم معلومات تاريخية وتفاصيل حول هذه المدن الخلابة، وتسلط الضوء على أكثر المواقع مشاهدة من مسلسلات Netflix وأفلامها، وتكشف النقاب عن مشاهد من وراء كواليس التصوير".

والخيارات هنا تشمل مواقع ظهرت في مسلسلات مثل "البروفيسور"، "إيميلي في باريس"، "لوبين"، "بريدجرتون"، وهي من إنتاج "نتفليكس" الأصلية، التي حققت أرقاماً قياسية في المتابعة.

وعلى ما يبدو أن هذ المشروع الجديد، الذي يأتي بالتعاون مع مؤسسات عدة، يهدف إلى إنعاش الحركة السياحية بعد أزمة كورونا، وبعد المشكلات الاقتصادية التي تعانيها دول كثيرة في أوروبا أخيراً.

من جهتها، احتفلت ليلي كولينز نجمة مسلسل "إيميلي في باريس" بتغيير خرائط "غوغل" بسبب الإقبال السياحي على أماكن تصوير العمل، وخصوصاً الشقة التي عاشت فيها إيميلي كوبر، حيث أصبح اسمها على التطبيق "شقة إيميلي"، التي تقع في الحي اللاتيني بباريس، وتحولت شوارعها المحيطة لمزارات سياحية يقبل عليها محبو العمل.

وكذلك مسلسل House of the Dragon "بيت التنين"، الذي حققت حلقته الأولى على HBO عشرة ملايين مشاهدة عبر المنصة في الولايات المتحدة الأميركية فقط، حيث بدأت بعض المناطق التي تم فيها التصوير التجهيزات لاستقبال الوفود السياحية.

وهناك توقعات بإحداث نهضة كبيرة في القطاع السياحي بسبب شعبية العمل المشتق منGame of Thrones "لعبة العروش"، وبينها منطقة بيك ديستريكت بإنجلترا، التي تحتوي على مغارات ومنحوتات سخرية تستهوي عشاق السفر، ومثلها سواحل وشواطئ مقاطعة كونرال، كما تم الإعلان عن جولات سياحية للجماهير في أماكن تصوير المسلسل بإسبانيا والبرتغال لاستقبال عشاق العمل الراغبين في الاستكشاف.

الأمر نفسه فعلته إيرلندا الشمالية، التي يتدفق عليها السياح من أجل معايشة أجواء مسلسل "بيت التنين"، المشتق عن "صراع العروش" الذي يتمتع بجماهيرية كاسحة. ويمكن للزائر أن يقضي وقته وفق برنامج يتيح له ارتداء ملابس الشخصيات الرئيسة، والتنقل بين أكواخ وقلاع وموانئ ظهرت في العمل، كما توجد أماكن للتخييم يمكن من خلالها محاكاة طريقة الحياة في الممالك السبع، كذلك بعض استديوهات التصوير مفتوحة للجمهور.

 

وتعتبر مواقع تصوير صراع العروش من أشهر معالم الدولة، التي أسهمت بالفعل في إنعاش السياحة، وبحسب إحصائية لموقع "تايم أوت" المتخصص في السياحة والسفر والأعمال، فإن واحداً من بين كل ستة أشخاص يزورون الجزيرة يكون هدفه معايشة تجربة صراع العروش.

المسلسل أسهم في حدوث طفرة بالمشاهدة عالمياً ونقلة في السياحة بدول عدة، بينها كرواتيا وأيسلندا، حيث تم تصوير مشاهده في بلدان متعددة. وزادت نسبة السياح الوافدين إلى أيسلندا بمقدار يقترب من الخمسة أضعاف، ووصلت إلى مليونين ونصف المليون زائر سنوياً، بحسب تقرير لـ"الغارديان"، حيث يأخذ المرشدون المتخصصون، الفرق السياحية في جولات تتبع مسارات أبطال العمل.

وبنظرة إلى مواقع الفيديوهات الشهيرة سنشاهد مقاطع كثيرة لمدوني السفر وهم يتجولون في مواقع تصوير المسلسل الملحمي في العالم، حيث تحظى تلك المقاطع بمشاهدات ضخمة من قبل محبي العمل.

تحديد قوائم المتابعة

في العاصمة الإنجليزية لندن تحولت محطة قطار كينغز كروس إلى المعلم السياحي الأهم بالنسبة لعشاق لسلسلة هاري بوتر، حيث يودع الأبطال في المحطة عائلاتهم ويتوجهون إلى مدرسة هوغوورتس لدراسة السحر.

وأضافت المحطة بعضاً من لفتات السحر بأن وضعت مجسماً لعربة بدت وكأنها تخترق الجدار لاستحضار أجواء مشاهد العمل الشهير، وبات المجسم بدوره بطلاً لصور محبي سلسلة الأفلام.

أيضاً ثلاثيةThe Lord of The Rings، رفعت عدد السياح الوافدين لقرى نيوزيلندا الريفية بنسبة تزيد على العشرة في المئة عام 2005، أي بعد أعوام قليلة من انطلاق السلسلة، حيث إن الطبيعة الخلابة التي صورتها سلسلة الأفلام الشهيرة كانت حقيقة مجسدة في مناطق ريفية عدة هناك.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وكما هو واضح فتحديد وجهة السفر بناءً على تجربة مشاهدة الأفلام والمسلسلات هي فكرة تبدو أكثر وصولاً للجمهور، كما أنها تنافس بقوة تأثيرات الحملات الإعلانية المباشرة.

وبحسب بحث نشر في مجلة أبحاث السفر قبل أعوام، فإن نحو 7 في المئة من المسافرين يختارون خططهم للرحلات وفقاً لتفضيلاتهم من الأعمال الفنية، حيث يحاولون استكشاف المواقع التي ظهرت بالفعل في بعض المشاهد الشهيرة.

ويعتبر منزل الطفل كيفن في فيلم "وحدي في المنزل"، من أشهر منازل مدينة شيكاغو الأميركية، حيث يأتي الزوار لالتقاط الصور أمام واجهته باعتباره ملكية خاصة وغير مسموح بدخوله.

وفي جنوب تونس، يتوافد السياح على النزل التقليدية لمشاهدة مواقع التصوير الخلابة لأفلام عدة، بنيها "المريض الإنجليزي" والجزء الأول من "حرب النجوم"، فقد تم الاحتفاظ بالديكورات المبنية كما هي وبينها بعض الغرف. ومن أبرز المعالم هناك أيضاً المنازل المحفورة في الأرض، كما تم بناء مجموعة من الفنادق ذات الطبيعة الخاصة لاستقبال الزوار المولعين بتلك الأعمال وبالصحراء الشاسعة التي ظهرت في لقطات سينمائية لا تنسى.

سجن شديد الحراسة

في حين تبدو تلك الأماكن كلها طبيعية ومعتادة ويمكن التخطيط لزيارتها بعيداً حتى من فكرة كونها شهدت تصوير أفلام شهيرة، فقد تحولت مؤسسة أوهايو الإصلاحية بالولايات المتحدة إلى مزار سياحي محبب، بل إن السائحين يجلسون على مقاعد السجناء الذين كانوا يتحركون وفق مساحات محددة بسبب الحراسة المشددة، لاستحضار أجواء الحياة القاتمة التي صورها فيلم "وداعاً شاوشنك" عام 1994.

وشهدت أسوار هذا السجن الحصين تصوير واحد من أهم أفلام السينما العالمية، وهو العمل الذي أسهم بدوره في إنقاذ بعض مباني المؤسسة من الهدم، بعد أن تحول إلى وجهة سياحية لعشاق السينما.

 

وفي عام 2008 تحول قصر مسلسل "نور" إلى حلم للمشاهدين العرب الذين أعجبوا بالمسلسل التركي الرومانسي، فالمنزل الفاره الذي يقع على مضيق البوسفور تبلغ مساحته 270 متراً مربعاً ويتضمن 18 غرفة، وقد شهد إقبالاً كبيراً من محبي المسلسل.

كما صور المطرب المصري إيهاب توفيق عام 2010 كليبه "عامل خجول" بين جنبات المكان، الذي دارت فيه قصة حب رومانسية طويلة الحلقات.

وكذلك قصر المسلسل التركي "العشق الممنوع"، الذي يقع في حي هادئ ويتضمن ثلاثة طوابق، فقد بات مزاراً محبباً، نظراً لتفرد معماره وتميز ديكوراته، كما تحول قبل أربعة أعوام إلى معرض فني وباتت الزيارات مفتوحة فيه بالمجان.

المؤكد أن قيام صناع الأعمال الفنية بتصويرها في مواقع طبيعية بعيداً من الديكورات المفتعلة والاستديوهات المغلقة يحقق أهدافاً عدة دفعة واحدة، بينها صدقية المشاهد وتفردها، كما يدر عائداً هائلاً من التدفق السياحي، بالطبع في حالة أن حقق العمل شعبية ونجاحاً.

اقرأ المزيد

المزيد من ثقافة