Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

روسيا تحرق غازا بملايين الدولارات يوميا بدلا من تصديره إلى أوروبا

لهب مشتعل في منشأة "بورتوفايا" للغاز بالقرب من خط أنابيب "نورد ستريم" ومرئي من فنلندا المجاورة وسط مخاوف من التبعات على البيئة

مصفاة شركة النفط والغاز الروسية "غازبروم" (أ ف ب/غيتي)

تحرق روسيا كميات هائلة من الغاز الطبيعي يعتقد الخبراء أنها كانت مخصصة لتتوجه إلى ألمانيا، في حين تعاني أوروبا ارتفاع كلفة الطاقة بشكل جنوني، بعد أن تفاقمت بفعل حرب فلاديمير بوتين على أوكرانيا.

تقع منشأة "بورتوفايا" بالقرب من محطة للضغط عند بداية خط الأنابيب "نورد ستريم 1"، وقد لوحظ اللهب المتصاعد منها للمرة الأولى منذ أشهر من قبل سكان مقيمين في الجهة المقابلة من الحدود في فنلندا، كما رصد في صور التقطتها أقمار اصطناعية.

وفي حين أنه من الشائع تصاعد لهيب مماثل في روسيا، إلا أن حجم الشعلة في بورتوفايا لفت انتباه المحللين.

وفي هذا الإطار، علقت شركة "ريستاد إنرجي" قائلة لـ"هيئة الإذاعة البريطانية" (بي بي سي) إن ما يقدر بـ4.34 مليون متر مكعب من الغاز تحرق يومياً.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأفادت الدكتورة جيسيكا ماكارتي من جامعة ميامي بأوهايو، وهي خبيرة في البيانات الصادرة عن الأقمار الاصطناعية، إلى "بي بي سي"، "لم أرَ قط معملاً للغاز الطبيعي المسال يشتعل بهذا القدر. ففي مطلع يونيو (حزيران) الماضي، رأينا هذا اللهب الضخم الذي لم ينحسر. لقد ظل يتصاعد بشكل غير معتاد".

وفي حين تتهم روسيا مراراً وتكراراً بالسعي إلى تأجيج أزمة الطاقة في أوروبا، لم يتضح لنا إذا كان اللهب مثالاً على ذلك، أو عرضاً لتبعات العقوبات الغربية عليها، أو خطوة اتخذتها شركة الطاقة الروسية المملوكة للدولة "غازبروم" لأسباب أخرى.

من جهتها، أعلنت شركة "غازبروم" معاناتها مشكلات تقنية، وقامت من بعدها بالحد من تدفق الغاز إلى ألمانيا عبر خط أنابيب "نورد ستريم 1" في منتصف يونيو، مقلصة قدرة خط الأنابيب إلى 20 في المئة من قدرته الفعلية في الأسابيع الأخيرة، استباقاً لتوقف كامل مخطط له ومدته ثلاثة أيام لتنفيذ مزيد من "أعمال الصيانة الروتينية" نهاية الشهر الحالي.

 

يظن بعض الخبراء أن هذا الانخفاض في حجم الإمدادات ربما كان سبباً لمشكلات تقنية في تصريف كميات هائلة كاسدة من الغاز التي كانت ترسل سابقاً إلى أوروبا، في حين يرى آخرون أن الحظر التجاري الذي فرضه الغرب على موسكو ربما حرم روسيا من بعض المعدات اللازمة لمعالجة النفط والغاز.

وقال سيندري كنوتسون، المسؤول في "ريستاد إنرجي"، "فيما ما زالت الأسباب الحقيقية لتصاعد هذا اللهب غير معروفة، تذكر أحجام النار وانبعاثاتها وموقعها بشكل واضح بهيمنة روسيا على أسواق الطاقة في أوروبا.

"إنه الإشارة الأوضح – بإمكان روسيا خفض أسعار الطاقة غداً، هذا الغاز كان سيصدر بخلاف ذلك عبر خط الأنابيب "نورد ستريم 1" أو عبر أي طريق بديل له".

وإضافة إلى ما يقدر بنحو تسعة آلاف طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون الكفيل بزيادة درجة حرارة كوكب الأرض والذي يولد يومياً في بورتوفايا، أثيرت مخاوف أيضاً في شأن الأثر الذي تخلفه جسيمات السناج التي ينتجها لهب كهذا – وتعرف بـ"الكربون الأسود" – على البيئة.

وتتركز هذه المخاوف في شكل خاص حول القطب الشمالي، حيث يميل الكربون الأسود إلى رفع درجات حرارة الهواء من خلال امتصاص أشعة الشمس، فضلاً عن إضفاء قتامة على سطح المنطقة ما يعجل باختفاء الجليد والثلوج.

وفي هذه الغضون، وفي حين تعاني أوروبا من ارتفاع كلفة الطاقة بشكل جنوني قبيل الشتاء المقبل، حذر سفير ألمانيا في المملكة المتحدة، الجمعة، من "خطر" تراجع الدعم السياسي لأوكرانيا في القارة نتيجة للأزمة.

 

وقال ميغيل بيرغر لبرنامج "توداي" الذي يبثه "راديو 4" التابع لـ"بي بي سي"، "أعتقد أن هذا هو التحدي نفسه الذي تواجهه المملكة المتحدة، وفرنسا، وجميع دول أوروبا. بالطريقة التي يستخدم بها بوتين الغاز كسلاح وبممارسة الضغوط على مجتمعاتنا، يريد أن يختبر عزمنا. ومن الواضح أن الأمر سيعتمد كثيراً على حزم الإغاثة التي تستطيع حكوماتنا أن توفرها".

وجاءت تعليقاته بعد وقت قصير من تأكيد مكتب أسواق الغاز والكهرباء، الجهة المنظمة لقطاع الطاقة في المملكة المتحدة، أن سقف الأسعار سيرتفع بنسبة 80 في المئة في أكتوبر (تشرين الأول)، ما جعل الدعوات إلى تعزيز الدعم الحكومي للأسر عالية النبرة.

يذكر أن أسعار الغاز العالمية ارتفعت بالفعل أثناء جائحة وباء كورونا، إذ تسبب تعزيز الإغلاقات والقيود الصحية والتخفيف منها في تعطيل سلاسل الإمدادات، وقفزت الأسعار إلى مستويات أعلى في أعقاب غزو روسيا أوكرانيا، فتجاوزت الأسعار 10 أضعاف مستواها المعتاد.

والجمعة، أصر بوريس جونسون على أن قدرة بوتين على "ممارسة نفوذ علينا وعلى بقية العالم ستضعف"، وستنخفض فواتير الطاقة في نهاية المطاف، بعد أن ألقى رئيس الوزراء المنتهية ولايته باللوم على الرئيس الروسي في دفع القفزة في الكلفة.

وقال جونسون أمام وسائل إعلام مرئية ومسموعة، "أخشى أن يكون هناك ارتفاع عالمي في كلفة الطاقة بسبب عدوانية بوتين في أوكرانيا. سيضعف موقف بوتين، وقدرته على الابتزاز، وعلى ممارسة نفوذه علينا وعلى سائر العالم أسبوعاً تلو أسبوع، وشهراً تلو شهر، وسنتجاوز المرحلة، وفي نهاية المطاف سنكون في وضع أفضل بكثير".

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من البترول والغاز