Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الوقوع في فخ الديون ضريبة لاضطراب فرط النشاط ونقص الانتباه

كنت أعتقد أنني سأبقى مديونة لبقية حياتي إلى أن تم تشخيصي بالاضطراب. لم أكن أفهم عدم مقدرتي على التعلم من الأخطاء المالية التي كنت ارتكبها.

اضطراب فرط النشاط ونقص الانتباه يمكن أن يكلف المصاب 1600 جنيه استرليني إضافي كل عام (غيتي)

سألتني صديقتي بعد أن رفضت بطريقة مهذبة دعوتها للخروج لتناول العشاء أخيراً: "لماذا لا تدخرين بعض المال كي لا تجدي نفسك مفلسة في المرة المقبلة؟". مرة أخرى، لقد أنفقت راتبي قبل وقت طويل من موعد تسلمه مجدداً، وها أنا أنتظر وأواجه صعوبات إلى أن أحصل على مرتبي الشهر المقبل.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لطالما كانت علاقتي بالمال مضطربة. عندما كنت صغيرة، كنت أنفق مصروف جيبي بمجرد حصولي عليه، وفي المرحلة الجامعية، قمت باستمرار بعمليات شراء لا واعية، وعندما وصلت إلى الحد الأقصى للسحب من دون رصيد في حسابي المصرفي الطلابي الأول، فتحت حساباً ثانياً ثم ثالثاً.

يعرف اضطراب فرط النشاط ونقص الانتباه (ADHD) من قبل أخصائية علم النفس العيادي الدكتورة ريتشيل وودوارد بأنه "حالة تطور عصبي تؤثر على أجزاء الدماغ التي تتحكم بالعواطف والتعلم والذاكرة والسيطرة على النفس". أفاد المعهد الوطني للصحة العقلية أن الرجال أكثر عرضة للإصابة باضطراب فرط النشاط ونقص الانتباه بثلاث مرات تقريباً مقارنة بالنساء، حيث يتم تشخيص 4.2 في المئة منهن فقط.

لا يتم علاج النساء المصابات باضطراب فرط النشاط ونقص الانتباه على نطاق واسع، ما يؤثر على أوضاعهن المالية. عندما لا يتم تشخيص الاضطراب، غالباً ما تتفاقم الأعراض: تراكم نحو 80 في المئة من الديون المستحقة علي الآن قبل تشخيصي العام الماضي، عندما كنت في الثالثة والعشرين من عمري، لو كانت لدي الموارد التي تساعدني على إدارة عقلي في وقت مبكر، لربما تمكنت من الخروج من المأزق المالي الصعب الذي وضعت نفسي فيه.

يؤدي اضطراب فرط النشاط ونقص الانتباه، بأشكال مختلفة، إلى التأثير سلباً على نهجي في التعامل مع شؤوني المالية: أولاً أنا أعاني من التهور، وغالباً ما أتخذ قرارات غير عقلانية وسيئة التخطيط بناء على نزوة، لقد عرضت شراء شقق سكنية، وحجزت عطلات وحتى تنقلت بين الدول بشكل متهور إلى حد كبير، لا أقوم بالتفكير ملياً بأي شيء: إذا كانت لدي رغبة قوية في القيام بشيء ما، فسأفعل ذلك، حماسي شديد لدرجة تمنعني من الاستماع لعقلي قبل قلبي.

لا يعاني المصابون باضطراب فرط النشاط ونقص الانتباه فقط من التحكم في الاندفاع وتثقيف أنفسهم مالياً، ولكن، عندما لا يتم تشخيص أعراضهم فإنها تؤثر على تطورهم المهني أيضاً.

ثانياً، ليس هناك قيمة للأرقام في ذهني، لم أكن متفوقة في مادة الرياضيات أبداً عندما كنت طالبة، وفي مرحلة البلوغ، صرت أجد صعوبة بالغة في وضع ميزانية للنفقات، مهما حاولت جاهدة معرفة المبالغ الواردة والصادرة [المنفقة] كل شهر، دائماً هناك شيء ما يقف عائقاً في طريقي: دفع مصرفي دوري قد نسيته، أو فاتورة أهملت تسديدها من دون قصد. أنا أعاني دائماً من نقص في المال وأقضي حياتي بانتظار الراتب المقبل، وهي حقيقة محزنة بالنسبة لكثيرين نظراً إلى الارتفاع الشديد لتكلفة المعيشة على مستوى العالم.

كنت أعتقد أنني سأبقى مديونة لبقية حياتي إلى أن تم تشخيصي بالاضطراب. لم أكن أفهم عدم مقدرتي على التعلم من الأخطاء المالية التي كنت ارتكبها. علمت بعد ذلك أن الأثر الباهظ لفرط النشاط وتشتت الانتباه هو حقيقي وملموس، وأن الآلاف من النساء اللاتي لديهن الاضطراب العصبي نفسه يعانين مثلي أيضاً.

يتم تعريف هذه الأثر الباهظ على أنه "الثمن الذي تدفعه مقابل أخطاء مكلفة سبب أعراض اضطراب فرط النشاط ونقص الانتباه"، ويمكن أن يشمل ذلك مخالفات مواقف السيارات، وديون بطاقات الائتمان ذات الفائدة المرتفعة، والتقييم الائتماني المنخفض، والإنفاق المفرط على الأطعمة التي تحفز الشعور بالسعادة، وحجز سيارات الأجرة في آخر لحظة. بالنسبة لي، أنا ألمس ضريبة فرط النشاط وتشتت الانتباه كل يوم في اندفاعي نحو شراء الوجبات الخفيفة ذات المحتوى العالي من السكر، وحجز سيارات الأجرة بسبب تأخري الدائم وعدم تقديري للوقت، وزياراتي الطارئة للسوبر ماركت عندما أدرك أن معظم الطعام المحفوظ في الثلاجة قد فسد.

يشرح البروفسور راسل باركلي: "اضطراب فرط النشاط ونقص الانتباه في جوهره عمى عن الوقت، أو على وجه الدقة هو قصر نظر تجاه المستقبل، كما هو الحال مع الأشخاص الذين يعانون قصر النظر الذين يستطيعون فقط قراءة الأشياء القريبة منهم، فإن الأشخاص المصابين باضطراب فرط النشاط ونقص الانتباه قادرون فقط على التعامل مع الأشياء ضمن إطار زمني ضيق".

بعبارة أخرى، يمكن للأشخاص المصابين باضطراب فرط النشاط ونقص الانتباه أن يفكروا بما هو موجود أمامهم فقط، في لحظة تفكيرهم، يفسر هذا فشلي في التفكير جيداً في كل قرار مالي اتخذته في حياتي، أنا متهورة من الناحية المالية- غير مسؤولة حتى - لأن عقلي لا يفكر في المستقبل وما يترتب على قرارات مثل رفع الحد الأقصى للسحب من دون رصيد أو التقدم بطلب للحصول على بطاقة ائتمان جديدة، لا تستطيع نفسي أن تفهم ذلك في لحظة اتخاذ القرار، لكنها تعاني النتائج المستقبلية دائماً.

وجد بحث جديد أجري بتكليف من مصرف "مونزو" Monzo أن اضطراب فرط النشاط ونقص الانتباه يمكن أن يكلف المصاب 1600 جنيه استرليني إضافي سنوياً بسبب تأثيره على إدارة الأموال، تظهر النتائج أيضاً أن الأشخاص المصابين باضطراب فرط النشاط ونقص الانتباه أكثر عرضة بثلاث مرات تقريباً للمعاناة مع الديون مقارنة بنظرائهم السليمين عصبياً، حيث تبلغ نسبتهم 31 في المئة مقابل 11 في المئة، وأن الأشخاص المصابين بالاضطراب معرضون للتهور في الإنفاق أكثر بأربع مرات.

لا يعاني المصابون باضطراب فرط النشاط ونقص الانتباه فقط من التحكم في الاندفاع وتثقيف أنفسهم مالياً، ولكن، عندما لا يتم تشخيص أعراضهم فإنها تؤثر على تطورهم المهني أيضاً.

شخصت شابة تدعى تشارلي باضطراب فرط النشاط ونقص الانتباه في العام الماضي. مثلها مثلي، لا تتحكم بشكل جيد بأمورها المالية، وقد بدأ ذلك يسبب لها المشكلات. تقول، "يرهقني المال بشدة، ليس فقط لأنني لا أستطيع ادخار أي منه على ما يبدو، ولكن لأنني لا أستطيع التحكم به أيضاً".

حالها كحالي، تشارلي مديونة بطرق مختلفة، توضح، "لدي ثلاثة حسابات للسحب من دون رصيد، يصل الدين في جميعها إلى آلاف، وأقوم بتسديد ديون بطاقتي ائتمان وقرض مصرفي. ليس لدي أي فكرة كيف وافقت المصارف على منحي أياً منها، لو كان الخيار بيدي، لتمنيت لو أن المصرف رفض طلباتي".

لا يسعني إلا أن أشعر أن المشرعين الماليين يتحملون جزءاً من المسؤولية، ويقع على عاتقهم حتى واجب الرعاية تجاه عملائهم، إلقاء نظرة سريعة على معاملاتي المصرفية تعطيك فكرة عن كل ما تحتاج إلى معرفته: لماذا أنا، ولماذا تشارلي، كنا نحصل باستمرار على موافقة على السحب من دون رصيد وبطاقات الائتمان التي لا يمكننا تحملها؟

سيظل المال دائماً أمراً شائكاً بالنسبة لي، أنا في رحلة نحو الحل، وقد بدأت في الوصول إلى مكان يمكنني فيه التحكم في الإنفاق، ما زلت أرتكب الأخطاء، لكنني بصدد وضع خطة لتحرير نفسي من الديون التي راكمتها على نفسي قبل تشخيصي بالاضطراب. الآن، أفهم الطريقة التي يعمل بها عقلي، ومع ذلك ليس هذا كافياً لإعادة الزمن إلى الوراء ومحو أخطائي المالية، إنها وسيلة لتحقيق غاية فقط. إنها البداية.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات