Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل تجاوز الواقع السياسي الجديد في ليبيا دور غسان سلامة؟

بعثة الأمم المتحدة تنتظر وفاقا دوليا لبلورة رؤية موحدة بشأن الحل

هل انتهى دور البعثة الأممية إلى ليبيا برئاسة غسان سلامة؟ (رويترز)

أطلع الممثل الأممي الخاص لدى ليبيا غسان سلامة قادة طرابلس السياسيين على نتائج زيارته إلى شرق ليبيا، حيث التقى القائد العام للجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر ورئيس مجلس النواب عقيلة صالح، من دون أن تبرز أي مواقف رسمية أو بيانات يمكن أن تفسّر جهود سلامة. 

قرأ عدد من المتابعين استقبال حفتر لسلامة بلباس عسكري رسالة غير مباشرة للأطراف المحلية والدولية أيضاً، مفادها أن قراره السيطرة على طرابلس وإخلائها من الميليشيات المسيطرة عليها "قرار نافذ"، وأن حديثه الصحافي إلى المرصد الليبي في نهاية الأسبوع الماضي بشأن "ضرورة وجود مسار سياسي للحل" ومن دون أن يشير إلى حكومة الوفاق التي حشدت عشرات الميليشيات لوقف تقدم قواته جنوب طرابلس، ربما يكون حديثاً عن مسار سياسي يتجاوز الحكومة والاتفاق السياسي. 

تلك القراءة تتوافق مع تسريبات تلقاها مراسل "اندبندنت عربية" من مصادر مقربة من مجلس النواب، تؤكد أن المشير أبلغ سلامة بأن "مسار الحل في ليبيا مرتب وفق أولويات لا يمكن الرجوع عنها، والعسكري منها تنفذه قوات الجيش فيما السياسي متروك لمجلس النواب والليبيين". وقد يتبادر إلى الذهن سؤال يقول "بماذا أبلغ سلامة قادة طرابلس إذا ما كان المشير يصر على خطته وأهدافه؟".

ارتباك دولي 

وكان حفتر قد أعرب عن عدم رضاه عن مواقف سلامة التي يبلغ بها مجلس الأمن، بل أكد أن "لا صلة له بالواقع الليبي". لكن منصور سلامة رئيس الجمعية الليبية لدراسة السياسات (أهلية) يرى أن جهود سلامة الحالية تصب في مصلحة إنقاذ وضعه. "فالرجل بدا غير مقبول من الطرفين، من المشير ومن سياسيي طرابلس أيضاً". ففي زيارته الأخيرة إلى الشرق التقى قادة اجتماعيين وزعماء قبائل ونواباً ورئيس مجلس النواب. وهو ما حدث في غرب ليبيا عندما كثف لقاءات مع قادة سياسيين وعسكريين إلى جانب رئيسي المجلس الرئاسي والمجلس الأعلى للدولة. 

وفيما يعتقد منصور أن سلامة يسعى لترميم الثقة التي فقدها في الأوساط الليبية، لا يرى المحلل السياسي عبد الكافي البرعصي، أن "سلامة مستقل بمواقفه بل يعكس الارتباك الدولي بسبب الانقسامات في الموقف من عملية الجيش في طرابلس". 

وقال البرعصي "الحرب فيها خاسر ومنتصر، والخاسر يحتاج إلى طرح سلامة السلمي ومطالب وقف إطلاق النار، لذا هو يستقبل بحفاوة في طرابلس التي عجزت قوات حكومتها عن زحزحة قوات الجيش شبراً عن مواقعها جنوب العاصمة". 

وفي كل الأحوال يرى محللون سياسيون أن حراك سلامة يمهد لعودة مسار التفاوض السياسي وتوسيع دائرة الشراكة بتعدد الأطراف وفق رؤية دولية.

تبدل المعطيات 

وتستعد روما لاستضافة لقاء دولي في شأن ليبيا بمشاركة فرنسية وبريطانية وأميركية، إضافة إلى تمثيل من دول عربية بعضها دول جوار ليبيا، قبل يوم من لقاء جديد لمجلس الأمن لـ"مناقشة الأوضاع الأمنية والعسكرية في ليبيا" مع المبعوث الأممي سلامة. 

ووفق بيان مجلس الأمن، الأربعاء 26 يونيو (حزيران)، فإن لجنة الأركان العسكرية في مجلس الأمن ستجتمع مع بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا لمناقشة الأوضاع الأمنية والعسكرية وسبل حفظ السلام". 

وتبدلت معطيات الواقع السياسي تبعاً لتأثير الموقف العسكري الذي فرضه الجيش بعد عمليته العسكرية على طرابلس، فلم تعد حكومة الوفاق وحلفاؤها في الغرب الليبي، لا سيما في مصراته، تمتلك كثيراً من أوراق الضغط، باستثناء سيطرتها على قرار الموارد المالية للدولة، التي توفر التمويل الكافي لميليشياتها، مقابل سيطرة الجيش على منابع النفط وغالبية مساحات البلاد.

تجاوز دور البعثة 

لذا، يرجح منصور أن يقبل الجيش بالجلوس للتفاوض مع قادة ميليشيات ومدن لم تتورط في علاقات مع المجموعات الإرهابية، وأقلها مصراتة التي تتوفر على طيف سياسي طالما أثنى على جهود الجيش في مكافحة الإرهاب. وتمتلك مصراتة سجلاً في الحرب على الإرهاب بتحقيقها انتصاراً على تنظيم داعش الذي طردته من سرت وسط البلاد عام 2016. 

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويعتقد منصور أن تفاعلات المشهد السياسي الجديد، بتأثير العملية العسكرية التي نجح الجيش في فرضها على المشهد، "جعلت الأمر يتجاوز الدور الماضي للبعثة"، بل يرى أن "بقاء دور البعثة مؤثراً وفاعلاً يرتبط بمدى قبولها لرؤية مؤسسة الجيش للحل والعمل على وضع مشروع وخطط لتطبيقها كونها الأكثر واقعية". 

ولم تفصح البعثة الأممية عن أي رؤية خاصة بها للحل السياسي الذي تنشده، ولم تعلن موقفها من مبادرتي رئيس حكومة الوفاق في طرابلس فايز السراج وحفتر. وهناك من يعتقد أن البعثة تنتظر وفاقاً دولياً لبلورة رؤية موحدة بشأن الحل في ليبيا، لكنها لن تتجاهل موقف الجيش الذي فرض نفسه رقماً صعباً في أي تسوية مقبلة. 

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي