Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الخطوط الروسية تفكك طائرات للحصول على قطع الغيار بسبب العقوبات

أسطول النقل الجوي المحلي يعتمد في أغلبه على صناعات غربية وتشكل 80 في المئة منه

كانت الحكومة الروسية أصدرت توجيهاً لشركات الطيران في أعقاب فرض العقوبات على موسكو بأن تستخدم بعض الطائرات لتوفير قطع الغيار لبقية أسطول الطائرات الغربية الصنع (رويترز)

بدأت شركات الطيران الروسية، بما فيها الخطوط الروسية "إيروفلوت"، في تفكيك بعض طائرات أسطولها للحصول على قطع الغيار اللازمة لصيانة الطائرات الأخرى كي تستمر في الطيران، وذلك بسبب عدم قدرتها على استيراد قطع الغيار اللازمة من الخارج في ظل العقوبات الاقتصادية الصارمة المفروضة على روسيا بسبب الحرب في أوكرانيا.

عقوبات

وكانت الحكومة الروسية أصدرت توجيهاً لشركات الطيران في أعقاب فرض العقوبات على موسكو بأن تستخدم بعض الطائرات لتوفير قطع الغيار لبقية أسطول الطائرات الغربية الصنع، لضمان استمرارها في الطيران على الأقل حتى عام 2025، لكن ذلك أول تأكيد لبدء شركات الطيران الروسية استخدام بعض طائرات أسطولها كمصدر قطع غيار للطائرات الأخرى، بحسب تقرير حصري لوكالة "رويترز" استندت فيه إلى مصادر في صناعة السفر الجوي الروسية رفضت ذكر أسمائها.

ومع فرض العقوبات وعدم إمكانية استيراد قطع الغيار من الخارج أو إرسال الطائرات غربية الصنع للصيانة والإصلاح في الخارج، توقع خبراء الطيران أن تضطر شركات الروسية إلى هذا الإجراء الذي ذكر تقرير "رويترز" أمثلة عدة عليه يقول إنها مؤكدة.

ونقل التقرير عن أحد المصادر أنه هناك على الأقل طائرة من طراز "سوخوي سوبر جت 100"، وأخرى من طراز "إيرباص إيه 350"، يتم تفكيكها حالياً للحصول على قطع الغيار بينما ترقد أخرى من دون طيران، وذكر المصدر الذي نقلت عنه "رويترز" أن طائرة "إيرباص إيه 350" التي يتم تفكيكها جديدة تماماً تقريباً.

كما أفاد التقرير بأن شركة الطيران "إيروفلوت" المملوكة للدولة تقوم بأخذ قطع الغيار وبعض المعدات من طائرتين من طراز "بوينغ 737" و"إيرباص إيه 320" تحتاج إليها لصيانة وإصلاح طائرات الشركة الأخرى من هذين الطرازين.

شجرة عيد الميلاد

هذه الممارسة، أي استخدام الطائرات غير المستعملة في الطيران كمصدر لقطع الغيار معروفة على نطاق محدود، وغالباً ما توصف تلك الطائرات التي أخرجت من الخدمة ويتم تفكيكها بأنها "شجرة كريسماس"، وهي حالات نادرة جداً، وغالباً ما تكون مرتبطة بضائقة مالية تمر بها الشركة المعنية، لكنها لم تحدث أبداً على هذا النطاق الذي يشهده أسطول السفر الجوي لشركات الطيران الروسية.

ومع أنه يمكن لتلك الطائرات المفككة أن تعود للطيران إذا أعيدت إليها القطع والمعدات التي أخذت منها، إلا أنه في حال روسيا لن يكون ذلك ممكناً في ظل استمرار العقوبات على موسكو لمدة عام مثلاً، كما ينقل تقرير "رويترز" عن أوليغ بانتيليف رئيس مركز أبحاث الطيران "آفيابورت".

أساطيل الطائرات

وتعتمد أساطيل الطائرات لدى الشركات الروسية بقدر كبير على طائرات غربية الصنع، فعلى سبيل المثال يتكون 80 في المئة من أسطول شركة "إيروفلوت" من طائرات "بوينغ" الأميركية و"إيرباص" الأوروبية، ولدى الشركة 134 طائرة من طرازات "بوينغ" المختلفة و146 طائرة من طرازات "إيرباص" المختلفة، هذا إضافة إلى 80 طائرة من طراز "سوخوي سوبر جت 100" روسية الصنع.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وحتى طائرات "سوخوي سوبر جت 100" تعتمد أيضاً على بعض المكونات الأجنبية، وبحسب المصادر التي نقلت عنها "رويترز" في تقريرها فإن محركاً تم نقله من إحدى طائرات "سوخوي" إلى طائرة أخرى من الطراز نفسه كي تتمكن من مواصلة الطيران.

والواقع أن المحركات لا تعتبر جزءاً من مكونات الطائرة الأساسية، وغالباً ما يتم توريدها وتركيبها على الطائرات بعقود واتفاقات مختلفة ومن موردين آخرين، لذا عادة ما يتم نقل المحركات ما بين الطائرات، إنما المشكلة الأكبر هي في الأجيال الجديدة من الطائرات غربية الصنع ضمن أساطيل شركات الطيران الروسية، فطرازات مثل "إيه 320 نيو" و"إيه 350" من "إيرباص" و"737 ماكس" و"787" من "بوينغ" تتضمن تكنولوجيا متطورة تحتاج إلى تحديث دائم، وهذا ما لن يتوفر في ظل العقوبات على روسيا.

صعوبة الاستيراد عبر طرف ثالث

وعلى الرغم من تطور هندسة الطيران في روسيا، إلا أن عدم إمكانية استيراد قطع الغيار ومعدات الصيانة الضرورية من الخارج سيجعل كثيراً من الطائرات في روسيا يتم تفكيكها بعد عام لضمان استمرار طيران بعض الطائرات الأخرى، ثم إن العقوبات جعلت تنفيذ اتفاقات صيانة بعض الطائرات غربية الصنع في الخارج لدى مصنعيها غير ممكنة، ولا يقتصر ذلك على طائرات "بوينغ" الأميركية فقط، بل إن التحدي الأكبر لقطاع السفر الجوي الروسي سيكون مع طائرات "إيرباص إيه 350"، وطائرات "بومباردييه كيو" التي تتم صيانتها خارج روسيا.

وأدت العقوبات إلى مشكلات أوسع لشركات الطيران الروسية مع عدم قدرتها على تسيير رحلات إلى أغلب الوجهات في الغرب، وعلى سبيل المثال شهدت شركة "إيروفلوت" انخفاضاً في أعداد المسافرين عليها في الربع الثاني من هذا العام بنسبة 22 في المئة مقارنة مع الربع نفسه من العام الماضي.

والمشكلة في قطع الغيار من الطائرات المفككة في الأساطيل الروسية أن بعض قطع الغيار لها عمر افتراضي محدد، بالتالي، في حال استهلاكها سيصبح الضرر مضاعفاً للطائرة التي أخدت منها، والتي نقلت إليها لن تستطيع الطيران، ثم إن قطع غيار الطائرات، ومكوناتها كلها تقريباً لها أرقام مسلسلة محددة لا تتكرر، وهذا ما يجعل من الصعب على روسيا استيراد قطع الغيار ومستلزمات الصيانة للطائرات غربية الصنع عبر طرف ثالث في آسيا أو الشرق الأوسط من دول لا تشترك في نظام العقوبات على موسكو، إذ ستخشى تلك الدول تعرضها لعقوبات ثانوية من الولايات المتحدة الأميركية، وهذا ما يجعل الموردين يترددون في أية عملية بيع يكون المشتري النهائي فيها روسيا، حسب تقرير لوكالة "رويترز".

اقرأ المزيد