أكدت "حركة طالبان"، الخميس الرابع من أغسطس (آب)، أن "لا معلومات لديها" حول وجود زعيم "تنظيم القاعدة" أيمن الظواهري في أفغانستان، بعد أيام من إعلان واشنطن قتله بضربة شنتها طائرة مسيرة في العاصمة الأفغانية كابول.
وشكل قتل الظواهري أكبر ضربة لـ "القاعدة" منذ اغتيال القوات الأميركية الخاصة الزعيم السابق للتنظيم المتشدد أسامة بن لادن عام 2011.
ويطرح وجود الظواهري في كابول أسئلة حول تعهد "طالبان" عدم إيواء جماعات إرهابية في أفغانستان.
إنكار رسمي
وجاء في بيان رسمي لحكومة طالبان أن "إمارة أفغانستان الإسلامية ليس لديها معلومات عن وصول ووجود أيمن الظواهري في كابول". وكانت هذه المرة الأولى التي تأتي فيها "حركة طالبان" على ذكر اسم الظواهري منذ إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن نجاح العملية التي أدت إلى مقتله.
ويعتبر أيمن الظواهري أحد العقول المدبرة لهجمات الـ11 من سبتمبر (أيلول) 2001 التي راح ضحيتها نحو 3 آلاف شخص في الولايات المتحدة، وقد فُقد أثره منذ أكثر من عشر سنوات.
وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، الإثنين الأول من أغسطس، في بث مباشر عبر التلفزيون مقتل الظواهري، ليل السبت / الأحد الـ30 / الـ31 من يوليو (تموز) بغارة أميركية نفذتها طائرة مسيرة بينما كان على شرفة منزله في كابول.
وأعلن مسؤول كبير في الإدارة الأميركية أن الظواهري (71 سنة) كان على شرفة منزل من 3 طوابق في العاصمة الأفغانية عندما استُهدف بصاروخين من طراز هيلفاير بُعيد فجر الأحد.
تنديد بـ "اجتياح" أميركي
ولم يؤكد بيان "طالبان" المُصاغ بعناية وجود زعيم القاعدة في أفغانستان ولم يقر بمقتله. وأضاف أن حكومة كابول "طلبت من أجهزة الاستخبارات إجراء تحقيق معمق وجدي بالحادثة". وتابع البيان "ندين بشدة مرة أخرى حقيقة أن أميركا اجتاحت أراضينا وانتهكت جميع المبادئ الدولية. وإذا تكرر مثل هذا العمل، فإن الولايات المتحدة الأميركية ستتحمل مسؤولية جميع العواقب".
وجددت "حركة طالبان" التأكيد في بيانها الخميس على أن "لا تهديد" لأي بلد انطلاقاً من الأراضي الأفغانية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
انتهاك اتفاق الدوحة
وكان وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن قال الإثنين إن حركة طالبان من خلال "استضافتها وإيوائها الظواهري انتهكت بشكل صارخ اتفاق الدوحة"، الذي نص على خروج القوات الأميركية من أفغانستان.
وفي إطار الاتفاق، تعهدت "طالبان" بعدم السماح بتحول أفغانستان إلى منصة انطلاق للإرهاب الدولي مرة أخرى، لكن خبراء يقولون إن الجماعة لم تقطع يوماً علاقاتها مع "القاعدة".
وأكد بايدن لدى إعلانه مقتل الظواهري أن "العدالة تحققت" لعائلات الضحايا الذين قُتلوا في برجَي مركز التجارة العالمي في نيويورك وفي مقر البنتاغون قرب واشنطن في الـ11 من سبتمبر 2001.
ويُعتبَر هجوم الأحد، أول هجوم أميركي معروف على هدف في أفغانستان منذ أن سحبت واشنطن قواتها من البلاد في الـ31 من أغسطس 2021، بعد أيام من عودة "طالبان" إلى السلطة.
أحد أبرز المطلوبين
ويقع المنزل الذي استهدفته الضربة في شيربور، أحد أرقى أحياء كابول، حيث يشغل كبار مسؤولي "طالبان" وقادتها عدداً من الفيلات.
وكان الظواهري أحد أبرز الإرهابيين المطلوبين في العالم، ووعدت الولايات المتحدة بتقديم 25 مليون دولار مقابل أي معلومات تسمح بالعثور عليه. وتولى رئاسة التنظيم الإرهابي في عام 2011، بعد مقتل أسامة بن لادن على يد فرقة كوماندوز أميركية في باكستان.
ويأتي خبر وفاته قبل شهر من الذكرى السنوية الأولى لانسحاب القوات الأميركية النهائي من أفغانستان، ما ترك البلاد في قبضة تمرد "طالبان" التي حاربت القوات الغربية خلال عقدين من الزمن.