Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تركيا تتنصل من القصف على دهوك وتتهم "حزب العمال الكردستاني"

يوم حداد وطني في العراق والحكومة تستدعي السفير التركي لدى بغداد وبرلين تدعو لفتح تحقيق طارئ

غداة الضربة الجوية التي تعرضت لها محافظة دهوك العراقية وأسفرت عن مقتل 9 أشخاص وإصابة 23 آخرين، أعلن وزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو، الخميس 21 يوليو (تموز) الحالي، أن بلاده لم تنفذ أي هجمات تستهدف المدنيين في دهوك، مضيفاً أن السلطات العراقية يجب ألا تسقط في هذا "الفخ".

ورفضت تركيا الأربعاء (20 يوليو)، اتهامات مسؤولين عراقيين ووسائل إعلام رسمية بأنها نفذت الهجوم على منتجع جبلي في دهوك، بينما استدعى العراق السفير التركي لدى بغداد في شأن الهجوم وقالت وكالة الأنباء الرسمية العراقية، إن الحكومة ستستدعي القائم بالأعمال في أنقرة.

اتهامات تركية

وقال تشاويش أوغلو لقناة "تي. آر. تي" الإخبارية الحكومية، إن العمليات العسكرية التركية في العراق تستهدف دائماً حزب العمال الكردستاني (PKK) المحظور، مضيفاً أن الهجوم على دهوك نفذه إرهابيون.

وقدمت السفارة التركية على حسابها في "تويتر"، "العزاء لإخوتنا العراقيين الذين استشهدوا على يد منظمة PKK الإرهابية".

وتشن تركيا بصورة معتادة ضربات جوية في شمال العراق وأرسلت قوات خاصة لدعم هجماتها في إطار حملة طويلة الأمد في العراق وسوريا ضد مقاتلي حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية السورية. وتعتبر أنقرة الجماعتين منظمتين إرهابيتين.

وأفاد تشاويش أوغلو بأن "التقارير التي تحمل تركيا مسؤولية الهجوم ما هي إلا محاولات من جانب حزب العمال الكردستاني لعرقلة جهود أنقرة في مكافحة الإرهاب". وقال، "العالم كله يعلم أننا لن نشن هجوماً على المدنيين"، مضيفاً أن الجيش التركي أبلغ وزارته بأن تركيا لم تنفذ هذا الهجوم.

وأوضح، "بعد هذا الهجوم الذي نعتقد أن منظمة (حزب العمال الكردستاني) الإرهابية نفذته، نحن مستعدون لإجراء محادثات مع المسؤولين العراقيين. يمكننا التعاون لإزالة الغموض وكشف الملابسات. وإلى حين يحدث هذا، ليس من الصواب إلقاء اللوم على تركيا".

يذكر أن حزب العمال الكردستاني حمل السلاح ضد الدولة التركية في عام 1984. ولقي أكثر من 40 ألف شخص مصرعهم في الصراع الذي كان في الماضي يتركز بشكل أساسي في جنوب شرقي تركيا، حيث يسعى حزب العمال الكردستاني إلى إقامة وطن للأكراد.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


احتجاجات وحداد

في المقابل، تجمع العشرات من العراقيين الأربعاء (20 يوليو) أمام السفارة التركية في بغداد للاحتجاج على الهجوم، كما أدانه كبير مبعوثي الأمم المتحدة إلى العراق ودعا إلى إجراء تحقيق.

وأعلن رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، الخميس، يوم حداد وطني غداة مقتل المدنيين التسعة في القصف الذي يبدو أنه طال منتجعاً سياحياً في دهوك (شمال العراق).

ومن المقرر أن تغادر جثامين الضحايا مطار أربيل، عاصمة إقليم كردستان المتمتع بحكم ذاتي، صباح الخميس، إلى بغداد قبل أن تسلم للعائلات لتشييعها، بحسب مسؤول كردي.

وأثار القصف غضب الرأي العام العراقي، لا سيما أن غالبية الضحايا من وسط وجنوب البلاد، الذين يتوجهون إلى المناطق الجبلية في كردستان المحاذية لتركيا، هرباً من الحر.

وتظاهر العشرات، صباح الخميس، أمام مركز لمنح تأشيرات دخول إلى تركيا، وسط إجراءات أمنية مشددة، مطالبين بطرد السفير التركي من العراق، كما أفاد مصور في وكالة الصحافة الفرنسية.

وبُثت أغان وطنية عبر مكبرات صوت، فيما رفع بعض المتظاهرين لافتة كتب عليها "أنا عراقي، أطلب طرد السفير التركي من العراق".

من بين المتظاهرين، علي ياسين (53 عاماً)، الذي قال "تركيا والسفارة التركية نقول لهم يكفي"، مضيفاً "السلمية لا تفيد. حرق السفارة التركية مطلبنا بعد أن نخرج السفير التركي لأن حكومتنا لا ترد وغير قادرة".

وفي منتصف أبريل (نيسان) الماضي، أعلنت تركيا التي تقيم منذ 25 عاماً قواعد عسكرية في شمال العراق، شن عملية جديدة ضد مقاتلي حزب العمال الكردستاني (PKK).

وصعدت بغداد ليل الأربعاء، النبرة بمطالبتها بانسحاب الجيش التركي من أراضيها، كما أعلنت السلطات العراقية استدعاء القائم بأعمالها من أنقرة "وإيقاف إجراءات إرسال سفير جديد إلى تركيا"، بحسب بيان رسمي.

موقف برلين

من جهتها، دانت وزارة الخارجية الألمانية الخميس القصف، داعيةً إلى فتح تحقيق طارئ في الملابسات والمسؤوليات عن هذه العملية.
وقالت وزارة الخارجية الألمانية في بيان "إن الهجمات على المدنيين غبر مقبولة على الإطلاق، ويجب أن تكون حمايتهم أولوية مطلقة في جميع الظروف".
وأضافت أن ألمانيا "تولي أهمية قصوى لاحترام سيادة الدولة العراقية واحترام القانون الدولي".

المزيد من الأخبار