Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

قائد الجيش الإسرائيلي في المغرب: صفقات عسكرية ومواجهة إيران

"خطوة إضافية بعد زيارة بيني غانتس لتوطيد العلاقات بين البلدين في ضوء التحديات الإقليمية المشتركة"

قائد الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي (أ ف ب)

أجندة غنية عسكرية واستراتيجية تلك التي تقود رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي إلى المغرب في زيارة رسمية هي الأولى من نوعها تستغرق ثلاثة أيام. ووصل كوخافي إلى مطار الرباط - سلا، الإثنين 18 يوليو (تموز)، برفقة وفد يضم مسؤولين عسكريين رفيعي المستوى.

ويلتقي كوخافي في زيارته عدداً من كبار مسؤولي المؤسسة الأمنية والعسكرية في المغرب، على رأسهم المفتش العام للقوات المسلحة الملكية الجنرال الفاروق بلخير وقائد المنطقة العسكرية الجنوبية، وأيضاً عبد اللطيف لوديي، الوزير المكلف إدارة الدفاع الوطني، فضلاً عن مسؤولين عسكرين وأمنيين وحكوميين كبار آخرين.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي في تغريدة له على "تويتر"، "يرافق رئيس الأركان الإسرائيلي خلال الزيارة رئيس لواء العلاقات الخارجية، ورئيس لواء البحوث في هيئة الاستخبارات الإسرائيلية"، كاشفاً عن أنه خلال فترة غيابه سيتولى نائب رئيس الأركان، هرتسي هاليفي، مهام أعماله.

وكان وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس قد زار المغرب في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، حيث تم التوقيع حينها على عدد من الاتفاقات الثنائية التي تسير في سياق قرار البلدين استئناف الاتصالات الثنائية والعلاقات الدبلوماسية، والتي بموجبها تم فتح تمثيليات دبلوماسية في الرباط وتل أبيب، وإطلاق خطوط طيران مباشرة، وتطوير المبادلات التجارية والصناعية والأكاديمية.

سياقات الزيارة

مصادر إعلامية إسرائيلية وضعت زيارة رئيس أركان الجيش إلى المملكة، والتي وُصفت بكونها غير مسبوقة، ضمن سياق دعم التعاون العسكري بين الرباط وتل أبيب، والتفاهم حول مجالات التدريب وتبادل الخبرات والكفاءات.

ووفق مصادر إعلامية إسرائيلية، فإن مباحثات المسؤول العسكري الإسرائيلي تهدف للتحضير لتدريبات عسكرية في مناورات مشتركة مع المغرب، وأيضاً تبادل وجهات النظر بخصوص عدد من صفقات ومشاريع التصنيع العسكري، ونقل المعرفة العسكرية بين البلدين. 

وكانت قوات عسكرية إسرائيلية قد شاركت في جزء من مناورات "الأسد الأفريقي" التي نظمت على الأراضي المغربية بمشاركة الولايات المتحدة وعدد من البلدان الأخرى، في شهر يونيو (حزيران) الماضي.

وأوضح رئيس مكتب الاتصال الإسرائيلي لدى المغرب ديفيد غوفرين في تغريدة على "تويتر"، أن زيارة كوخافي تعد "خطوة إضافية بعد زيارة وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس في نوفمبر الماضي، في توطيد العلاقات الخاصة بين البلدين في ضوء التحديات الإقليمية المشتركة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

مواجهة إيران

في المقابل، يرى محللون مغاربة أن الزيارة الأولى من نوعها لرئيس أركان الجيش الإسرائيلي للمغرب لا تتوقف فقط عند تعزيز التعاون العسكري بين البلدين، واستكمال وتفعيل الاتفاقات الثنائية، بل أيضاً لإرساء معالم محور موسع يواجه إيران في منطقة الشرق الأوسط.

وكان كوخافي قد صرح، الأحد الماضي، بأن "الجيش الإسرائيلي يواصل الاستعداد بقوة للهجوم على إيران"، مشيراً إلى أن "الاستعداد لخيار عسكري ضد البرنامج النووي الإيراني واجب أخلاقي ونظام للأمن القومي" على حد تعبيره.

استكمال الاتفاقات العسكرية

ويرى المتخصص في الشأن العسكري والاستراتيجي محمد عصام لعروسي أن زيارة رئيس أركان الجيش الإسرائيلي غير المسبوقة إلى المغرب تأتي في سياق عودة العلاقات الدبلوماسية بين الجانبين إلى مسارها الطبيعي، بعد توقيع اتفاق السلام في 10 ديسمبر (كانون الأول) 2020.

وأردف لعروسي، في حديث مع "اندبندنت عربية" أنه "بعد ذلك تم إتمام الاتفاق بمجموعة من البروتوكولات الدبلوماسية والمالية، وبخاصة الأمنية والعسكرية، منها تزويد إسرائيل للمغرب بأنظمة دفاعية متقدمة وطائرات مسيرة تعد من أنشط أسلحة الطيران الهجومية غير النظامية، قادرة على تحقيق ضربات استباقية مهمة من دون أن تكون قابلة للرصد من طرف الأقمار الصناعية، وأيضاً أجهزة الدفاع المرصدة من قبل العدو".

وشدد على أن زيارة رئيس أركان الجيش الإسرائيلي للمغرب تروم تحقيق عدد من الأهداف الرئيسة، الأول أن إسرائيل تحاول تثبيت علاقات التعاون الأمني والعسكري مع المغرب، خصوصاً بعد سحابة الصيف العابرة التي مرت في سماء العلاقات بين الطرفين.

وأرجع المتحدث سحابة الصيف هذه إلى تداعيات الهجمات على غزة، وأيضاً اغتيال الصحافية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة، وهي الأحداث التي التي أرخت بظلالها على العلاقات الثنائية، فحصل ما يمكن وصفه بنوع من الجمود على مستوى التقدم في التعاون العسكري بين البلدين.

وأشار لعروسي في هذا الصدد إلى أن "المغرب يلعب دوراً رئيساً في القضية الفلسطينية، فهو يرأس لجنة القدس، كما أنه حريص على مصالح الفلسطينيين ويطالب بحل الدولتين وإحلال السلام في منطقة الشرق الأوسط على أساس ضمان حقوق الشعب الفلسطيني".

تثبيت المحاور الإقليمية

أما الهدف الثاني، وفق لعروسي، فيكمن في استكمال مشاريع التعاون المستجدة، بخاصة أن المغرب دخل معترك تصنيع أسلحة الطيران ويحاول الاستفادة من الخبرة الإسرائيلية في هذا الصدد، وتعي الدولة العبرية مدى رغبة المغرب في إنجاز مشاريع التصنيع العسكري في مجال الغطاء الجوي.

وسبق للمغرب وإسرائيل أن اتفقا على إنشاء مصنعين في أراضي المملكة متخصصين في صناعة الطائرات المسيرة الحربية، مع التركيز على خاصيتي الهجوم والمراقبة لجمع المعطيات عن بعد، كما سيحصل المغرب على نظام صواريخ "أرض - جو" متوسط المدى من طراز "باراك 8" المصمم لمواجهة أي نوع من التهديدات المحمولة جواً.

ويكمل، "الهدف الثالث لهذه الزيارة يتجسد في التعاون العسكري بين المغرب وإسرائيل والولايات المتحدة ضد محور إيران وروسيا أيضاً"، مشيراً إلى أن زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى منطقة الشرق الأوسط تدل على محاولة عودة واشنطن بقوة في المنطقة وعدم ترك المجال فارغاً أمام روسيا وإيران".

وسجل لعروسي أن منطقة الشرق الأوسط أصبحت منطقة حيوية بالنسبة لإسرائيل والولايات المتحدة، وتريد استمالة أطراف دولية، بخاصة أن المغرب لم يصوت على عدد من قرارات الجمعية لعامة للأمم المتحدة في سياق الحرب الروسية - الأوكرانية، كما التزم نوعاً من الحياد في هذه الأزمة.

وخلص إلى أن أجندة الزيارة غنية عسكرياً واستراتيجياً وتبحث عن المصلحة المشتركة لإسرائيل ومصلحة غير مباشرة للمغرب لحماية حدوده ومحاولة تعزيز قدراته العسكرية الدفاعية، من خلال نيل أنظمة دفاعية ومشروع الحصول على "القبة الحديدية" وطائرات مسيرة، بينما ترغب إسرائيل في تثبيت المحاور في إطار التطورات الإقليمية والدولية الجارية.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير