Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

رياح معاكسة تواجه قطاع الأعمال وسط صدمات الاقتصاد العالمية

الأسواق تتخبط في عاصفة هرب الاستثمارات والإغلاقات المتوقعة بسبب تنامي كورونا مجدداً

التضخم وأسعار الفائدة وأزمة الطاقة تحديات تواجه الاستثمار العالمي (رويترز)

أسبوع آخر وجولة أخرى من التذكير بالرياح المعاكسة التي تواجه الأعمال التجارية العالمية، في وقت تكافح فيه ارتفاع التضخم وأسعار الفائدة وأزمة الطاقة، ورسالة أخرى من الصين مفادها أن فيروس كورونا لم ينته بعد. 

وتراجعت الأسهم الصينية هذا الصباح وسط أنباء عن مزيد من الإصابات التي سببتها "أوميكرون" ومتحوراتها في عدد من المدن، مما أثار مخاوف من عودة عمليات الإغلاق الضارة وتعطيل سلاسل التوريد العالمية في هذه العملية، إذ اكتشفت شنغهاي أول حالة لها من المتحورة الفرعية (BA5)، ما جلب مخاوف فرض مزيد من القيود في المدينة الأكثر أهمية تجارية في الصين، بعد أسابيع فقط من إغلاق دام شهرين وتسبب في حدوث فوضى بالأسواق العالمية، في حين تخضع 11 مدينة الآن للإغلاق الكامل أو الجزئي، بما في ذلك إغلاق لمدة أسبوع لجميع الشركات غير الأساس في ماكاو. وفي الوقت نفسه تعمل" أوميكرون" أيضاً على زيادة أعداد الداخلين إلى المستشفيات في أوروبا والولايات المتحدة. 

ويتوقع المستثمرون أيضاً تشديداً أكثر حدة في السياسة النقدية بالولايات المتحدة بعد بيانات الوظائف القوية بشكل غير متوقع يوم الجمعة، لكنهم قلقون أيضاً في شأن تدفق الغاز إلى أوروبا بعد أن أغلقت روسيا خط أنابيب "نوردستريم 1" لمدة 10 أيام من الصيانة، وهو ما زاد المخاوف من أن موسكو قد تستغل الفرصة لوقف أو تقليص صادراتها. 

وفي المملكة المتحدة تباطأ طلب المستهلكين واستمر ارتفاع الكلف مع تراجع السيولة التي تحتاج إليها الأسر الفقيرة لشراء مجموعة مدرسية جديدة مع انتهاء الإنفاق خلال العطلات وتزايد كلف الطاقة.  ومن المرجح أن تتضرر الشركات التي تعتمد على الإنفاق التقديري، مثل مجموعات السفر والترفيه بشكل خاص مع جفاف الإنفاق عقب الوباء.

ارتفاع الفائدة وانخفاض المدخرات

ومن المرجح أيضاً بحسب "فايننشال تايمز" أن يصبح تأثير ارتفاع أسعار الفائدة وانخفاض المدخرات وارتفاع كلف الطاقة على مالية الشركات أكثر وضوحاً خلال فترة عيد الميلاد، على الرغم من أن موسم نتائج الربع الأول للشركات كان جيداً.

ومن المحتمل أن يكون الربع الثاني جيداً أيضاً، وقال أحد المحللين إن "الضربة الحقيقية ستكون أكثر احتمالاً خلال الربعين الثالث أو الرابع من هذا العام، وستتم أيضاً مراقبة بيانات التجزئة البريطانية الجديدة ليونيو (حزيران)، الثلاثاء، عن كثب بعد انخفاض حجم المبيعات في أبريل (نيسان) ومايو (أيار)". 

واحدة من النقاط المضيئة القليلة هي رعاية الحيوانات الأليفة، إذ رصد بنك الاستثمار أن "معظم المستهلكين يعطون حيواناتهم الأليفة الأولوية للإنفاق". وأضاف، "لقد اعتقدنا دائماً أن الأشياء التي يجب الذهاب إليها في فترة الركود هي اشتراك (سكاي سبورتس) الرياضي ورعاية الكلاب".

وحتى تلك الشركات التي كان من المفترض أن تزدهر في الأوقات العصيبة بدأت تتلاشى، فعلى سبيل المثال نجد أن شركة "كلارانا" السويدية (اشتر الآن وادفع لاحقاً) التي كانت ذات يوم أعلى قيمة في مجال التكنولوجيا المالية الخاصة في أوروبا، تم خفض قيمتها اليوم في أوضح علامة على الصعوبات التي يواجهها القطاع مع ارتفاع التضخم وتراجع المستهلكين. ومن المحتمل أيضاً أن يؤدي الخفض في الإنفاق التقديري إلى إلحاق الضرر بتجار التجزئة الأميركيين الكبار. وتأمل "أمازون" بأن يؤدي مهرجانها الترويجي في" برايم داي"، الحدث السنوي للصفقات في الـ 12 والـ 13 من يوليو (تموز) إلى تجديد نمو المبيعات المتباطئ، في حين أصدرت متاجر مثل "وول مراتب " و"تارغيت" بالفعل تحذيرات في شأن الأرباح. 

المملكة المتحدة وأوروبا 

 قد تعني الخفوضات بنسبة 30 في المئة في الأموال المخصصة لشبكة الحافلات بإنجلترا مع انتهاء إعانات الأوبئة، قطع الطرق غير المربحة وعزل المجتمعات. 

ويتولى وزراء مالية منطقة اليورو المجتمعون في بروكسل مهمة تخفيف معاناة الأسر من ارتفاع أسعار الطاقة مع عدم زيادة الضغوط التصاعدية على التضخم.

ووفقاً لنشرة أخبار "يوروب إكسبرس" فقد قدمت المجر تنازلات حول سيادة القانون والشفافية، إذ حاولت فتح 15.1 مليار دولار (15 مليار يورو) في صناديق التعافي من الأوبئة. 

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويتوجه الرئيس الأميركي جو بايدن إلى الشرق الأوسط على أمل إعادة العلاقات المتوترة مع السعودية وإحراز بعض التقدم في معالجة ارتفاع أسعار النفط، إذ أدت زيادة كلفة البنزين إلى انخفاض قياسي في زيارة الأميركيين للمتنزهات الوطنية. 

وفيما سيؤثر حظر الإجهاض في جميع أنحاء الولايات المتحدة في النساء الأكثر ضعفاً اقتصادياً، واللائي يتعرضن بالفعل إلى ضغوط من ارتفاع كلف المعيشة، يقول أحد الخبراء إنه "من المحتمل جداً أن يتمكن الأثرياء من التحايل على قوانين دولتهم بينما لن يتمكن الفقراء من ذلك". 

وتم إهدار أكثر من مليار لقاح لـ "كوفيد-19"، أي أكثر من 10 في المئة من جميع اللقاحات المنتجة، بسبب التوزيع غير المتوازن وتردد اللقاحات ومشكلات التخزين، وفقاً لتحليل جديد. ودعمت وكالات الصحة الأوروبية جرعة تقوية ثانية لـ "كوفيد-19" لمن هم فوق الـ 60. 

سحب 50 مليار دولار من سندات الأسواق الناشئة

آسيوياً، تنحى رئيس سريلانكا غوتابايا راجاباكسا بعد احتجاجات حاشدة نهاية الأسبوع على ارتفاع الأسعار ونقص السلع التي دفعته إلى الاختباء، وتعد الأزمة التي تشهدها البلاد واحدة من أكثر الأزمات حدة بين اقتصادات الأسواق الناشئة التي تكافح لخدمة الديون مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية والسلع، بينما ترتفع أسعار الفائدة إلى الأعلى. 

وحالياً تم استبدال التيسير الكمي بالتشديد الكمي حيث تبدأ البنوك المركزية في تقليص موازناتها العمومية، لكن مديري الصناديق يقولون إنهم ليس لديهم فكرة عن الكيفية التي ستتم بها الأمور. 

وأدت "العاصفة المثالية" المتمثلة في ارتفاع معدلات التضخم وتشديد السياسة النقدية والحرب في أوكرانيا إلى قيام المستثمرين بسحب 50 مليار دولار من صناديق سندات الأسواق الناشئة هذا العام، وهو أكبر تدفق خارجي منذ 17 عاماً على الأقل.

وقد تنضم الولايات المتحدة إلى الأسواق الناشئة الحالية قريباً، كما تقول الكاتبة رنا فروهر، مع تزايد الأخطار السياسية والتقلبات وإعلان الدولة الحرب على نفسها. 

بيانات الربع الثاني للأعمال 

ويبدأ موسم تقارير الربع الثاني للبنوك الأميركية الكبرى هذا الأسبوع، إذ يتوقع المحللون زيادة أرباح "جيه بي مورغان" و"بنك أوف أميركا" و"سيتي غروب"، ويقول أحد المحللين إن الخدمات المصرفية "تعرضت لضغوط لا تصدق خلال العقد الماضي بسبب معدلات الفائدة الصفرية خلال معظم ذلك الوقت". 

وكانت "ويز إير" أحدث شركة طيران قطعت رحلاتها مع استمرار الاضطرابات في مطار هيثرو، وأعلنت شركة النقل التي تتخذ من المجر مقراً لها عن خسارة تشغيلية قدرها 285 مليون يورو (287 مليون دولار) خلال الربع الأخير، وأصبحت واحدة من أولى شركات الطيران في أوروبا التي حددت التأثير المالي لاضطراب هذا الصيف، الذي قالت إنه كلف 50.3 مليون دولار (50 مليون يورو). 

وفي أخبار أفضل لقطاع الطيران، عدلت شركة "إيرباص" تقديراتها للطلب العالمي على الطائرات خلال الـ 20 عاماً المقبلة، على الرغم من أنها قالت إن عدد الركاب لن ينمو بالسرعة التي كان يعتقدها سابقاً. 

وتقوم "غلوبال فاوندريز" و "إس تي مايكر" و "إلكترونيكس" ببناء مصنع لتصنيع أشباه الموصلات في فرنسا، وهو مشروع سيحصل على دعم حكومي كبير كجزء من جهود الاتحاد الأوروبي لتأمين الإمدادات وترك الاعتماد على الإمدادات الآسيوية، وقال وزير المالية الفرنسي برونو لو مير، "هذا هو أكبر استثمار صناعي خلال العقود الأخيرة خارج القطاع النووي، وخطوة كبيرة لسيادتنا الصناعية". 

يذكر أن عدداً من الابتكارات المالية خلال العقد الماضي خرجت بأسماء مثل الرافعة المالية الخلفية وتمويل صافي الأصول وتمويل الاشتراكات، وهي على وشك الاختبار للمرة الأولى في "سوق هابطة"، إذ يستعد المحامون لسلسلة من قضايا الإفلاس. ومن شبه المؤكد أن معظم القرارات الجديدة ستكون في عالم التشفير.

اقرأ المزيد