قال الرئيس الأميركي جو بايدن، الذي بدأ الأربعاء 13 يوليو (تموز) زيارة إلى الشرق الأوسط، إنه سيستخدم القوة كملاذ أخير لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي، وأضاف بايدن، في مقابلة مع القناة 12 الإسرائيلية جرى تسجيلها قبل مغادرته واشنطن، أنه سيُبقي الحرس الثوري الإيراني مدرجاً على القائمة الأميركية للمنظمات الإرهابية الأجنبية حتى إذا كان ذلك سيؤدي إلى إنهاء الاتفاق النووي الإيراني المبرم عام 2015.
ورداً على سؤال عما إذا كانت تصريحاته السابقة بأنه سيمنع طهران من امتلاك سلاح نووي تعني أنه سيستخدم القوة ضد إيران، قال بايدن، "إذا كان هذا هو الملاذ الأخير، نعم".
الجولة الأولى
وتعهد الرئيس الأميركي جو بايدن بعيد وصوله إلى إسرائيل، في الجولة الأولى له إلى الشرق الأوسط، بإعطاء دفع لعملية "اندماج" إسرائيل في المنطقة، في وقت شدد رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لبيد على إعادة بناء "تحالف عالمي قوي" مع واشنطن ضد إيران.
وسيلتقي بايدن (79 سنة) مسؤولين إسرائيليين، ثم الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الجمعة، قبل أن يتوجه إلى السعودية.
وكان في انتظار الرئيس الأميركي في مطار بن غوريون بالقرب من تل أبيب نظيره الإسرائيلي إسحق هرتسوغ ولبيد.
وتعهد الرئيس الأميركي بعد وصوله بـ"إعطاء دفع لعملية اندماج إسرائيل" في الشرق الأوسط بعدما وقعت خلال العامين الأخيرين على اتفاقات سلام مع أربع دول عربية هي: الإمارات، والبحرين، والسودان، والمغرب.
كما تعهد بايدن بأن بلاده وتل أبيب "ستعززان علاقتهما على نحو أكبر"، في إشارة إلى شراكة تتعلق "بأنظمة الدفاع الأكثر تطوراً"، وأعلن "أنا فخور بالقول إن علاقتنا مع دولة إسرائيل أعمق وأقوى، من وجهة نظري، مما كانت عليه في أي وقت مضى. بهذه الزيارة، نحن نعزز علاقاتنا بشكل أكبر".
وكرر تأكيد التزام الأميركيين الراسخ بأمن إسرائيل قبل أن يتوجه إلى النصب التذكاري للمحرقة اليهودية في القدس. ووضع الرئيس الأميركي، الذي اعتمر الكيباه السوداء إكليلاً من الزهور في المكان، كما أعاد إشعال الشعلة الأبدية وتبادل حديثاً مع اثنين من الناجين. وكتب في سجل المكان "يجب ألا ننسى أبداً لأن الكراهية لا تنتصر".
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي من جهته، إن البلدين سيبحثان إعادة بناء "تحالف عالمي قوي" ضد إيران. وأضاف، "سنناقش الحاجة إلى إعادة بناء تحالف عالمي قوي يقف في وجه البرنامج النووي الإيراني".
وكان لبيد الذي تولى مهماته قبل أقل من أسبوعين ويستعد لانتخابات جديدة هذا العام، قال قبل أيام إن المحادثات "ستتركز أولاً وقبل كل شيء على إيران".
كذلك، حضر الرئيس الأميركي عرضاً قدمته إسرائيل حول قدراتها الدفاعية المضادة للصواريخ، بما في ذلك نظام "القبة الحديدية" و"الشعاع الحديدي" وهو جهاز جديد يعمل بالليزر لصد الطائرات المسيرة. وتعتبر إسرائيل هذا الجهاز أساسياً في مواجهة ترسانة إيران من تلك الطائرات.
الرد الإيراني
وقبيل وصول بايدن، صرح الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي بأن زيارة الرئيس الأميركي لن تحقق "الأمن" لإسرائيل.
وقال رئيسي، "إذا كانت زيارات المسؤولين الأميركيين إلى دول المنطقة تهدف إلى تعزيز موقع إسرائيل وعلاقات السلام مع بعض الدول، فهذه الجهود لن تحقق الأمن لتل أبيب بأي طريقة كانت".
وتؤكد إسرائيل أنها ستبذل كل ما يمكن لكبح طموحات إيران النووية، كما تعارض بشدة العودة إلى اتفاق 2015 الذي ينص على تخفيف العقوبات على طهران مقابل الحد من برنامجها النووي، والذي انسحبت منه واشنطن خلال رئاسة دونالد ترمب، ما دفع إيران إلى استئناف أنشطتها بشكل أوسع.
في بيت لحم التي سيزورها بايدن، عُلقت، الأربعاء، لوحة كبيرة كتب عليها بالأحمر وباللغة الإنجليزية "السيد الرئيس، هذا هو الفصل العنصري"، وهي تهمة يوجهها الفلسطينيون لإسرائيل.
العلاقات مع فلسطين
وتحسنت العلاقات بين واشنطن والفلسطينيين في عهد بايدن بعد أن تراجعت إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق في عهد ترمب الداعم القوي لإسرائيل.
وانتشرت الشرطة الإسرائيلية في وسط القدس، في ساعة مبكرة الأربعاء. ورفعت تل أبيب ألف علم في المدينة المقدسة ترحيباً بالرئيس الأميركي الذي لم يلغِ قرار سلفه ترمب بالاعتراف بالمدينة عاصمة لإسرائيل.
ويتطلع الفلسطينيون إلى أن تكون القدس عاصمة لدولتهم المستقبلية. وقبل الزيارة، اتهموا بايدن بعدم الوفاء بتعهده استعادة الدور الأميركي كوسيط حيادي في النزاع.
وقال جبريل الرجوب، القيادي الفلسطيني في حركة "فتح" بزعامة الرئيس محمود عباس، "نسمع فقط كلمات جوفاء ولا نتائج".
ويلتقي بايدن الرئيس الفلسطيني في بيت لحم بالضفة الغربية الجمعة، لكن من غير المتوقع صدور إعلانات جديدة عن عملية السلام المجمدة منذ أعوام طويلة.
وقالت حركة "حماس" التي تسيطر على قطاع غزة في بيان، إنها تتابع زيارة الرئيس الأميركي "ببالغ الخطورة" كونها تمثل "تجسيداً عملياً للدعم الأميركي المطلق لإسرائيل والانحياز الفاضح لها".
وتشهد إسرائيل أيضاً أزمة سياسية قبيل الانتخابات المتوقعة في الأول من نوفمبر (تشرين الثاني)، وهي الخامسة في أقل من أربعة أعوام.
ومن المرتقب أن يعقد بايدن لقاء وجيزاً، الخميس، مع صديقه القديم رئيس الوزراء السابق وزعيم المعارضة حالياً بنيامين نتنياهو الذي يسعى إلى الفوز في الانتخابات.
وشهدت العلاقات الأميركية الفلسطينية توتراً أخيراً في أعقاب مقتل الصحافية الفلسطينية- الأميركية شيرين أبو عاقلة بالرصاص في 11 مايو (أيار) أثناء تغطيتها عملية للجيش الإسرائيلي في جنين بالضفة الغربية.
وتوصلت الأمم المتحدة إلى أن أبو عاقلة قتلت برصاص صادر من موقع إسرائيلي، وهو ما رجحته واشنطن من دون أن تجزم به، لكنها استبعدت أن يكون ما حصل متعمداً.
ونددت عائلة أبو عاقلة بنتائج التحقيق الأميركي، ولم يعلق البيت الأبيض على طلب العائلة لقاء الرئيس في القدس، لكن مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان قال، الأربعاء، إن وزير الخارجية أنتوني بلينكن تحدث إلى العائلة، و"دعاها إلى الولايات المتحدة للقائه والتواصل المباشر معه".
وقالت لينا أبو عاقلة، ابنة شقيق شيرين، الأربعاء، لوكالة الصحافة الفرنسية "تلقينا اتصالاً (من بلينكن) قبل ساعات قليلة وكررنا طلبنا مقابلة الرئيس". وحول الدعوة إلى واشنطن، قالت إن العائلة "تفكر في الأمر".
زيارة السعودية
وينظر إلى زيارة بايدن للسعودية على أنها جزء من الجهود المبذولة لتحقيق الاستقرار في أسواق النفط التي هزتها الحرب في أوكرانيا، من خلال إعادة التواصل مع هذه الدولة، المورد الرئيس للنفط والحليف الاستراتيجي للولايات المتحدة على مدى عقود.
وقال مسؤول إسرائيلي لصحافيين طالباً عدم كشف هويته، إن "زيارة بايدن إلى إسرائيل وسفره منها في رحلة مباشرة إلى السعودية يعكسان ديناميكية التطورات التي شهدتها الأشهر الأخيرة".