مستشارة علمية تتهم لندن بتجاهل انتشار فيروس كورونا

وجهت خبيرة تعمل في "الفريق الاستشاري العلمي للطوارئ" في المملكة المتحدة [مرتبط بالحكومة ويقدم لها المشورة العلمية لتمكينها من اتخاذ القرار في حالات الطوارئ، ويعرف باسمه المختصر "سايج" Sage]، اتهاماً إلى الحكومة البريطانية بـ "إشاحة نظرها عن الطفرة الراهنة لعدوى كورونا، والسماح للفيروس بالتفشي"، في وقت تعاني فيه مرافق هيئة "الخدمات الصحية الوطنية" (أن إتش أس) NHS الإجهاد وضغط العمل.

وتخوفت البروفيسورة سوزان ميتشي من أن "تقف الحكومة الموقتة عاجزة" أمام توقعات بوصول الإصابة بفيروس كورونا إلى 350 ألف حالة يومياً خلال الأسبوع المقبل.

ونبهت أستاذة علم النفس الصحي في "كلية لندن الجامعية" UCL إلى أن المتحورتين الجديدتين "الأكثر نشراً للعدوى"، ستتسببان في وفيات وحالات استشفائية غير ضرورية.

وفي حديث لها مع صحيفة "ميرور"، أعربت ميتشي عن قناعتها بأنه "ليست لدينا سياسة صحية عامة للتعامل مع مرض ’كوفيد‘ في المرحلة الراهنة، وما لم نتحرك فسنكون أمام متحورات أكثر نشراً للعدوى تؤدي إلى زيادة حالات دخول المستشفيات والوفيات".

وأضافت البروفيسورة ميتشي، "سيرتفع أيضاً في شكل كبير عدد الأشخاص الذين يصابون بـ ’كوفيد‘ طويل الأمد، بحيث يمكن أن يتجاوز العتبة الراهنة التي هي في حدود مليوني شخص، وستصاب البلاد بعطل دائم مع تعرض بعض القطاعات إلى خطر الشلل وعدم القدرة على مواصلة عملها في فصل الخريف المقبل".

وفي معرض انتقادها الحكومة رأت ميتشي أن سياستها حيال تفشي الفيروس تتلخص في عبارة "أغمض عينيك وليحصل ما يحصل". وأضافت، "في المقابل تواجه مرافق ’الخدمات الصحية الوطنية‘ إرهاقاً وضغوطاً هائلة، وكان خبراء الصحة العامة وفريقا ’سيج‘ و’سيج المستقل‘ Independent Sage [مجموعة علماء غير مرتبطين بالحكومة، تنشر توصيات في شأن جائحة كورونا]، قد توقعوا ذلك منذ يوليو (تموز) العام الماضي، لذا ينبغي ألا يشكل ما يحصل اليوم مفاجأة لأحد".

تجدر الإشارة إلى أن الموجة الخامسة من الإصابات بفيروس كورونا في بريطانيا أشعلتها "أوميكرون بي إي 4"  Omicron BA.4 و"بي إي 5" BA.5  المتحورتان الفرعيتان للفيروس.

وترجح أرقام جديدة صادرة عن "المكتب الوطني للإحصاء" Office for National Statistics  أن يكون حوالى 2.7 مليون شخص يعيشون في منازلهم الخاصة، قد أصيبوا بفيروس "كوفيد-19" الأسبوع الماضي، أي بزيادة 18 في المئة عن رقم 2.3 مليون الذي سجل خلال الأسبوع السابق.

ويعد هذا المعدل أعلى تقدير [لمستويات العدوى] منذ أواخر شهر أبريل (نيسان)، لكنه ما زال أدنى من المستوى القياسي للفيروس الذي سجل حوالى 4.9 مليون شخص في نهاية مارس (آذار)، أثناء موجة الإصابات الناجمة عن متحورة أوميكرون بي إي 2"  BA.2.

وكذلك يبدو أن "كوفيد" هو أكثر انتشاراً في اسكتلندا، حيث يصاب فرد من كل 17 شخصاً بالفيروس، مقارنة مع فرد من كل 18 في الأسبوع السابق، ويشكل ذلك أعلى مستوى وصلت إليه اسكتلندا منذ أوائل شهر أبريل الفائت.

وفي ذلك الصدد أوضح "المكتب الوطني للإحصاء" أنه على الرغم من ذلك تتزايد الإصابات بالمرض في اسكتلندا بوتيرة أقل مقارنة مع المناطق الأخرى من المملكة المتحدة. ففي إنجلترا يتوقع أنه قد أُصيب حوالى 2.2 مليون شخص بالفيروس الأسبوع الماضي، وهو ما يعادل شخصاً من كل 25، أي بارتفاع عن معدل فرد من كل 30.

وفي السياق نفسه، ناشدت البروفيسورة ميتشي الحكومة البريطانية أن تركز على اعتماد أنظمة أفضل للتهوئة وتنقية الهواء في المدارس والمباني العامة، إذ تظهر الأرقام الأخيرة أن حالات الإصابة بعدوى "كوفيد" ماضية في ارتفاعها بين القوى العاملة في المدارس.

وأظهرت البيانات التي أخذت من "تعداد القوى العاملة في المدارس"School Workforce Census [معلومات تجمعها وزارة التعليم كل سنة عن أعضاء هيئة التدريس والعاملين في السلطات المحلية والمدارس والأكاديميات]، ومن "تطبيق ’أن إتش أس‘ لاختبار وتتبع ’كوفيد - 19‘" NHS Test and Trace، ومن "خدمة إدارة التحصين الوطني" National Immunization Management Service [برنامج وطني لدعم التطعيم ضد الإنفلونزا وكورونا خلال الشتاء]، أن الموظفين في المدارس الابتدائية والثانوية سجلوا معدلات أعلى في الاختبارات الإيجابية لجهة الإصابة بالعدوى خلال فصل الربيع الدراسي من السنة الحالية 2022، مقارنة مع فصل الخريف الدراسي من العام 2021.

وفي الإطار عينه أشارت بيانات "المكتب الوطني للإحصاء" أيضاً إلى أن العاملين في المدارس الابتدائية سجلوا معدلات [إصابة] أعلى في الاختبارات الإيجابية لجهة الإصابة بفيروس "كوفيد" على امتداد فصلَي الدراسة.

 أسهمت وكالة "برس أسوسيشن" في إعداد محتوى هذا التقرير

 نشر في "اندبندنت" بتاريخ 11 يوليو 2022