Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تحقيق لـ"بي بي سي" يرجح ارتكاب الجنود البريطانيين جرائم حرب بأفغانستان

قتل 54 غير مسلحين "بدم بارد" على أيدي القوات الخاصة في مداهمات تشوبها الملابسات

جنود بريطانيون يغادرون أفغانستان في أغسطس 2021 بعد المساعدة في عمليات الإجلاء  (أ ف ب)

قتل عناصر كوماندوس في القوات الجوية الخاصة البريطانية (أس أي أس)، 54 أفغانياً في الأقل في ظروف ملتبسة، لكن هرم القيادة العسكرية أخفى احتمال وجود ملابسات، بحسب تحقيق لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، نشر الثلاثاء 12 يوليو (تموز).

وذكر التحقيق الذي استغرق أربع سنوات أن مواطنين أفغاناً غير مسلحين قتلوا بشكل متكرر "بدم بارد" على أيدي قوات النخبة البريطانيين خلال مداهمات ليلية في الحرب الطويلة الأمد، ووضعت عليهم أسلحة لتبرير الجرائم.

وكان ضباط كبار، بينهم الجنرال مارك كارلتون سميث، الذي كان قائد القوات البريطانية الخاصة آنذاك، على علم بوجود تساؤلات لدى القوات في شأن العمليات لكنهم لم يبلغوا الشرطة العسكرية بها.

وبموجب القانون البريطاني الخاص بالقوات المسلحة، فإن عدم إبلاغ قائد عسكري الشرطة العسكرية معرفته بجرائم حرب محتملة يعد مخالفة جنائية، وفق ما ذكرت "بي بي سي".

لا أدلة كافية

ورفض كارلتون سميث الذي تقاعد الشهر الماضي من منصب قيادة الجيش، التعليق على برنامج "بانوراما" الذي تبثه "بي بي سي"، والذي قال إن تحقيقاته استندت إلى وثائق قضائية ورسائل إلكترونية مسربة وتقارير صحافييه الذين توجهوا إلى مواقع العمليات في أفغانستان.

وقالت وزارة الدفاع إن تحقيقات سابقة في سلوك القوات البريطانية في أفغانستان لم تتوصل إلى أدلة تكفي لتوجيه اتهامات.

وأكدت في بيان أرسلته للقناة أن "أي أدلة جديدة لم تقدم لكن الشرطة العسكرية ستنظر في أي اتهامات إذا ظهرت أدلة جديدة".

وأضافت الوزارة أن "القوات المسلحة البريطانية خدمت بشجاعة ومهنية في أفغانستان وسنحرص دائماً على التزامها بأعلى المعايير".

"شيء ما ليس على ما يرام"

ويرصد تحقيق "بانوراما" 54 شخصاً قتلوا في ظروف ملتبسة على أيدي وحدة تابعة لقوة "أس أي أس"، خلال جولة استمرت ستة أشهر في ولاية هلمند من نوفمبر (تشرين الثاني) 2010 حتى مايو (أيار) 2011.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأظهرت تقارير عقب تنفيذ المهام أن الضباط فوجئوا بالأعداد الكبيرة للخسائر البشرية التي ألحقتها الوحدة، في وقت لم ترد أي تقارير عن إصابات في صفوف الجنود خلال اشتباكات مسلحة في الظاهر مع عناصر حركة "طالبان".

وقال ضابط كبير في مقر القوات الخاصة لـ"بانوراما"، إن "عدداً كبيراً من الأشخاص قتلوا في مداهمات ليلية والتفسيرات المقدمة لم تكن منطقية. عند اعتقال شخص ما لا ينبغي أن ينتهي به الأمر ميتاً".

وأضاف، "حصول ذلك مرة تلو الأخرى أثار قلقاً في المقر العام. بدا واضحاً آنذاك أن شيئاً ما ليس على ما يرام".

الجيش "عرقل" التحقيق

وبرز قلق بشكل خاص إزاء رصد الثقوب التي خلفتها أسلحة القوات الخاصة البريطانية في مجمعات سكانية أفغانية بعد المداهمات، على علو منخفض، ما يشير إلى أن المشتبه فيهم كانوا راكعين أو منبطحين أرضاً.

ونقلت العديد من التحذيرات إلى هرم القيادة، وفق "بي بي سي"، لكن سمح لفرقة النخبة باستكمال مهمتها ومدتها ستة أشهر، ونشرت لمهمة أخرى في عام 2012.

وفي عام 2014، فتحت الشرطة الملكية العسكرية تحقيقاً في أكثر من 600 مخالفة تتهم القوات البريطانية بارتكابها في أفغانستان، ومن بينها عمليات قتل ارتكبها عناصر من النخبة.

غير أن محققي الشرطة العسكرية قالوا للقناة إن الجيش البريطاني "عرقل" عملهم وبأن التحقيق انتهى في عام 2019.

وقال الكولونيل أوليفر لي، الذي كان قائد جنود البحرية الملكية في أفغانستان في عام 2011، للبرنامج، إن الاتهامات "مروعة بشكل لا يصدق" وتستحق تحقيقاً عاماً شاملاً.

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات