Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"سوق الشمس" في موريتانيا... هنا تباع سيارات الفقراء

الأسعار تبدأ بألف ولا تتجاوز ثلاثة آلاف دولار والعوادم تؤرق نشطاء البيئة

جانب من السيارات المعروضة في سوق الشمس بموريتانيا (اندبندنت عربية)

يقضي الثلاثيني خالد خطري معظم يومه تحت أشعة شمس يوليو (تموز) الحارقة، فهو المسؤول عن معرض صغير للسيارات المستعملة في ضاحية عرفات جنوب العاصمة الموريتانية نواكشوط، ففي تلك الرقعة التي لا تزيد مساحتها على كيلومتر مربع، تبرم يومياً عشرات الصفقات في الهجير، وتباع أنواع السيارات التي لا تشترك إلا في السعر الرخيص والموديلات العتيقة.

جولة قصيرة في "سوق الشمس" التي يرتادها الباحثون عن سيارات في المتناول (أسعارها تبدأ من الألف دولار ولا تتجاوز في الغالب حاجز الثلاثة آلاف دولار)، ستكشف لك تنوع المعروض، ما يعطي للمتسوقين فرصاً لا تعوض، فهنا سيارة في وضعية جيدة لكنها لا تملك بطاقة رمادية (وهي بطاقة التعريف التي تسمح بتسجيل السيارة في مصالح النقل في موريتانيا)، أما السيارات غير المجمركة فهي متوفرة، لكن أغلب الرواد يفضل عدم اقتنائها مخافة مصادرة الجمارك.

يعترف أحمد عبد اللطيف، الذي يجوب السوق منذ ساعات بحثاً عن سيارة في متناوله، أن "الجودة مرتبطة في الغالب بالسعر، وما دمنا نبحث عن سيارات بأسعار رخيصة فإن الجودة ليست شرطاً".

وعلى الرغم من ذلك يتحدث بعض تجار السيارات في "معرض الشمس" عن سيارات ذات جودة بيعت في سوقهم وبأسعار مناسبة، ويعللون ذلك بأن السوق يحكمها قانون العرض والطلب.

مهن مرتبطة بالسوق

منحت السوق فرص عمل لكثير من شباب المنطقة العاطلين عن العمل، فغير بعيد من باحة السوق، تنتصب لافتة كبيرة تشير إلى مقهى صغير يبيع الشاي والأطباق المحلية لتجار السوق الذين يقضون كامل يومهم تحت أشعة الشمس، بحثاً عن مشتر جديد، كما تزدهر في السوق تجارة التقسيط، وعمال غسيل السيارات الذين يجدون نصيبهم من دخول تعينهم على قوت يومهم.

تواجه السوق بين الفينة والأخرى بعض الانتقادات، خصوصاً من قبل نشطاء البيئة. ويرى سيديا أحمد، وهو عضو الجمعية الموريتانية للحفاظ على البيئة، أن "السوق تعرض بيئة المنطقة للتلوث، بسبب عدم مطابقة السيارات لمعايير السلامة البيئية".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويضيف سيديا، "قد نتفهم الدور الاجتماعي الذي تلعبه السوق كرافد عمل لعديد من البسطاء، وأعتقد أن هذا هو ما يفسر تغاضي الدولة عن إغلاقه، وتفعيل قانون سبق أن طبق في موريتانيا يحدد عمراً للسيارات التي يسمح بدخولها البلاد"، مشيراً إلى أن السوق تضم عديداً من السيارات المتهالكة التي تملأ عوادمها سماء المنطقة.

امتيازات استثنائية

يعدد سيدي عالي، وهو صاحب معرض سيارات في منطقة "تفرغ زينة" الراقية، المزايا التي يتمتع بها تجار معرض الشمس بقوله، "لا يمكن المقارنة بين تكاليف معارضنا وسوق الشمس، فإيجار المحلات هنا يتعدى 1500 دولار شهرياً، وتعريفة الكهرباء مرتفعة، بينما يحتل تجار سوق الشمس مساحة عمومية لا يدفعون مقابلها أي شيء، كما أنهم معفيون من ضرائب البلدية".

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي