Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"جدار الرسائل"... برقيات الحجاج نحو السماء

يعتقد بعض المسلمين أن فرصة تحقيق الحلم تبدأ من جبل عرفات

قبل لحظات من شروق شمس التاسع من ذي الحجة وعلى بعد 20 كيلو متراً من الكعبة وقفت مريم فوق جبل عرفات وكتبت بعضاً من أمنياتها على شاخص عملاق يرتفع عن سطح الأرض حوالى 30 متراً وأخذت تجهش بالبكاء.

كثيرون غيرها ملؤوا الجدار الذي يقع في قمة الجبل بالأسماء والأحلام والأمنيات؛ تقول مريم وسط جمع غفير من الناس الذين يرتدي الرجال منهم لباس الإحرام الأبيض وبصوتها الذي بالكاد يسمع "هذه رسائل إلى الله، هذه أمنيات لا يعرفها إلا الله" قبل أن تمضي نحو ضفة أخرى من الجبل وتتخذ لها من صخرة سوداء مقعداً.

لا شيء يدور في ذهنك وسط تلك المناظر سوى "جسر الفنون" أو ما يعرف بجسر أقفال الحب في باريس. الناس هناك يكتبون أسماءهم ويرمون مفاتيح الأقفال المحكمة في عرض النهر، وهنا الشاخص الأبيض من يحتضن الأسماء والرسائل الموجهة نحو السماء، الصخور أيضاً تمتلئ بأحلام كثيرة وأسماء وجمل بلغات مختلفة، يكتبها الحجاج قبل المضي إلى بلدانهم.

 

ورغم أن الشاخص العملاق وضع في أعلاه لوحة عملاقة تبث من خلالها "الشرطة الدينية" مواعظ تشير إلى أن هذا الأمر مخالف للدين إلا أن مئات الآلاف يحملون أقلاماً مع معتقداتهم من أجل "إشعار الله" على الجبل الذي يقع بين سهل منبسط ويطلق عليه جبل الرحمة وعرفات.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ولأن للمكان قدسيته وهو الوحيد الذي يقع خارج حدود الحرم لكنه يعد المكان الذي يبدأ منه الحج بحسب قول النبي محمد "الحج عرفة"، ويقضي فيه الناس يوماً أو بعض يوم قبل الترجل نحو مشعر مزدلفة والمبيت هناك ليلة ثم التوجه بالحجارة نحو "شاخص إبليس" الذي يرجم بالحجارة.

يقول حاج مغربي بلهجة محلية، "كتبت إسمي وإسم أبي وبعض الأحلام التي حملتها معي من مدينتي مكناس، ولزوجتي أحلامها أيضاً كتبتها على صخرة ستبقى طويلاً وسيحققها الله"

هكذا تبدو معتقدات بعض المسلمين، كثيرون يعتقدون أن الوصول لقمة الجبل والكتابة على صخوره وشاخصه العملاق سيحقق أحلامهم.

الجبل الأسود طوال العام يتحول في يوم واحد هو التاسع من ذي الحجة لجبل أبيض يقف في أرجائه الملايين الذين يقضون يومهم وفقاً لمعتقدات الدين الإسلامي في عرفة.

ولجبل عرفات أو الرحمة رواية دينية تقول أن سُمي عرفة لأن آدم وحواء عندما هبطا من الجنة التقوا فيه فعرفها وعرفته؛ ورواية أخرى تقول سُمي عرفة بهذا الاسم؛ لأن الناس يتعارفون فيه، وقيل لأن جبريل طاف بإبراهيم وكان يريه المشاهد فيقول له: "أعرفت؟ أعرفت؟" فيرد إبراهيم: "عرفت، عرفت".

وتقع عرفة على الطريق بين مكة والطائف شرقي مكة بنحو 22 كيلو متراً، وعلى بعد 10 كيلو متر من منى و6 كيلو متر من مزدلفة، ويقرب طول عرفة ميلين، وعرضها كذلك، وهي سهل منبسط محاط بسلسلة من الجِبال على شكل قوس كبير.

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات