Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

روسيا تبرر الانسحاب من جزيرة الثعبان وأوكرانيا: حررناها

موسكو: "لدينا 6 آلاف أسير" والسويد ترسل مزيداً من الأسلحة إلى كييف وميدفيديف: "العقوبات قد تكون مبرراً للحرب"

أعلن الجيش الروسي الخميس، 30 من (يونيو) حزيران 2022، أنه انسحب من جزيرة الثعبان الأوكرانية الاستراتيجية في البحر الأسود التي احتلتها موسكو، لكنها كانت تتعرض لقصف أوكراني خلال الأسابيع الأخيرة.

وقالت وزارة الدفاع الروسية "في بادرة حسن نية أنجزت القوات الروسية أهدافها المحددة في جزيرة الثعبان وسحبت كتيبتها منها"، مشددة على أن من شأن هذه البادرة تسهيل صادرات الحبوب من أوكرانيا.

وقال قائد القوات المسلحة الأوكرانية فاليري زالوجني عبر تطبيق تيليجرام للرسائل إن مدافع بودانا أوكرانية الصنع لعبت دورا مهما في تحرير جزيرة سنيك، أو الأفعى، من القوات الروسية، موجها الشكر إلى الشركاء الأجانب لدعمهم.

وقالت موسكو، الخميس، إن لديها أكثر من ستة آلاف أسير حرب أوكراني مؤكدة تبادل 144 مقاتلاً أوكرانياً بعدد مماثل من الروس أو الانفصاليين الموالين لروسيا.

وأوضح المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف في بيان أن "العدد الإجمالي للعسكريين الأوكرانيين الذين أسروا أو استسلموا يتجاوز الستة آلاف".

وقالت وزارة الدفاع السويدية اليوم إن السويد سترسل مزيداً من الرشاشات والأسلحة المضادة للدبابات إلى أوكرانيا.

وأضافت أن قيمة حزمة الأسلحة التي تشمل أيضاً معدات لإزالة الألغام تقدر بنحو 500 مليون كرونة سويدية (49 مليون دولار).

ميدفيديف مبرراً للحرب

وأكد نائب رئيس مجلس الأمن الروسي ديمتري ميدفيديف اليوم الخميس، إن العقوبات ضد موسكو قد ينظر إليها في ظروف معينة على أنها عمل عدواني ومبرر للحرب.

وأضاف ميدفيديف، "أود أن أشير مرة أخرى إلى أنه في ظل ظروف معينة يمكن أن تعتبر مثل هذه الإجراءات العدائية بمثابة عمل من أعمال العدوان الدولي، بل ويمكن حتى اعتبارها سبباً للحرب"، مضيفاً أن لروسيا الحق في الدفاع عن نفسها.

وواجهت روسيا سيلاً من العقوبات الاقتصادية الصارمة من الدول الغربية رداً على حربها في أوكرانيا التي بدأت في الـ 24 من فبراير (شباط)، وتسميها موسكو "عملية عسكرية خاصة".

وميدفيديف، وهو رئيس روسي سابق كان ينظر إليه على أنه ليبرالي، واحد من أشد المؤيدين للحرب، إذ وجه سلسلة من الانتقادات اللاذعة للغرب.

بوتين يرد على الناتو 

ووعد حلف شمال الأطلسي (ناتو) بدعم أوكرانيا طالما كان ذلك ضرورياً في مواجهة "وحشية" روسيا، في موقف دانه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين منتقداً "الطموحات الإمبريالية" للتكتل العسكري.

وعلى هامش القمة في العاصمة الإسبانية، التي تُختتم الخميس 30 يونيو (حزيران)، أعلنت لندن وواشنطن تعزيز مساعدتهما العسكرية والاقتصادية لأوكرانيا.

ورحب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في خطابه اليومي، بهذه "القمة الخاصة" التي وصفها بأنها "قمة تحول".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال زيلينسكي إن "الحلف يغير استراتيجيته تلبية لسياسات روسيا العدوانية المعادية لأوروبا". وقبل ذلك، دعا "دول الناتو إلى الإسراع في تسليم أنظمة دفاع صاروخي إلى أوكرانيا وزيادة الضغط بشكل كبير على الدولة الإرهابية".

وفي بيان مشترك، قالت الدول الأعضاء في الحلف إنها وافقت على خطة مساعدات جديدة تتضمن "تسليم معدات عسكرية غير قاتلة" وتعزيزاً للدفاعات الأوكرانية ضد الهجمات الإلكترونية.

وقالت إن "الوحشية المروعة لروسيا تسبب معاناة إنسانية هائلة وموجات من النزوح الجماعي"، معتبرة أن موسكو تتحمل "المسؤولية الكاملة عن هذه الكارثة الإنسانية". لذلك يفترض أن تستمر المساعدة في الأشهر المقبلة.

وصرح الأمين العام للحلف الأطلسي ينس ستولتنبرغ، الأربعاء، "يمكن لأوكرانيا الاعتماد علينا طالما احتاج الأمر"، مؤكداً "التزاماً أخلاقياً وسياسياً" للحلف.

وصادق الحلف على توسيعه ليشمل السويد وفنلندا.

إمبريالية الدول الكبرى

في المقابل، انتقد بوتين خلال مؤتمر صحافي في العاصمة التركمانية عشق آباد، موقف الغربيين، قائلاً إن "الدول الكبرى في الناتو ترغب (...) في تأكيد هيمنتها وطموحاتها الإمبريالية".

وأكد الرئيس الروسي أن "دعوة أوكرانيا إلى مواصلة القتال ورفض المفاوضات لا تؤكد فرضيتنا بأن أوكرانيا ومصلحة الشعب الأوكراني ليستا هدف الغرب والحلف الأطلسي فحسب بل وبأنها وسيلة للدفاع عن مصالحهم الخاصة".

وفي خريطة طريق استراتيجية جديدة تم تبنيها في قمة مدريد، صنف الحلف روسيا على أنها "التهديد الأكبر والمباشر لأمن الحلفاء".

وتحذر هذه الوثيقة التي لم تخضع للمراجعة من قبل منذ 2010 أنه "لا يمكننا استبعاد احتمال وقوع اعتداء على سيادة أو سلامة أراضي الحلفاء".

وصادقت دول الحلف على تعزيز وجودها العسكري على جناحه الشرقي مما سيرفع عديد "قوات الجهوزية العالية" إلى أكثر من 300 ألف جندي.

وتجسد الوعد بالدعم من الغرب بإعلان لندن الأربعاء، الإفراج عن مليار جنيه استرليني (1.16 مليار يورو) من المساعدات الإضافية لأوكرانيا التي تشمل منظومات دفاعية مضادة للطائرات وطائرات مسيرة.

وقال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون "بما أن بوتين لا ينجح في تحقيق المكاسب التي كان يخطط لها ويأمل بها، وعبثية هذه الحرب تتوضح للجميع، تتزايد وحشية هجماته على شعب أوكرانيا".

بهذا المبلغ الجديد ترتفع قيمة المساعدات العسكرية البريطانية لكييف إلى 2.3 مليار جنيه إسترليني، حسب رئاسة الحكومة البريطانية.

من جانبها أعلنت الولايات المتحدة دفع شريحة قدرها 1.3 مليار دولار من المساعدات الاقتصادية لأوكرانيا في إطار خطة دعم بقيمة 7.5 مليار دولار وعدت بها واشنطن في مايو (أيار)، بينما تعاني الميزانية الأوكرانية عجزاً قدره خمسة مليارات دولار شهرياً.

استمرار القتال في لوغانسك

ميدانياً، واجهت أوكرانيا هجمات جديدة أسفرت عن مقتل مدنيين لا سيما في ميكولايف (جنوب) حيث استهدف صاروخ فرط صوتي مبنى سكنياً، ما أدى إلى سقوط خمسة قتلى، بحسب زيلينسكي.

وقبل يومين، قُتل 18 شخصاً على الأقل في قصف مركز تجاري مزدحم في كريمنشوك على بعد 330 كيلومتراً جنوب شرقي كييف، كما ذكرت الحكومة الأوكرانية.

ونفى بوتين، الأربعاء، أي مسؤولية عن الهجوم. وقال "جيشنا لا يضرب أي موقع لبنية تحتية مدنية. لدينا كل الإمكانات لمعرفة" المواقع.

وفي دونباس، قال حاكم منطقة لوغانسك سيرغي غايداي إن مدينة ليسيتشانسك "تعيش تحت قصف متواصل بجميع أنواع الأسلحة". وقدر عدد السكان الباقين في المدينة بنحو 15 ألف شخص.

وليسيتشانسك هي المدينة الكبرى الأخيرة التي يريد الروس احتلالها في لوغانسك إحدى مقاطعتين في حوض دونباس الصناعي تسعى موسكو للسيطرة عليهما بالكامل.

ونقلت وكالة الأنباء الروسية "ريا نوفوستي" عن القوات الروسية والانفصاليين الموالين لروسيا صباح الخميس إعلانها الاستيلاء على مصفاة ليسيتشانسك.

لكن هيئة أركان الجيش الأوكراني أكدت في الوقت نفسه استمرار القتال حول هذا الموقع، فيما تحاول القوات الروسية إغلاق الطرق المؤدية إلى المدينة.

من جهة أخرى، أعلنت السلطات الأوكرانية أنها استردت 144 جندياً من بينهم 95 من "المدافعين عن آزوفستال" في ماريوبول في إطار "أكبر تبادل (للأسرى مع موسكو) منذ بدء الحرب الروسية".

وقال جهاز الاستخبارات الأوكراني إن "بينهم 43 جندياً من فوج آزوف"، وهي وحدة تم دمجها منذ سنوات في الجيش الأوكراني لكن موسكو تصفها بأنها "نازية".

تدريب على استخدام أنظمة صواريخ متطورة

وفي السياق ذاته، أكمل المئات من أفراد القوات الأوكرانية تدريبات عسكرية في بريطانيا تشمل التدريب على أنظمة إطلاق الصواريخ المتعددة، التي توفرها الحكومة البريطانية للمساعدة في مواجهة تكتيكات المدفعية الروسية.

وقال الكابتن جيمس أوليفانت، من سلاح المدفعية الملكي الذي شارك في تدريب الصواريخ المتعددة لمدة ثلاثة أسابيع، للصحافيين، "إنها قوة مضاعفة".

وأضاف "لأنها مركبة مجنزرة، فإن أنظمة الصواريخ الخاصة بها مزودة بعجلات، مما يمنحهم مزيداً من القدرة على المناورة وهو ما يسهم في بقائهم على قيد الحياة".

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الأربعاء، لقادة حلف شمال الأطلسي، إن بلاده بحاجة إلى مزيد من الأسلحة والأموال للدفاع عن نفسها في الوقت الذي كثفت فيه روسيا هجماتها عبر عدة جبهات.

وخلال زيارة مفاجئة إلى كييف هذا الشهر، أعلن جونسون عن عملية تدريب منفصلة للقوات الأوكرانية، مع إمكانية تدريب ما يصل إلى 10000 جندي كل 120 يوماً.

"أمنستي": قصف مسرح ماريوبول "جريمة حرب"

اعتبرت منظمة العفو الدولية "أمنستي"، في تقرير الخميس، أن القصف الذي استهدف في 16 مارس (آذار) مسرح ماريوبول في أوكرانيا يشكل "بوضوح جريمة حرب" روسية، مؤكدة أن عدد القتلى الذين سقطوا في هذه الضربة الجوية أقل بكثير مما أعلنته كييف.

وقالت أوكسانا بوكالتشوك، مديرة المنظمة الحقوقية في أوكرانيا، خلال زيارة إلى باريس، إنه "حتى الآن كنا نتحدث عن جريمة حرب مفترضة. الآن يمكننا القول بوضوح إنها جريمة ارتكبتها القوات المسلحة الروسية".

وأضافت أنه في 16 مارس دمر انفجاران ضخمان قسماً كبيراً من المسرح وقد نتجا عن "ضربة جوية" تم خلالها إلقاء "قنبلتين زنة كل منهما 500 كيلوغرام".

وأعلنت بوكالتشوك أن خبراء استشارتهم "أمنستي" أكدوا لها أن طبيعة الأضرار التي لحقت بالمسرح تنفي صحة الفرضية التي طرحتها موسكو، ومفادها أن التفجير تم من داخل المسرح وأن الجهة المسؤولة عنه هي القوات الأوكرانية.

وبحسب بوكالتشوك، فإن سماء ماريوبول كانت يومها "تحت السيطرة الروسية" ولم تكن هناك "طائرات أوكرانية" تحلق فيها.

وأضافت أن صوراً التقطت عبر الأقمار الاصطناعية قبل الهجوم وبعده تظهر أنه "لم يكن هناك وجود عسكري أوكراني حول المسرح".

وشددت على أنه "على الرغم من أنه كان هناك يومها الكثير من الأهداف العسكرية فقد اختار (الروس) هدفاً مدنياً".

ونددت منظمة العفو الدولية بهجوم "متعمد" على موقع لجأ إليه مئات الأبرياء للاحتماء من القصف، وقد كُتبت أمامه بأحرف بيضاء ضخمة كلمة "طفل" لإعلام الطائرات بوجود أطفال بداخله.

وبحسب التقرير فإن "منظمة العفو الدولية تعتقد أن 12 شخصاً في الأقل لقوا مصرعهم في الهجوم، وحتماً هناك مزيد، وأن كثيرين آخرين أصيبوا بجروح خطرة".

واستند تقرير "أمنستي" إلى إفادات جمعتها من 50 شاهداً بالإضافة إلى آراء العديد من الخبراء.

وأقرت العفو الدولية في تقريرها بأن "هذا التقدير هو أقل من الحصيلات السابقة"، مشيرة إلى أنه يستند إلى واقع أن العديد من اللاجئين الذين كانوا في المسرح تمكنوا من الفرار من ماريوبول "في اليومين السابقين للهجوم"، وأن "غالبية الذين بقوا هناك كانوا في أقبية وأماكن أخرى لم يطلها الانفجار".

وتعليقاً على هذا الأمر، قالت بوكالتشوك "إنه لنبأ سار أن يكون عدد القتلى أقل، لكن هذا الأمر لا يغير شيئاً" من حيث الجوهر.

وأضافت أنه "بغض النظر عن عدد الضحايا، فإن الهجوم على مسرح ماريوبول يشكل "بوضوح جريمة حرب".

المزيد من دوليات