في مفاجأة للجميع، أعلن الفنان هاني شاكر استقالته من رئاسة نقابة المهن الموسيقية المصرية، وجاء قراره ليضع النقابة في ورطة كبيرة، ويثير مزيداً من الجدل بين أعضائها.
وأزمة شاكر واستقالته بدأتا بسبب مشاجرة بين بعض الأعضاء وصلت إلى حد التشابك بالأيدي ظهر أمس الاثنين بمبنى النقابة، حيث أقيم مؤتمر خاص حضره شاكر وأبرز أعضاء النقابة ومطرب المهرجانات حسن شاكوش، للصلح بين الأخير وسعيد الأرتيست رئيس شعبة الإيقاع بالنقابة، الذي اعترض على إساءة شاكوش اللفظية من قبل ضد عازفي الإيقاع، مما اعتبره أصحاب هذه الشعبة إهانة كبيرة، وتم تنفيذ الإجراءات القانونية حياله.
وأمام عدد من مخالفات شاكوش الأخرى، صدر قرار إيقافه من النقابة منذ نحو 9 أشهر، وتم التصالح منذ 10 أيام فقط، وحصل شاكوش على تصريح مزاولة المهنة، وجاء اعتراض الأرتيست بأن شاكوش كان لا بد أن يعتذر خلال مؤتمر رسمي قبل أن تسمح له النقابة بمعاودة مزاولة المهنة، وليس بعدها.
ورد شاكر أنه كان خارج مصر، لذلك تم تأجيل المؤتمر لحين عودته، وهذا سبب حصول شاكوش على التصريح قبل المؤتمر، ليس أكثر، لكن الأرتيست رفض تقبل الفكرة، فعارضه أحمد رمضان سكرتير النقابة. وقال إن قرار النقابة ضد شاكوش بالإيقاف مدى الحياة لم يكن قانونياً بشكل دقيق، وبعد البحث والاطلاع من الجهات القانونية بالنقابة، تم التراجع عنه، خصوصاً أن شاكوش أبدى الندم والالتزام، واعتذر عشرات المرات للنقابة، وكذلك لشعبة الإيقاع صاحبة الشكوى برئاسة الأرتيست.
الحديث لم ينل رضا الأرتيست، فثار رمضان، وقال له، "إن لم يعجبك القرار فلتجلس أنت مكان النقيب"، وهنا اعترض شاكوش وانسحب شاكر وهاج الجميع وماجوا في مشهد عبثي وصفه شاكر بأنه قصم ظهر البعير.
قرار بلا رجعة
أثار إعلان هاني شاكر استقالته حالة من الجدل، خصوصاً أنه سبق وتقدم بها أكثر من مرة في 2016 و2017 و2020 و2021، وتوقع البعض عدوله عن قرار الاستقالة كالعادة، لكن شاكر أكد مع الإعلامي عمرو أديب في برنامجه "الحكاية"، أن قرار استقالته نهائي ولا رجعة فيه.
وأعرب شاكر عن حزنه الشديد من المشهد الهزلي والتشابك والخلاف الذي يسيطر دائماً على أحوال النقابة، خصوصاً ما حدث ظهر الأمس بالمؤتمر، الذي تم التجهيز له بصورة سريعة نظراً إلى ارتباطاته.
وقال شاكر، "في بداية المؤتمر قدم حسن شاكوش اعتذاره للجمهور وللنقابة ولشعبة الإيقاع، وكاد المؤتمر ينتهي على ذلك، ولكن فجأة حدثت مشادات لم أكن أحب أن أراها من الأساس، سواء في وجودي أم عدمه".
وأشار النقيب المستقيل إلى أنه "يُراعي الله في النقابة وأمور أعضائها منذ أول يوم تولى المنصب"، لكن ما حدث أخيراً من أجواء لا يستطيع من خلالها الاستمرار في المنصب بأي شكل من الأشكال، حيث كان يتوقع تقديراً أكثر من النقابة لما قدمه خلال الفترة الماضية. وناشد الجمعية العمومية للنقابة اختيار نقيب أفضل للمنصب بأسرع وقت.
وقال هاني شاكر، في تصريحات تلفزيونية سابقة، "لا أعلم إذا كان منصب نقيب المهن الموسيقية نعمة أم نقمة، لكن غلطة عمري أنني قبلت المنصب بسبب مسؤولياته العديدة".
وأشار إلى أن "حسن شاكوش حصل على تصريح للغناء، وليس كارنيه عضوية نقابة المهن الموسيقية"، كما يزعم البعض، وتمت الموافقة على عودته بعد التزامه بتعليمات النقابة، وتقديم عدد من التظلمات قبلت النقابة الثالث منها.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
حزن شاكوش
في تصريح لـ"اندبندنت عربية"، أعرب مطرب المهرجانات حسن شاكوش عن حزنه الكبير لما حدث في النقابة. وقال إنه كان أحد الأسباب التي جعلت النقيب يتخلى عن منصبة بدافع المشكلات والخلافات التي اعتذر عنها مراراً وتكراراً، حسب قوله.
أضاف شاكوش، أن "هاني شاكر أمير الغناء العربي وأبٌ للجميع مهما كانت قراراته فهي عين الحكمة، وله أسبابه المنطقية، لكن قرار الاستقالة محزن جداً وصادم للجميع، وأتمنى أن يتراجع عنه".
وعلى جانب آخر، علق سعيد الأرتيست، عازف الإيقاع، والطرف الأساسي في أزمة مؤتمر النقابة، الذي أطاح هاني شاكر، قائلاً إنه "شعر بصدمة كبيرة من استقالة شاكر"، لافتاً إلى أن "قراره متعجل، وربما يكون انفعالياً فقط". وأكد أن "جميع شعبة الإيقاع، وهو على رأسهم، سيتوجهون لمراجعة شاكر ومصالحته حتى يعدل عن قراره، لأنه قيمة وقامة كبيرة في الفن".
بدوره، قال الموسيقار أحمد رمضان، سكرتير عام النقابة، إن "ما حدث محزن جداً، خصوصاً أنه تم الاتفاق مع الأرتيست قبل المؤتمر على أن تمر الأمور بسلام"، لكن التصعيد والتراشق والطريقة التي حدثت بها الأزمة كانت مفاجأةً للجميع، ومن حق النقيب أن يغضب، حيث تمر النقابة بمشكلات لا حصر لها، ولا يستوعب أي شخص أي أزمة بسهولة، بل دائماً تتفاقم أزمات تافهة لتصل لدرجة غير متوقعة".
وأوضح رمضان أن النقابة ستحاول التحدث مع شاكر للعدول عن قراره، على الرغم من أنه شديد الحزن والغضب وحالته النفسية سيئة.
وأشارت الفنانة نادية مصطفى، عضو النقابة، إلى أن "هاني شاكر فقد النطق لمدة ساعة تقريباً بعد التشابك الذي حدث بالمؤتمر، وكان في حالة نفسية يُرثى لها بشدة". وتمنت أن تهدأ الأمور، خصوصاً أن النقيب يسعى إلى حل كل كبيرة وصغيرة، ويخدم الجميع من دون تردد، و"لهذا يجب ألا يحدث معه كل هذا العبث، الذي سبب له ألماً كبيراً".
نقابة المهن الموسيقية شهدت كثيراً من المعارك والأزمات في عهد هاني شاكر، وكان أبرزها أزمة مطربي المهرجانات، حيث أصدرت النقابة منذ ما يقرب من 9 أشهر قراراً بمنع 19 من مؤدي المهرجانات عن الغناء، نتيجة عدم التزامهم بالقواعد العامة التي وضعتها، وفقاً لما جاء في بيان للنقابة شمل أسماء عدد كبير من مطربي المهرجانات، وكان من بينهم حمو بيكا وحسن شاكوش.