Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل حقا تخطف مؤسسات الرعاية في السويد أبناء العرب؟

عائلات المهاجرين تحتج: "يريدون الاتجار بهم" والحكومة تنفي: "جميعهم يتمتع بالحماية"

تنشر العائلات العربية المهاجرة في السويد صور أبنائهم وقصصهم ويوثقون مسيراتهم الاحتجاجية (أ ف ب)

تستمر احتجاجات العائلات المسلمة في السويد، التي تتهم "السوسيال"، أي مؤسسات الخدمات الاجتماعية، بخطف أطفالهم لأجل الاتجار بهم، ومنح حق حضانتهم لأسر غير مسلمة، وإجبارهم على أكل لحم الخنزير، معتبرين أن هناك حملة ضد المسلمين لاختطاف أطفالهم وممارسة التمييز العنصري ضدهم.

هاجر مهاجرة عربية مقيمة في السويد تتهم "السوسيال" بخطف أطفالها، وتقول، "أخذوا بناتي الثلاث من المدرسة من دون إخباري بذلك، ومنذ يونيو (حزيران) 2020 إلى اليوم لم يسمح لي برؤيتهن، وبعد نحو أربعة أشهر من أخذهن، سمحوا لي بالاتصال بهن عبر تطبيق الفيديو، لكن عندما رأتني ابنتي الصغيرة ظلت تبكي، وتأثرت صحتها النفسية، ما تطلب تلقيها علاجاً نفسياً، وهم يتهمونني بالتسبب لها بصدمة".

تشتكي هاجر من منع بناتها من التواصل معها، موضحة، "لا يسمحون لي بالاتصال بهن تحت ذريعة أنهن يشعرن بالخوف عندما أتحدث معهن". وتعتبر أن مؤسسات الخدمات الاجتماعية تمنع الأطفال من لقاء عائلاتهم "لأجل أن ينسى هؤلاء الأطفال ذويهم، ويعتادوا على العائلات الحاضنة".

تشير هاجر إلى أنه لا يسمح لبناتها بأن يبعثن لها بصورهن بحجة أنهن لا يرغبن في ذلك، كما لا يسمح لها بأن تبعث إليهن الهدايا، تقول، "إنهم يريدون ألا تتذكرني بناتي على الإطلاق".

التمييز ضد السود

تنشر العائلات العربية المهاجرة في السويد، التي تتهم "السوسيال" بخطف أطفالهم، صور أبنائهم، وقصصهم، ويوثقون مسيراتهم الاحتجاجية في فيديوهات على "فيسبوك" و"تيك توك" و"يوتيوب".

وتتهم أم يعقوب، مهاجرة صومالية، في فيديو، "السوسيال" بأنها أخذت منها ثلاثة أطفال، مشيرة إلى أن "الأطفال السود والمسلمين في السويد مستهدفون من مؤسسات الرعاية الاجتماعية".

وتشبه الأم الصومالية ما يحدث لأطفال السود والمسلمين بما كان يحدث للسود في الولايات المتحدة خلال فترة التمييز العنصري، مضيفة، "السويد تعطي جميع الصلاحيات لمؤسسات (السوسيال) لتفعل ما تريد، وتخطف أطفالنا".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

تعامل الباحث في مجال علم الإجرام والتحليل النفسي في السويد، رشيد المناصفي، مع مؤسسات الرعاية الاجتماعية الخاصة بالشباب والأطفال، وهو يشرح لـ"اندبندنت عربية" أسباب أخذ الأطفال من عائلاتهم قائلاً، "هناك اختلاف في الثقافات بين المهاجرين القادمين من بيئات بعيدة، والثقافة الاسكندنافية، التي تعتبر أن حماية الطفل من أولوياتها".

ويضيف الباحث، "من أسباب أخذ الطفل من عائلته نذكر العنف، والإصابة بمرض نفسي خطير، وأيضاً الإهمال، وتعاطي الأهل للمخدرات، كما يمكن سحب الطفل من عائلته إذا كانت البيئة عنيفة ولا تمنحه الأمان".

يشدد المناصفي على أن العائلات، التي تشعر بأن مؤسسات "السوسيال" قد ظلمتهم، من حقهم رفع دعوى قضائية ضدها والمطالبة بحقوقهم. ويرى الباحث أن سياسة الاندماج والهجرة في السويد لم تنجح، مضيفاً، "فيديوهات العائلات على مواقع التواصل الاجتماعي مؤثرة جداً، لكننا بحاجة في السويد إلى خلق منظمات لديها مصداقية تلعب دور الوسيط بين الأهالي والدولة، وتخلق حواراً بينهم، لتفهم الدولة خصوصية وثقافة هؤلاء المهاجرين، ويفهم المهاجرون قوانين وحقوق الطفل في السويد".

نظرية المؤامرة

في ظل غياب منظمات وسيطة لديها دراية بثقافة المهاجرين المسلمين، هناك من يستغل قضية أطفال السويد، مثل بعض القنوات على "يوتيوب" التي تتبنى فكراً متشدداً وتروج لنظرية المؤامرة، وفي هذا السياق، يدحض المناصفي هذه النظرية، قائلاً، "لا أعتقد ذلك. في نظري الهجرة إلى بلد آخر تتطلب إتقان اللغة ومعرفة القوانين، لأنه بحسب الإحصاءات، فإن أغلب العائلات، التي تم أخذ أطفالها منها، لا يتقنون اللغة، وغير مندمجين في المجتمع، وعاطلون من العمل".

ويؤكد الباحث أن "الأهالي يجب أن يتعلموا لغة البلد، وأن لا يعيشوا فقط في المجتمعات الموازية، لأن الأطفال يحتاجون رؤية آبائهم قدوة لهم، وناجحين في حياتهم".

وكانت الحكومة السويدية نفت الادعاءات بأن وكالات الخدمة الاجتماعية السويدية تختطف أطفالاً مسلمين، قائلة إنها مزاعم "خاطئة ومضللة بشكل خطير، وتهدف إلى خلق توترات، ونشر عدم الثقة".

أما وزارة الخارجية السويدية فأشارت إلى أن "جميع الأطفال يتمتعون بالحماية والرعاية على قدم المساواة بموجب التشريعات السويدية، بما في ذلك اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل". وأكدت الوزارة على أن المتخصصين الاجتماعيين بحاجة إلى إذن من المحكمة لأخذ الأطفال من عائلاتهم.

ومن الاتهامات التي وجهتها عائلات الأطفال إلى مؤسسات الخدمات الاجتماعية أن الأطفال يوضعون مع أسر حاضنة غير مسلمة، ويجبرون على أكل لحم الخنزير وشرب الكحول. وقال ميكائيل توفيسون، رئيس عمليات هيئة الدفاع النفسي السويدية، لوسائل الإعلام السويدية، إن الهدف من هذه الحملة الترويج لصورة سلبية عن السويد.

وقال وزير الهجرة والاندماج، أندرس يغمان، لمحطة "تي في 4" السويدية، إن "الأكاذيب يجب أن تقابل بالحقائق، مشيراً إلى أن "الأئمة المسلمين في السويد نأوا بأنفسهم عن هذه الدعاية والمعلومات المضللة".

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير