Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مشعوذ ودجال نيجيري يدعي النبوة يقيم مهرجانا في الناصرة

غضب شعبي ودعوة إلى المقاطعة وحديث عن تواطؤ إسرائيلي في الحدث

قلعة عجلون في مدينة الناصرة ويظهر خلفها جبل الصعود (مواقع التواصل الاجتماعي)

تشتد الأنظار المحلية والدولية إلى جبل القفزة في مدينة الناصرة، المكان المقدس لدى المسيحيين، إذ يعتقد أن السيد المسيح قفز منه واختفى عندما كان ملاحقاً، وهو المكان الذي أقام فيه البابا بنديكتوس السادس عشر قداساً خاصاً عام 2009.

ويتوقع أن يتحول المكان يوم الأحد المقبل 23 يونيو (حزيران)، إلى محطة خطيرة في تاريخ هذه المدينة، حيث يقيم فيه المشعوذ والدجال النيجيري ت.بي.جوشوا مهرجاناً بحضور عشرات آلاف المشاركين القادمين خصيصاً من الخارج ومختلف البلدات داخل إسرائيل، بحسب ما أعلن منظمو المهرجان، موضحين أن جوشوا سيشفي المرضى ويطرد الأرواح الشريرة، وغيرها من الشعوذات!

منذ الإعلان عن قدوم المشعوذ، تشهد مدينة الناصرة حالة غليان ومعارضة واسعة. وطالبت مختلف الجهات الدينية والسياسية رئيس البلدية علي سلاّم، بإلغاء المهرجان حفاظاً على المكانتين المقدسة والتاريخية لمدينة الناصرة عموماً، وجبل القفزة خصوصاً. لكن سلاّم رفض ذلك معلناً أن قدومه سيجلب للمدينة مئات آلاف الدولارات وينعشها اقتصادياً.

وكان جوشوا وصل إلى بلدية الناصرة برفقة الوزير السابق في حكومة بنيامين نتنياهو، اليميني أيوب قرا، ما يؤكد علاقة الحكومة الإسرائيلية بهذه الزيارة ومحاولاتها إثارة الفتنة بين سكان المدينة وفلسطينيي 48.

المس بالمسيحية ومدينة البشارة

عقد المطارنة وممثلو الرئاسات الكنسية للطوائف المسيحية والمجالس الملية اجتماعاً خاصاً وخرجوا بنداء موجه للجميع، مسيحيين ومسلمين ومن مختلف البلدات العربية، لمقاطعة المهرجان ودعوا رئيس البلدية إلى إلغائه مؤكدين أن إقامته لا تمت بصلة إلى الإيمان المسيحي.

وتطرق رجال الدين في الكنائس، من خلال وعظهم إلى أهمية مقاطعة المهرجان ومنع المس بالمسيحيين وهذه المدينة.

وورد في بيان حول الموضوع "أنه مهرجان بهلواني مرفوض من كنائسنا وإيماننا المسيحي القويم وانتمائنا الوطني، ويشكّل خطراً على النسيج الاجتماعي في المدينة وعلى التآخي بين أبناء كافة الطوائف من مسلمين ومسيحيين".

كما دعا بعض أئمة المساجد في الناصرة إلى مقاطعة المهرجان، وكذلك الأحزاب السياسية الوطنية في المدينة. واعتبرت جهات رافضة للمهرجان جهود إسرائيل لإقامته محاولة لتسويق مكانتها سياحياً وسياسياً وتحسين صورتها عالمياً كحاضنة متسامحة دينياً، في وقت تقوم بالتنكيل بالمصلين الفلسطينيين، المسيحيين والمسلمين، وبيع مقدساتهم وأراضيهم والاعتداء عليها".

ارتباط جوشوا بالحركة الصهيونية

من جهتها، اعتبرت عضو الكنيست عن الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة عايدة توما، "وصول جوشوا إلى الناصرة من بوابة حكومة المستوطنين، مؤشر إلى عمق علاقاته مع المؤسسة الإسرائيلية الحاكمة والحركة الصهيونية العالمية".

وقالت توما "إن اختيار مدينة الناصرة لم يأت مصادفة، بل محاولة بائسة لتعكير المزاج الشعبي في المدينة، وبين جماهير شعبنا، تحت غطاء ديني دجال، لا علاقة له بالدين أصلاً".

وشددت توما على أن جوشوا "يقتحم مدينة الناصرة، ويقيم مهرجان الشعوذة على أحد معالم المدينة المقدسة والتاريخية، بقرار شخصي من رئيس البلدية علي سلام"، ودعت إلى كشف الحقائق، بما فيها دور الحكومة في فرض جوشوا على المدينة.

في الترويج والدعاية لهذا المهرجان، تبين مما كتبه منظموه من الجمعية التي ينتمي إليها المشعوذ جوشوا، أنها منظمة مسيحية ملتزمة. أقامت في الماضي لقاءات كبرى في مختلف الدول كالمكسيك، الولايات المتحدة، إندونيسيا، سنغافورة، جمهورية الدومينيكان ودول أخرى. وفي أغسطس (آب) 2019 ستعقد مهرجاناً ضخماً في أكبر مدرجات باريس.

واعتبرت جمعية جوشوا إقامة المهرجان في الناصرة بمثابة امتياز خاص "في المكان الذي طالما قرأنا عنه في الكتاب المقدس"، كما ورد في بيان لها. وأضافوا فيه" وقع اختيارنا على الناصرة لأن المدينة تجسد أهم وأعظم الأماكن التي ذكرت في الكتاب المقدس".

وروج منظمو المهرجان لفيديوات للمشعوذ جوشوا تظهره كنبي يشفي المرضى وتحدث البعض عن أنه قادر على إحياء الموتى.

مهرجان دولي وحال طوارئ

تتعامل الشرطة الإسرائيلية مع المهرجان كواحد من أهم وأبرز المهرجانات الدولية التي تقام في الناصرة، وأعلنت حالة طوارئ يومي الأحد والاثنين المقبلين، خلال عقد المهرجان. ويستعد آلاف رجال الشرطة وحرس الحدود لتأمينه، وستغلق شوارع مركزية في المدينة كما ستنظم نقليات خاصة إلى جبل القفزة، الذي يقع في مكان مرتفع يطل على المدينة وأماكنها المقدسة من كنائس وجوامع.

من جهة أخرى، تستعد الأحزاب وجهات ناشطة في المدينة لإقامة تظاهرات احتجاجية في محاولة لمنع دخول المشاركين، ومتوقع وقوع أعمال احتجاج ربما تصل إلى صدامات مع منظمي المهرجان والشرطة.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي