Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الحمى الدماغية تحصد أرواح أكثر من 100 طفل في ولاية بيهار الهندية

تقلّ أعمار غالبية الضحايا عن 10 سنوات والمستشفيات تكتظّ بالمصابين

في واحدة من أفقر ولايات الهند، خرجت الثلاثاء 18 يونيو (حزيران) تظاهرة غاضبة على أثر وفاة أكثر من 100 طفل بحمى دماغية لم تعرف أسبابها، وقد تكون مرتبطة بتناول فاكهة الليتشي الاستوائية.

وسجّل في شهر يونيو الحالي، في منطقة مظفر بور في ولاية بيهار شرق الهند، وفاة 113 طفلاً، تقلّ أعمار معظمهم عن 10 سنوات، مع توقّعات بارتفاع الحصيلة خلال الأيام المقبلة، إذ يعالج عشرات المصابين في عدد من المستشفيات المكتظة.

 

إهمال الحكومة

وتجمّع عشرات الأشخاص الغاضبين أمام مبنى المستشفى الرئيسي في مظفر بور، متّهمين السلطات المحلية بعدم التحرّك بالسرعة الكافية وبالإهمال، وتعرّض وزير الصحة في الولاية منغال باندي لانتقادات شديدة، بعدما سأل الصحافيين، الأحد خلال مؤتمر صحافي للتحدّث عن الأزمة الصحية، عن نتيجة الهند في مباراة كريكت ضد باكستان.

وكتب عضو حزب المؤتمر المعارض رانديم سورجيوالا "يبدو أن وزير الصحة في بيهار منغال باندي قلق على نتيجة الكريكت أكثر من وفاة الأطفال".

ووصفت المعارضة رابري ديفي وفاة الأطفال بالـ "قتل بدم بارد"، مضيفةً في تغريدة "هناك أطفال يموتون بسبب نقص الأدوية والعلاج".

حرارة وشلل وفقدان الوعي

ومن عوارض الحمى الدماغية، التي تنتشر سنوياً خلال أشهر الصيف في المناطق ذاتها منذ عام 1995، تزامناً مع موسم فاكهة الليتشي، الارتفاع الكبير في مستوى سكر الدم والحرارة المرتفعة والشلل، بينما تشمل أسبابها الفيروسات والبكتيريا وسموم أخرى تنقل عبر وسائل مختلفة.

وتروي غاياتري ديفي، لوكالة الصحافة الفرنسية، كيف أدخلت ابنتها البالغة من العمر سنتين إلى المستشفى، وتقول "كانت بوضع جيد جداً. تناولت طعامها وراحت تلعب. من ثمّ اقتربت مني وقالت لي، أمي أريد أن أنام. فأجبتها بألا تنام الآن، لكنها أصرّت. من ثمّ بدت وكأنها تفقد وعيها، ارتفعت حرارتها وبدأ جسدها كله بالارتعاش".

 

البحث عن "ثغرات محتملة"

وباستثناء عام 2014، حين سُجّل رقم قياسي بوفاة 355 طفلاً، تكون حصيلة الوفيات السنوية أقل من 100، وقبل سنوات عدة، خلص باحثون أميركيون إلى أن الحمى الدماغية قد تكون مرتبطة بمادة سامة موجودة في فاكهة الليتشي الاستوائية، وقالوا حينها إنه ينبغي إجراء دراسات إضافية لمعرفة أسباب المرض، المعروف محلياً باسم "شامكي بوكار"، والذي يعدّ قاتلاً في ثلث حالات الإصابة به.

ومع تفاقم الوضع الصحي جراء انتشار هذا المرض، طلبت مفوضية حقوق الإنسان الوطنية من الحكومة الهندية ومن السلطات المحلية، الإبلاغ عن "ثغرات محتملة" في تطبيق برامج التلقيح والتوعية بشأن الحمى الدماغية.

موجة حرّ تحصد عشرات القتلى

تزامناً، شهدت بيهار، التي تضمّ حوالى 100 مليون شخص وتعدّ واحدة من أفقر ولايات الهند، موجة حر في الأسابيع الماضية، وصلت خلالها درجات الحرارة إلى 45 درجة مئوية، وأودت بحياة 78 شخصاً، تفوق أعمار معظمهم الـ 50 سنة.

وتفادياً لسقوط مزيد من الضحايا، منع مسؤولو إقليم غايا، الأكثر تأثراً بالحر، السكان من مغادرة منازلهم لأي عمل غير ضروري، كما حظر العمل في الورش وكل نشاط خارجي بين الساعة 11 قبل الظهر والرابعة من بعد الظهر.

وتنجم ضربات الشمس عن التعرّض مطولاً لأشعة الشمس، أو عن القيام بجهد بدني وسط حرارة مرتفعة، ويصاب الضحايا بارتفاع في حرارة الجسم والغثيان والتقيؤ.

 

المزيد من دوليات