Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أكثر من 70 مليون حالة... رقم قياسي لأعداد اللاجئين والنازحين عام 2018

تتحمّل الدول النامية لا الغربية العبء الأكبر لهذه الأزمة العالمية

أعلنت الأمم المتحدة تسجيل رقم قياسي لأعداد النازحين واللاجئين في العالم خلال عام 2018، مع أكثر من 70 مليون لاجئ أو مهاجر، ليبقى هذا الرقم أقل فعلياً من العدد الحقيقي للنازحين من ديارهم أو طالبي اللجوء.

وقالت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، في تقريرها السنوي حول اللاجئين بعنوان "الاتجاهات العالمية"، إن نصف من أُرغموا على النزوح أو اللجوء في العالم هم من الأطفال، وإن الرقم الإجمالي المسجل في عام 2018 هو أعلى رقم خلال نحو 70 عاماً.

رقم "متحفظ"

ووصف تقرير المفوضية عدد 70.8 مليون لاجئ أو نازح بالرقم "المتحفّظ"، لأن الأشخاص الذين فروا من الأزمة الخانقة في فنزويلا لم يُحصوا بالكامل، وتقدّر المنظمة عددهم منذ مطلع عام 2016 بحوالى 3.3 مليون شخص.

وأوضح رئيس المفوضية فيليبو غراندي للصحافيين في جنيف، أن العدد 70.8 مليون شخص يشمل فقط الفنزويليين الذين تقدموا رسمياً بطلب لجوء، ويبلغ عددهم حوالى نصف مليون شخص، إذ لا يحتاج هؤلاء في معظم الدول إلى تأشيرة دخول أو تقديم طلب لجوء.

وقالت الأمم المتحدة إن الدول النامية، لا الدول الغربية، هي التي تتحمل العبء الأكبر لأزمة اللاجئين العالمية، فتستضيف معظمهم.

 

إثيوبيا وفنزويلا... أعداد متزايدة

وبينما بلغ في نهاية عام 2017 عدد الذين أُجبروا على النزوح من ديارهم، بسبب العنف أو الاضطهاد، 68.5 مليون شخص، نسبت المفوضية تزايد العدد خلال عام 2018 إلى استمرار النزوح في إثيوبيا بسبب النزاعات العرقية، وفي فنزويلا حيث يفرّ الآلاف كل يوم وسط انهيار اقتصادي تسبب في نقص المواد الغذائية والدواء.

وذكر التقرير أن الفنزويليين الذين يلجأون بشكل أساسي إلى كولومبيا وبيرو والإكوادور، شكلوا ثاني أكبر موجة لجوء في العام الماضي بعد السوريين الفارين إلى تركيا. وأوضح أن أكثر من ثلثي اللاجئين في العالم يأتون من خمس دول، هي سوريا وأفغانستان وجنوب السودان وميانمار والصومال.

تضاعف العدد في 20 عاماً

وفي السنوات العشرين الأخيرة، ازداد عدد النازحين في العالم بمقدار الضعف، ليتخطى حالياً عدد سكان تايلاند، وبحسب غراندي، يواصل هذا التوجّه "مساره الخاطئ".

وأحصى تقرير المفوضية 41.3 مليون نازح و25.9 مليون لاجئ و3.5 مليون طالب لجوء، وهم الذين ينتظرون البت في طلب حصولهم رسمياً على وضع لاجئ بحاجة للحماية، علماً أن النازح هو من يضطر إلى نقل مكان سكنه داخل بلده، فيما اللاجئ بحسب منظمة العفو الدولية هو الذي يفرّ من بلده الأم ولا يستطيع العودة إليه، أو لا يعود بسبب النزاع أو خشية تعرضه للاضطهاد.

 

الحلول المفقودة

أمّا الدولتان اللتان سجّلتا أكبر عدد من النازحين، فهما سوريا التي ترزح تحت نزاع منذ عام 2011، وكولومبيا التي تعصف بها أعمال عنف منذ عقود. وشملت مجموعة اللاجئين، وفق التقرير، 5.5 مليون فلسطيني يقيمون في عدد من الدول، خصوصاً في لبنان والأردن.

وأكّد غراندي أن الحل الأفضل للاجئ هو العودة إلى دياره عند هدوء الوضع فيها، لافتاً في الوقت ذاته إلى أن 20 في المئة من اللاجئين يقيمون في المنفى منذ أكثر من عقدين. وأضاف "نكاد نصبح غير قادرين على صنع السلام... صحيح هناك نزاعات جديدة وأوضاع جديدة تنتج لاجئين... لكن النزاعات القديمة لا يجري حلها"، سائلاً عن آخر نزاع سُوّي أمره.

تنويه بالجهود الألمانية

وفي ما يتعلّق بالهجرة الجماعية، قالت المفوضية إنه يمكن إدارتها والتصدي لأخطارها، خصوصاً من جانب دول غنية. وفي هذا الإطار، أشاد غراندي بألمانيا لاستقبالها عدداً كبيراً من المهاجرين، ولجهودها في "إزالة الغموض" عن الفكرة القائلة إن الهجرة لا يمكن ضبطها "حتى عندما تكون الأرقام كبيرة جداً".

وقال غراندي في جنيف قبيل إصدار تقرير المفوضية، "عادة لا أحب أن أشيد وأنتقد، لكن أعتقد أن هذه هي الحالة، أود أن أشيد بألمانيا لما فعلته".

ونوّه رئيس المفوضية بالـ "الثمن الباهظ" الذي دفعته المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل سياسياً لانفتاحها على الهجرة، مضيفاً أن ذلك أضفى على أفعالها "جرأة أكبر".

 

الولايات المتحدة... أكبر متلقية لطلبات اللجوء

أمّا الولايات المتحدة، فأتت على رأس الدول المستقبلة لطلبات اللجوء في عام 2018، مع 254300 طلب لجوء، غير أن غراندي قال إن لدى واشنطن عدداً هائلاً متراكماً من الحالات التي يتعين البت فيها، بلغ قرابة 800 ألف حالة، وإن المفوضية تساعد المكسيك أيضاً في تدعيم قدراتها على التعامل من طلبات اللجوء.

ورداً على مساعي الرئيس الأميركي دونالد ترمب لتقليص الهجرة غير المشروعة على امتداد الحدود مع المكسيك قال غراندي، إنه من حق مواطني أميركا الوسطى الواصلين إلى الولايات المتحدة، هرباً من العنف أو الاضطهاد في غواتيمالا وهندوراس والسلفادور، التقدّم بطلبات لجوء.

وأضاف أنه على الإدارة الأميركية إتاحة فرصة عادلة لهؤلاء لعرض حالاتهم، إضافة إلى عدم فصل الأبناء عن الآباء. وأعرب عن استعداد المفوضية لمساعدة السلطات الأميركية في التعامل مع هذا التحدي.

المزيد من دوليات