Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مع احتدام المنافسة في السباق الرئاسي الأميركي... ترمب وبايدن يتبادلان الإهانات

استطلاعات الرأي تتنبأ بفوز نائب رئيس الجمهورية السابق على الرئيس بفارق 13 نقطة

جو بايدن المرشح الديمقراطي الى السباق الرئاسي الاميركي (أ.ب.)

تبادل دونالد ترمب وجو بايدن، المنافس الذي يُفترض أن يهزمه في انتخابات عام 2020 حسب استطلاعات الرأي، عبارات السخرية ، في ولاية آيوا الحاسمة، على نحو بدا معه أحياناً الرجلان اللذان تجاوز كل منهما عامه السبعين ، وكأنهما مراهقان مهووسان.

فقبل مغادرته البيت الأبيض للتحدث في حفل عشاء نظمه الجمهوريون بمدينة "ويست دي مُويْن" في ولاية آيوا، أعتبر الرئيس أن بايدن لايتمتع بصحة عقلية جيدة، قائلاً للصحافيين "أنا أحب التنافس ضد أشخاص ضعفاء، عقليا.. أظن أن جو هو الأضعف هنا".

و في الطريق إلى الولاية،  انتهز ترمب فرصة توقفه لزيارة مصنع للايثانول في بلدة "كاوْنسِل بلَفْس" ليهزأ مرة أخرى من منافسه، ويصفه بـ"الخامل" كما اشار إلى أنه قد أورد في كلمة له اسم ترمب 76 مرة. وأضاف إن بايدن "كرر اسمي مرات كثيرة إلى الحد الذي لم يستطع الناس تحمله أكثر".

وفي المقابل، استغل بايدن، توقفه في محطات عدة قبل أن يلقي خطابه الرئيس تماما في الوقت الذي كان ترمب يتحدث فيه، ليشنّ سلسلة من الهجمات ضد خصمه، معتبراً فيها أن الرئيس يشكل "تهديدا وجوديا لأميركا".

وبالفعل ذكر بايدن اسم الرئيس مرات عدة أمام تجمع حاشد بمدينة ديفنبورت، الواقعة في شرق الولاية والمجاورة لنهر المسيسيبي، فيما كان ترمب يهاجمه من على بعد 180 ميلاً.

وقال بايدن "تعلمون أن دونالد ترمب وأنا موجودان في آيوا. ولم يكن ذلك مخططا له، لكني آمل أن يكون وجود ترمب هنا مناسبة لتسليط الضوء على الحقائق ، فمزارعو أميركا سُحقوا بحرب الرسوم الجمركية التي اشعلها مع الصين. وليس هناك من يعرف هذا الأمر أفضل من أهالي آيوا".

و أضاف "دونالد  هذا ليس عنك. إنه عن أميركا".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

إلى ذلك، أفادت استطلاعات الرأي الأخيرة التي أجراها مركز "كويني بياك" بأن بايدن، 76 سنة، سيهزم ترمب، 72 سنة، بفارق كبير يصل إلى 13 نقطة. كما أظهرت الاستطلاعات أن المرشحين الديمقراطيين الآخرين، بيرني ساندرز، وإليزابيث وارن، وكامالا هاريس، وكوري بوكر، وبِيت بوتيجيغ  سيتغلبون  هم أيضاً على الرئيس.

من جانب آخر، تكشف تصريحات ترمب أن فريق حملته الانتخابية يعتبر بايدن المنافس الذي يشّكل التهديد الأكبر له، وهذا ما جعل الرئيس يطلق عليه ألقابا عديدة لإهانته، مثلما فعل مع المنافسين الجمهوريين خلال الانتخابات الأولية، ثم مع هيلاري كلينتون عند اختيارها مرشحة للحزب الديمقراطي.

وفي هذا السياق قال الرئيس الأميركي "كل حملته هي لضرب ترمب. حين يذكر اسمي مرات كثيرة إلى هذا الحد، فأنا أفترض أنه يجب أن يُثنى علي".

وعلى الرغم من تقدمه على المرشحين الديمقراطيين الآخرين، يتوجب على بايدن أن يبذل المزيد من الجهد كي يفوز بترشيح الحزب الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية المقبلة. وإذ تعطيه آخر استطلاعات الرأي 24 نقطة في آيوا ما يضعه في صدارة  المرشحين، فإن الفارق بينه وبين منافسيه الديمقراطيين الآخرين بدأ يتقلص.

وبينما حرص بايدن على أن تُركّز حملته عملها على الاستعداد لمواجهة محتملة مع ترمب، فهو لم يستطع  تجنب المطبات التي تواجه المتنافس في الانتخابات الأولية لاختيار المرشح الديمقراطي، التي يشارك فيها أشخاص يختلفون عن بعضهم البعض اختلافاً غير مسبوق في الانتخابات الرئاسية الاميركية،  وذلك من حيث السن، ووجهات النظر والخلفيات.

وقد تعثر بايدن الأسبوع الماضي في سياق حديثه عن الإجهاض، إذ قال في البداية إنه دعم ما يعرف باسم "تعديل هايد"، وهو تشريع تمت المصادقة عليه عام 1976، وينصّ على منع استخدام أموال بنوك الاحتياط الفيدرالية لتغطية نفقات الإجهاض إلا في حالات محددة. غير أنه سرعان ما قام باستدارة كاملة ليتخذ الموقف المعاكس في محاولة لتهدئة منظمات نسائية وتقدميين احتجوا بشدة على تأييده للتشريع الآنف الذكر. لكن العودة عن "الخطأ" لم تنقذه تماماً، فقد رأى كثيرون في تلك الحادثة دليلاً على أن وجهات نظر بايدن في واد، والتفكير السائد في الحزب الديمقراطي حالياً في واد آخر.

وفي واقعة من شأنها أن تتيح للمرشح أن يتذوق طعم المواجهات المقبلة، استهدفه منافسوه الديمقراطيون ليل الأحد الماضي من دون أن يذكرو اسمه. فمن ناحيته، قال ساندرز، 77 عاماً، في حفل عشاء بولاية آيوا إن "نفس السياسات القديمة لن تهزم" ترمب.

أما بوتيجيغ، رئيس بلدية ساوث بند، في ولاية إنديانا، فسخر من فكرة عودة الديمقراطيين إلى آراء ترقى إلى تسعينات القرن الماضي. وقال في هذا الصدد  "لن نفوز من خلال اللعب بطريقة آمنة أو إعطاء الوعود بالعودة إلى الوضع الطبيعي".

يُشار إلى أن الانتخابات الأولية لاختيار المرشح الديمقراطي المقرر إجراؤها في ولاية آيوا يوم 3 فبراير (شباط) المقبل، تمثل الفرصة الأولى لابناء الولايات المتحدة جميعاً للغدلاء باصواتهم، علماً أن هذه الولاية كانت المكان الذي انطلق منه بعض المرشحين إلى البيت الأبيض، فيما خرج فيه مرشحون آخرون من سباق الانتخابات الرئاسية. ففي دورتي 2008 و2012 كانت آيوا الولاية الأولى التي فاز باراك أوباما فيها بالترشيح الديمقراطي للانتخابات الرئاسية، بينما كانت ايضاً المكان الذي فاز ترمب فيه عام 2016.

وفي مدينة "ويست دي موين" ذكر ترمب إنه مسرور لعودته إلى الولاية.  وقال "إنه لأمر رائع العودة إلى قلب أميركا، نحن فزنا هنا بفارق كبير".

أما بايدن الذي بدا مسترخيا ببشرة برونزية، وسترة كحلية، فقد تناول أهمية القطاع الزراعي في الولاية. وقال مخاطباً الجمهور "كم مزارعاً في عموم هذه الولاية يتوجب عليهم مواجهة احتمال فقدان عملهم، أو فقدان أرضهم بسبب رسوم ترمب الجمركية". وأضاف "كم شخصا يجب أن يبقوا محدقين في السقف ليلا متسائلين كيف سيتمكنون من تدبير أمورهم".

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات