Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

البوح بسرية... تطبيق ينقذ نساء غزة من العنف الأسري

يتيح للضحايا الإبلاغ عن معاناتهن من دون كشف هوياتهن بعيداً من قيود المجتمع

في عام 2019 تعرضت 41 في المئة من النساء في غزة للعنف الأسري وفق مكتب الإحصاء الفلسطيني (أ ف ب)

يتيح تطبيق على الهواتف المحمولة في قطاع غزة الفلسطيني، لأعداد متزايدة من النساء من ضحايا العنف الأسري، طلب المساعدة مع تجنب الوصمة والأعمال الانتقامية التي تمنع كثيرات من الذهاب إلى السلطات مباشرة، فالتطبيق يسمح لهن بالإبلاغ عن العنف من دون كشف هوياتهن.

والتطبيق المسمى "مساحاتنا"، من تصميم مهندسة الكمبيوتر الفلسطينية آلاء هتهت، التي رأت أن هناك حاجة إلى وسيلة لطلب المشورة بأمان في مجتمع تؤدي الضغوط العائلية فيه إلى إخفاء كثير من العنف المنزلي بعيداً من الأنظار.

وقالت آلاء هتهت لوكالة "رويترز"، إن الخصوصية كانت مهمة جداً لأن الخوف سبب رئيس في عدم تواصل السيدات مع مراكز رعاية وعدم التوجه إليها.

ويسمح التطبيق للنساء بالتسجيل في الخدمة من دون ذكر أسمائهن أو ترك أثر لتواصلهن مع مراكز الرعاية على هواتفهن الخاصة. وتقول آلاء، "لو مسك أحد هاتفها لا يعرف أنها تواصلت" مع المركز.

وتفيد السجلات الفلسطينية بأن قطاع غزة، الذي تديره حركة "حماس"، يقطنه نحو 2.3 مليون نسمة نصفهم تقريباً من النساء.

وفي عام 2019، قال مكتب الإحصاء الفلسطيني، إن 41 في المئة من النساء في غزة تعرضن للعنف الأسري. وتقول جماعات نسائية إن المشكلة تفاقمت خلال عمليات الإغلاق بسبب جائحة كورونا، كما هو الحال في عديد من البلدان الأخرى.

تجربة حية

وقالت امرأة من غزة تبلغ من العمر 28 سنة تعرضت لعنف أسري، طلبت عدم نشر اسمها، "كان عنفاً أسرياً من قبل الزوج وأهله، امتد لسنوات طويلة وكان عنفاً لفظياً وجسدياً كبيراً تعرضت له".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي أعقاب طلاقها قبل عامين، قالت إنها واجهت تهديدات من زوجها السابق وعائلته بأخذ ابنها البالغ من العمر سبع سنوات.

وقالت سيدة رفضت الإفصاح عن اسمها تعرضت للعنف المنزلي، "الذي منعني من استخدام التطبيق هي العادات والتقاليد التي كانت تخيفنا، ولدينا خوف في قلوبنا من أنه خطأ أن نحكي، أن نتكلم، أن نخرج أي سر من أسرار البيوت، هكذا يعتبرون أن العنف المتسلط علينا سر لا ينبغي أن يبوح به أحد، لكنني تجرأت وحملت التطبيق وتواصلت مع إحدى المؤسسات وأوصلوني للمختصات عن طريق الرقم المباشر واستطاعت الوصول إليَّ لأنني لم أكن قادرة على التوجه إليها. عرضت مشكلتي والعنف الذي عانيته، وبالفعل تم حل الأمر ليس بشكل نهائي وإنما جزء كبير منه".

وأضافت، "لا أستطيع التكلم، لا أستطيع التكلم مع أهلي، لكن رويداً رويداً من خلال الجلسات استطعت أن أحاول التأقلم مع هذه الأفكار من خلال محاولة إيجاد حلول لها".

مساحة آمنة وسهلة

وقالت سلمى السويركي، من مركز شؤون المرأة، "تطبيق (مساحاتنا) أعطى فعلاً مساحة للمرأة لتستطيع بكل سرية من دون أن تصدر صوتاً أن تتواصل معنا أو تكتب رسالة خلاص وتغلق هاتفها".

وتقول خلود السوالمة، مديرة المشاريع في مركز الإعلام الاجتماعي، إن 355 امرأة حملت التطبيق، وتواصلت 160 امرأة مع مراكز المساعدة التي تقدم دعماً نفسياً وقانونياً.

وأضافت خلود، "تطبيق (مساحاتنا) يوفر فعلاً مساحة آمنة سهلة وسريعة لكل السيدات والفتيات الضحايا والناجيات من العنف المبني على النوع الاجتماعي، لأنهن يصلن لمزودي خدمات مختلفة أو متعددة القطاعات".

وفي الشهر الماضي، قضت محكمة في غزة بإعدام رجل ضرب زوجته حتى الموت، لكن الجماعات النسائية تقول إن هناك حاجة إلى مزيد من العمل لوقف العنف الأسري في القطاع، إذ يقلن إن بعض النساء اللاتي يبلغن عن الانتهاكات في بعض الأحيان يتم توجيههن إلى زعماء القبائل لحل المشكلة.

ويقول محامون إنه في بعض الحالات التي تتوفى فيها نساء بسبب الاعتداءات، قد يحاول بعض الرجال الإفلات من العقوبة القاسية باتهام شريكاتهن بالزنى أو بمعاناتهن من مشكلات عقلية غير حقيقية.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير