Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كيف بدا بروز السعودية في منتدى دافوس؟

العالم يراهن على موقف الرياض لاستعادة التوازن

وزراء سعوديون خلال مشاركتهم في جلسة نقاش في دافوس (أ ب)

في خضم التغطيات المتنوعة لاجتماع نخبة العالم المالية والاقتصادية في منتجع دافوس السويسري هذا الأسبوع، تركز اهتمام خاص على أهمية دور السعودية المتنامي على الساحة العالمية.
ويعود المنتدى الاقتصادي العالمي هذا العام لاجتماعاته السنوية للمرة الأولى، منذ ما قبل تفشي وباء كورونا، حيث لم يعقد المنتدى لمدة عامين. وكان موعده قبل ذلك في مطلع العام، حيث البرد والثلوج تغطي مدينة دافوس، أما هذه المرة فيعقد في نهاية الربيع حيث الطقس والأجواء العامة مختلفة أيضاً.

وسلط تقرير تحليلي لوكالة "رويترز" للأنباء، الضوء على اختلاف منتدى دافوس هذا العام عن اجتماعاته في مرحلة ما قبل وباء كورونا، وذلك بسبب التحديات التي تواجه العالم بسبب استمرار تبعات أزمة الوباء والحرب في أوكرانيا والعقوبات على روسيا وما يصحبها من ارتفاع في الأسعار ومعدلات التضخم حول العالم وتراجع التوقعات بالنسبة للنمو الاقتصادي العالمي.
لكن وسط كل ذلك، بدا وجود السعودية في دافوس واضحاً، ليس فقط من خلال "منافذ القهوة العربية العديدة في أروقة المؤتمر، والتي يحمل أحدها اسم ولي العهد الأمير محمد بن سلمان"، وإنما لاهتمام المشاركين بالتحول الجاري في السعودية والذي يعبر عنها وجودها الدولي. ويشير تقرير "رويترز" إلى أن "الحرب في أوكرانيا زادت من أهمية السعودية دولياً بما يوفر لها فرصة لإعادة التموضع سياسياً".

نمو اقتصادي

وفي وقت يواجه فيه العالم الغربي تباطؤاً شديداً في النمو الاقتصادي، بل ويتوقع دخول اقتصاد بعض الدول في الركود، يتوقع أن ينمو الناتج المحلي الإجمالي السعودي بنسبة 8 في المئة هذا العام بحسب تقديرات صندوق النقد الدولي. ربما يعود ذلك إلى النمو الكبير في قطاع الطاقة السعودي في الربع الأول بنسبة أكثر من 20 في المئة، بحسب بيانات شركة "فوكاس إيكونوميكس". ويشير تقرير "رويترز" إلى تصريحات رئيس عملاق الطاقة السعودي، شركة "أرامكو"، أمين الناصر، الذي قال إن الشركة تخطط لاستثمار ما يصل إلى 50 مليار دولار في مشروعات الطاقة طويلة الأمد.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

"ذلك في الوقت الذي يواجه فيه منتجو النفط والغاز في الولايات المتحدة تقييداً من إدارة أميركية لا تساعد في تسهيل أعمالهم"، وفق التقرير. ولا يقتصر الأمر على إجراءات الحكومة الأميركية، بل هناك أيضاً الفارق الكبير في تكلفة إنتاج النفط والغاز في الولايات المتحدة والسعودية.
واعترف الممثل الرئاسي الأميركي لشؤون المناخ جون كيري في كلمته أمام منتدى دافوس، الثلاثاء الماضي، بالحاجة إلى النفط والغاز لكنه حذر من التركيز على الاستثمار فيهما فقط.


ويشير تقرير "رويترز" إلى أن السعودية باعتبارها تقود منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) وتملك أكبر سعة طاقة إنتاج غير مستغلة فإنها الأكثر قدرة على التحكم بالعرض العالمي لسلعة يحتاج إليها العالم بشدة للتخفيف من تأثير الحرب في أوكرانيا.
ويستعرض التقرير التحولات التي تحدث في السعودية نحو الإصلاح والتغيير، من تغيير للقوانين وتحديثها ومنها قوانين تتعلق بحقوق المرأة، وأيضاً تطويرها للقطاع السياحي، وذلك في فترة قصيرة، حيث إنه "لم يكد يمضي وقت طويل على انتقاد قادة عالميين للبلد بسبب مقتل صحافي".

في سياق متصل، أشار الملياردير الأميركي جورج سوروس، في المناسبة التقليدية التي يعقدها في منتدى دافوس، إلى أن ما سماها "المجتمعات المغلقة" في حالة صعود، بينما ما وصفها "المجتمعات المفتوحة" تتراجع. وأضاف الملياردير الشهير أن "الصين وروسيا تمثلان التهديد الأكبر للمجتمعات المفتوحة حالياً"، وأنه "قبل عدة سنوات كان من الممكن إضافة السعودية إلى تلك المجموعة أيضاً". ويخلص تقرير "رويترز" إلى الإشارة إلى أنه في ظل اتجاه العالم نحو الانقسام أكثر، يزداد الضغط على السعودية كي تتخلى عن الحياد وتتخذ موقفاً مع هذا الجانب أو ذاك، "ويعتمد استقرار العالم جزئياً على الجانب الذي ستميل إليه السعودية في تغيرها".