Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تحالف "كواد" في تحذير ضمني للصين: نرفض أي تغيير بالقوة للوضع القائم

محادثات بين الرئيس الأميركي ورئيس الوزراء الهندي تسفر عن "نتائج ملموسة" على الرغم من التباين حول حرب أوكرانيا

حذر قادة اليابان والهند وأستراليا والولايات المتحدة، الثلاثاء 24 مايو (أيار)، من محاولات لـ"تغيير الوضع القائم بالقوة" في المنطقة، بينما يتزايد القلق إزاء احتمال أن تسعى الصين لغزو تايوان التي تتمتع بحكم ذاتي.

وتجنب بيان مشترك للتحالف الرباعي للحوار الأمني (كواد)، الإشارة بشكل مباشر لتصاعد النفوذ العسكري للصين في المنطقة، لكنه لم يدع مجالاً للشك حول مكامن قلقه.

وأشار البيان الذي اختيرت عباراته بحذر، إلى النزاع في أوكرانيا، لكن من دون التعبير عن موقف مشترك إزاء الهجوم الروسي الذي امتنعت الهند عن إدانته بشكل واضح.

غير أن الأعضاء الآخرين في "كواد" لم يخفوا موقفهم إزاء الحاجة لرد قوي على الحرب الروسية، من شأنه أن يوجه رسالة تردع دولاً أخرى ومنها الصين.

الوضع القائم

وقال رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا، "فيما يهز الغزو الروسي لأوكرانيا المبادئ الأساسية للنظام العالمي، أكدنا أن أي محاولات أحادية لتغيير الوضع القائم بالقوة لن يتم التهاون معها في أي مكان، وخصوصاً في منطقة المحيط الهندي الهادي"، مستخدماً تسمية أخرى لمنطقة آسيا-المحيط الهادي.

ولم يأت بيان المجموعة على ذكر روسيا أو الصين، لكنه أورد عدداً من الأنشطة التي كثيراً ما تتهم الصين بالقيام بها في المنطقة.

وقالوا في البيان، "نعارض بشدة أي تحركات قسرية أو استفزازية أو أحادية تسعى لتغيير الوضع القائم وتفاقم التوترات في المنطقة مثل عسكرة مواقع متنازع عليها والاستخدام الخطير لسفن خفر السواحل والميليشيات البحرية والجهود المبذولة لتعطيل أنشطة استغلال الموارد البحرية للدول الأخرى".

وتسعى الدول الأربع لتعزيز تحالفها ليكون ثقلاً موازياً أمام النفوذ العسكري والاقتصادي المتزايد للصين، على الرغم من الاختلافات.

وكشف القادة عن خطط لاستثمار 50 مليار دولار على الأقل في مشاريع بنى تحتية إقليمية خلال السنوات الخمس المقبلة، وعن مبادرة للمراقبة البحرية تسعى، كما يعتقد، لتعزيز مراقبة الأنشطة الصينية.

تترافق تلك الخطوات مع تصاعد القلق إزاء مساعي الصين لبناء علاقات مع دول في منطقة المحيط الهادي، ومنها جزر سليمان، التي وقعت معاهدة أمنية مع بكين الشهر الماضي.

وسيزور وزير الخارجية الصيني جزر سليمان هذا الأسبوع، وتشير تقارير إلى احتمال توقفه في دول أخرى في المحيط الهادي مثل فانواتو وساموا وتونغا وكيريباتي.

وإقراراً بتلك المخاوف، حض كيشيدا في وقت سابق أعضاء تحالف "كواد" على "الإصغاء بانتباه" لجيرانهم الإقليميين ومنها جزر المحيط الهادي. وقال، "من دون العمل جنباً إلى جنب مع دول في المنطقة، لا يمكن لكواد أن ينجح".

وقال رئيس وزراء أستراليا الجديد أنتوني ألبانيزي، إن على التكتل "الدفع بقيمنا المشتركة في المنطقة في وقت تسعى الصين بوضوح لفرض مزيد من النفوذ".

قضية تايوان

وجاء اجتماع "كواد" غداة إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن استعداد واشنطن للتدخل عسكرياً للدفاع عن تايوان أمام أي هجوم صيني، مثيراً الدهشة والتوتر في المنطقة.

وشدد الثلاثاء، على أن تصريحاته لا تعني تغيراً في سياسات واشنطن القائمة على "الغموض الاستراتيجي" في ما يتعلق باحتمالات ردها على غزو من جانب الصين، ما استدعى رداً غاضباً من بكين.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

واتهم المتحدث باسم وزير الخارجية الصيني وانغ وينبين، واشنطن "بالتلاعب بالألفاظ" في ما يتعلق بتايوان. وقال، "إذا استمرت (الولايات المتحدة) في السير في الطريق الخطأ، فلن يتسبب ذلك فقط في عواقب لا يمكن إصلاحها على العلاقات الأميركية الصينية، ولكن في نهاية المطاف ستتكبد الولايات المتحدة تكلفة باهظة".

ويتصاعد القلق الإقليمي إزاء الأنشطة العسكرية الصينية، ومنها طلعات طائرات ومناورات بحرية وتعديات سفن صيد ينظر إليها كاختبارات للدفاعات الإقليمية والخطوط الحمر.

وقال التحالف، إن برنامجه الجديد للمراقبة البحرية "سيعزز الاستقرار والازدهار في بحارنا ومحيطاتنا"، متجنباً مرة أخرى ذكر بكين بالتحديد، مع الإشارة إلى الصيد غير القانوني الذي كثيراً ما تتهم به الصين.

وإذا كان بايدن حريصاً على تجنب اعتبار تصريحاته الثلاثاء تحولاً في السياسات، لم يدع مجالاً للشك حيال القضايا التي تركز عليها "كواد". وقال لدى بدء قمة "كواد"، "المسألة تتعلق بديمقراطيات مقابل أنظمة استبدادية، وينبغي أن نحرص على الالتزام بذلك".

وأكد أن استراتيجية الولايات المتحدة تؤيد "منطقة (محيط) هندي هادي حرة ومفتوحة ومتصلة وآمنة ومقاومة. الهجوم الروسي على أوكرانيا يزيد أهمية تلك الأهداف".

"نتائج ملموسة" في اجتماع بايدن ومودي

في غضون ذلك، قالت الهند إن رئيس وزرائها ناريندرا مودي والرئيس الأميركي توصلا إلى "نتائج ملموسة" الثلاثاء، في محادثات لتعزيز العلاقات التجارية والتكنولوجية والدفاعية بين البلدين، على الرغم من التباين بشأن الهجوم الروسي على أوكرانيا.

وقال أريندام باجشي، المتحدث باسم وزارة الخارجية الهندية، على "تويتر"، "ناقشا سبل تعزيز التعاون في التجارة والاستثمار والتكنولوجيا والدفاع والعلاقات بين شعبي البلدين". وأضاف، "اختتمت (المحادثات) بنتائج ملموسة تضيف إلى عمق وزخم الشراكة الثنائية".

وذكر البيت الأبيض في بيان، أن بايدن ندد بالهجوم الروسي على أوكرانيا خلال اجتماعه مع مودي، لكن لم يرد أن رئيس الوزراء الهندي فعل المثل. ووافق مودي على تقديم مساعدات إنسانية إلى أوكرانيا.

وظلت روسيا أكبر مورد للأسلحة إلى الهند على مدى عقود، وتشعر نيودلهي بقلق من تنامي العلاقات بين روسيا والصين التي يوجد بينها وبين الهند خلافات حادة على الحدود. ودعت الهند إلى إنهاء العنف في أوكرانيا.

وعرضت الولايات المتحدة بيع مزيد من العتاد العسكري والنفط إلى الهند في محاولة لإبعادها عن روسيا.

وقال البيت الأبيض، إن الهند ستنضم إلى القوات العسكرية المشتركة التي تدعمها الولايات المتحدة في البحرين كعضو منتسب. وتشمل هذه الشراكة البحرية 34 دولة عضواً من أنحاء العالم، ليس من ضمنها الصين.

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات