بعد أربع جلسات من الارتفاع، تراجعت أسعار النفط خلال أولى تداولات اليوم، متخلية عن مكاسبها مع جني المستثمرين الأرباح، لكن مخاوف تلوح في الأفق حول المعروض في الأسواق العالمية، مع استعداد الاتحاد الأوروبي لفرض حظر على الخام الروسي، وأيضاً مع زيادة محدودة في إنتاج "أوبك".
وبحلول الساعة 12:10 ظهراً بتوقيت "غرينتش" تراجعت العقود الآجلة لخام "برنت" بنحو 1.26 دولار أو 1.1 في المئة لتصل إلى 110.29 دولار للبرميل، مرتدة من أعلى مستوى لها منذ التاسع من مايو (أيار) الحالي.
كما انخفضت العقود الآجلة لخام "غرب تكساس الوسيط" الأميركي بنحو 1.1 دولار، أو واحد في المئة، إلى 109.40 دولار للبرميل، متراجعة من أعلى مستوى لها منذ الـ 28 من مارس (آذار) الماضي خلال الجلسة السابقة.
ويأتي تراجع أسعار النفط مع فرض موسكو الأسبوع الماضي عقوبات على عدد من شركات الطاقة في أوروبا، الأمر الذي أدى إلى تزايد المخاوف في شأن المعروض.
وارتفع الخامان القياسيان بنحو 4 أربعة في المئة يوم الجمعة الماضي، ولكن خام "برنت" سجل خسائر أسبوعية طفيفة بنحو 0.7 في المئة، في حين ارتفع خام "غرب تكساس الوسيط" بنحو 0.6 في المئة خلال الأسبوع الماضي، إذ عوضت مخاوف التضخم وإغلاق الصين المتعلق بكورونا القلق من تضاؤل إمدادات الوقود الروسي.
حظر النفط الروسي
وينصب اهتمام المتعاملين في الأسواق النفطية حالياً على التهديد الذي تتعرض له الإمدادات، إذ يحاول الاتحاد الأوروبي الموافقة على حظر النفط الروسي، ويجتمع وزراء خارجية الاتحاد في بروكسل، الإثنين، لمناقشة الجولة التالية من العقوبات، فيما طرح دبلوماسيون فكرة تأجيل حظر مقترح على واردات موسكو النفطية بعد اعتراضات من المجر.
وتخطط ألمانيا لوقف استيراد النفط الروسي بحلول نهاية العام حتى لو فشل الاتحاد الأوروبي في الاتفاق على إجراء منسق، وفقاً لمسؤولين حكوميين.
ونقلت وكالة "رويترز" عن أربعة دبلوماسيين قولهم إن الاتحاد الأوروبي لا يزال يهدف إلى الاتفاق على حظر تدريجي للنفط الروسي هذا الشهر، على الرغم من مخاوف الإمدادات في أوروبا الشرقية، رافضين التأجيل أو التخفيف من المقترحات.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال كبير المحللين في شركة "فوجيتومي" للأوراق المالية كازوهيكو سايتو، إنه "من المتوقع أن تحقق أسواق النفط مكاسب هذا الأسبوع، إذ سيؤدي حظر وشيك من قبل الاتحاد الأوروبي للنفط الروسي إلى تفاقم قلة المعروض العالمي من الخام والوقود"، بحسب "رويترز".
وكان تحالف "أوبك +" الذي يضم منظمة البلدان المصدرة للنفط "أوبك" وحلفاءها بما في ذلك روسيا، قد قلل من تنفيذ الخطط المتفق عليها سابقاً لزيادة الإنتاج، بسبب قلة الاستثمار في حقول النفط من جانب بعض أعضاء "أوبك"، وخسائر الإنتاج الروسي أخيراً.
وأظهر أحدث تقرير شهري من "أوبك" أن إنتاجها خلال أبريل الماضي ارتفع بمقدار 153 ألف برميل يومياً إلى 28.65 مليون برميل يومياً، متخلفاً عن الزيادة البالغة 254 ألف برميل يومياً التي تسمح بها "أوبك" بموجب اتفاق "أوبك +".
إغلاقات الصين
وتأثرت أسعار النفط خلال جلسة اليوم أيضاً ببيانات اقتصادية تظهر ضعف اقتصاد الصين خلال الشهر الماضي، نتيجة عمليات الإغلاق للحد من تفشي كورونا.
وتراجع الإنتاج الصناعي ومبيعات التجزئة عبر ثاني أكبر اقتصاد في العالم أكثر من المتوقع خلال أبريل الماضي، ليصل إلى أدنى مستوياته منذ أوائل 2020، كما انخفض الطلب على النفط عن العام السابق بعد أن نفذت الصين قيوداً صارمة لمواجهة تفشي كورونا.
وقال الشريك الإداري في "إس بي آي" لإدارة الأصول ستيفن إينيس لوكالة "بلومبيرغ"، إن البيانات الاقتصادية الواردة من الصين سيئة للغاية، الأمر الذي سيكون له تأثير كبير في سوق النفط، مضيفاً أن تدني السيولة سيؤدي إلى تفاقم التقلبات التي تشهدها السوق.
وأعلن المكتب الوطني الصيني للإحصاء، في بيان، أن "تفشي كورونا في أبريل كان له تأثير كبير في الاقتصاد، لكنه قصير المدى"، مضيفاً أنه "مع التقدم في ضوابط وسياسات كورونا فمن المرجح أن يتعافى الاقتصاد تدريجياً".
وخفضت الصين معدلات الرهن العقاري لمواجهة الانهيار في مبيعات المنازل، وقلصت مصافي النفط عملياتها بسبب ضعف الطلب وعمليات الإغلاق الواسعة نتيجة عودة تفشي كورونا. وتعد الصين أكبر مستورد للنفط في العالم، وتشير إحصاءات اقتصادية إلى احتمال انخفاض استهلاك الطاقة في البلاد.