Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

لغز الاختفاء "المفاجئ" للميثان عن المريخ يحير العلماء

"المريخ يستمر في إرباكنا"

عثرت سيّارات روبوتيّة جالت المريخ وأكّدت وجود غاز الميثان فكيف اختفى؟ (موقع وكالة "ناسا")

يبدو أن الميثان على سطح المريخ قد اختفى، تاركًا العلماء الذين كانوا يرغبون في دراسته، في حيرة وارتباك.

في الواقع، كان الباحثون يأملون في أن يتمكّن مسبار الفضاء المُسمّى "متتبع آثار الغاز" ("تريس غاز أوربيتر" واختصاراً "تي جي آو" TGO)، الذي يحلّق حاليّاً في مدار فوق المريخ، من العثور على الميثان والتعمّق في دراسته. وفي حال وجود ذلك الغاز، فقد يكون مؤشراً على وجود شكل من أشكال الحياة على الكوكب الأحمر، لأن مصدر الميثان على الأرض هو الكائنات الحيّة، بمعنى أنه ينجم من تفكك المواد العضويّة التي تتكون من الكائنات الحيّة، مثل النباتات. واستطراداً، يسمّى الميثان "غاز المستنقعات" لأنه يتكوّن من تفكك المواد العضويّة المترسبة فيها.

ورُصد الميثان في مناسبات متعددة، سواء على سطح المريخ أو في غلافه الجوي.

وفي هذا الإطار، أعرب الباحثون عن أملهم في أن يتمكّن مسبار "تي جي آو" من تأكيد تلك الملاحظات وإخبارنا مزيداً من المعلومات عنه، عبر استخدام أجهزة الاستشعار الموجودة على متنه التي تخوّله تحسّس وجود الميثان حتى لو كانت مستوياته أقل بـ 100 مرّة مما رُصِدَ في أوقات سابقة. كما يقدر "تي جي آو" على فحص تركيبة الميثان، وتحديد نوع الكربون الذي يحتويه (مع الإشارة إلى أنه يتكون من ذرّة كربون وأربعة ذرّات هيدروجين)، وبالتالي إعطاء فكرة عمّا إذا كان ذلك الغاز قد تكوّن ضمن جيولوجيا المريخ أو تأتّى من كائنات حيّة تحت سطح ذلك الكوكب.

لكنّ مسبار "تي جي آو" لم يجد أثراً للميثان. والعلماء ليسوا متأكدين من كيفيّة اختفائه.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأورد الدكتور مانيش باتل، من "الجامعة المفتوحة" والمسؤول عن أداة التحليل الكيميائي المسمّاة "نوماد" Nomad الموجودة في مسبار "تي جي آو"، أنّ "القياسات التي أجريناها مثيرة للدهشة. فقد اختفى الميثان الذي كشفت عنه سابقاً التلسكوبات الأرضيّة، ومركبة "مارس إكسبرس" Mars Express التابعة لـ"وكالة الفضاء الأوروبيّة" ESA، والسيّارة- الروبوت "كيوريوسيتي" (Curiosity) التابع لوكالة "ناسا".

وأضاف، "يستمر المريخ في إرباكنا. الطريقة الوحيدة التي تجعل هذه النتائج منطقيّة ومتماشية مع الملاحظات السابقة، هي وجود آليّة جديدة في الغلاف الجوي، تزيل الميثان بمعدل أسرع بكثير مما كان متوقعاً... كما هو الحال دائماً، يطرح علينا المريخ لغزاً آخر يتوجّب حلّه".

وقد نُشرت النتائج الجديدة في مجلة "نايتشر"(Nature)  وعُرضت في اجتماع "الاتحاد الأوروبي لعلوم الأرض" في فيينا.

إنّ "الارتفاع" في نسبة الميثان على سطح المريخ الذي اكتشفته السيارة- الروبوت "كيوريوسيتي" في 16 يونيو (حزيران) 2013، قد لوحظ أيضاً في اليوم التالي من قِبل مسبار الفضاء "مارس إكسبرس" التي تحلّق حول المريخ.

وتتبّع العلماء "فقاعة" الميثان إلى منطقة بالقرب من فوهة "غيل" Gale Crater، وهي حفرة قطرها 96 ميلاً هبط فيها مسبار "كيوريوسيتي" في العام 2012، وقد تكون موقعاً لبحيرة قديمة.

وكتبوا في مجلة "نايتشر جيوساينس" Nature Geoscience في وقت سابق من هذا الشهر، أنّه من المرجح أن يكون الميثان قد تسرّب من شقوق في جليد متراكم على سطح المريخ.

وترك هذا الاكتشاف السؤال مفتوحاً عمّا إذا إذا كان الغاز ناتجاً من عمليات جيولوجيّة أو بيولوجيّة.

ومع التثبّت من أنّ الميثان ينبثق من سطح المريخ في موقع واحد على الأقل، يجعل من الغرابة أكثر ألّا يعثر مسبار "تي جي آو" على آثار تدل عليه.

ويعمل مسبار "تي جي آو" ضمن بعثة "إكزومارس" ExoMars التي تتألّف من جزأين. وفي العام 2021، ستنضمّ إلى مسبار "تي جي آو"، السيّارة- الروبوتيّة "روزاليند فرانكلين" البريطانية التي تتولى شركة "ايرباص" صناعتها في "ستيفينيج". 

وستكون "روزاليند فرانكلين" قادرة على إجراء عمليات استكشاف تحت سطح المريخ بحثًا عن علامات عن وجود حياة في ماضي الكوكب الأحمر أو حاضره.

وأوضحت سو هورن، رئيسة استكشاف الفضاء في "وكالة الفضاء البريطانية" أنّ " البعثة "إكزومارس" تجسّد أفضل ما في علم الفضاء البريطاني والأوروبي، ويسعدني أنّ بريطانيا هي من أكبر الداعمين لها... والبيانات الواردة أعلاه عن غياب الميثان، يمثل بداية لمجموعة من البيانات الموكلة إلى بعثاتنا المتعدّدة المخصصة لاكتشاف أسرار الكوكب الأحمر. وإذ تجيب تلك النتائج عن أسئلة وتطرح أخرى، فإنّها تمهد الطريق أمام اكتشافات أكثر إثارة ستحقّقها السيارة- الروبوت "روزاليند فرانكلين" المقرّر إطلاقها في العام المقبل ".

وهناك نتائج أخرى من مسبار "تي جي آو" نُشرت أيضاً في مجلة "نايتشر"، تصف تأثير عاصفة ترابيّة عالميّة ضخمة أحاطت بالكوكب الأحمر.

إذ راقبت المركبة الفضائية تلك العاصفة منذ اللحظة التي بدأت فيها، ودرست كيف أثّر الغبار على بخار الماء في الجو.

وتعتبر بريطانيا مساهم رئيس في بعثة "إكزومارس". فقد استثمرت "وكالة الفضاء البريطانيّة" 248 مليون جنيه إسترليني في مجمل بعثة "إكزومارس"، إضافة إلى 12 مليون جنيه إسترليني في أدواتها.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من علوم