في ظل اضطراب سوق العملات أمام الدولار القوي، بدأت الأسواق العالمية تتماسك، في حين وصل الدولار الأميركي إلى أعلى مستوى له في 5 سنوات قبل اجتماع الاحتياطي الاتحادي الذي من المتوقع أن يرفع أسعار الفائدة، فيما هبط اليورو بفعل مخاوف بشأن النمو بعد أن قطعت روسيا إمدادات الغاز إلى دولتين في شرق أوروبا. وتلقى الدولار دعماً من توقعات بأن البنك المركزي الأميركي سيكون أكثر تشديداً للسياسة النقدية من أقرانه. ومن المتوقع أن يرفع مجلس الاحتياطي أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس في اجتماعه، 3 ومايو (أيار)، وأيضا في يونيو (حزيران) ويوليو (تموز). واستفادت العملة الخضراء كذلك من مخاوف النمو العالمي، بينما تكافح أوروبا تداعيات الحرب على أوكرانيا، فيما تفرض الصين إغلاقات في مسعى لوقف انتشار "كوفيد- 19".
بريطانيا تؤجل فرض قيود على الواردات
إلى ذلك، أجلت بريطانيا فرض قيود على السلع الواردة من الاتحاد الأوروبي حتى نهاية العام القادم، قائلة إن تجار التجزئة يواجهون ما يكفي من الضغوط، وإنها لا تريد المخاطرة بارتفاع الأسعار. وغادرت بريطانيا السوق الموحدة للاتحاد الأوروبي في يناير (كانون الثاني) من العام الماضي، وأجلت تنفيذ ضوابطها الكاملة بعد الخروج من الاتحاد في مناسبات عدة منذ ذلك الحين. وقالت الحكومة إن الحرب الأوكرانية والارتفاع الأخير في تكاليف الطاقة العالمية كان لهما تأثير كبير على سلاسل التوريد التي لا تزال تتعافى من جائحة فيروس كورونا.
مراجعة الضوابط
قال جاكوب ريس موج، وزير فرص الخروج من الاتحاد الأوروبي، "من الضروري أن يكون لدينا نظام ضوابط الاستيراد الصحيح، لذلك سنعمل الآن مع الصناعة لمراجعة هذه الضوابط المتبقية حتى تتناسب بشكل أفضل مع مصالح المملكة المتحدة". وذكرت الحكومة أنها تراجع الآن كيفية تطبيق القيود الباقية بطريقة متطورة تتسم بتحسين تقييم المخاطر واستخدام البيانات والتكنولوجيا لتسهيل العملية. وستنشر الخطة الجديدة في وقت لاحق هذا العام، على أن يبدأ تطبيق نظام القيود الجديد في نهاية 2023.
تباطوء التضخم في إسبانيا
على صعيد آخر، صار التضخم في إسبانيا إلى تباطؤ خلال أبريل (نيسان) ليصل الى 8.4 في المئة سنوياً، ما يشير إلى بدء تراجعه بعد بلوغه نسبة 9.8 في المئة، مارس (آذار)، بحسب تقديرات أولية نشرها "المعهد الوطني للإحصاء" الخميس. وهذا التباطؤ الذي يأتي بعد شهرين من الارتفاع القوي، يمكن تفسيره بشكل أساسي بانخفاض أسعار الكهرباء والوقود، كما أكد المعهد في بيان أن نسبة الـ9.8 في المئة التي سجلت في مارس شكلت رقماً قياسياً منذ 37 عاماً. في المقابل، ارتفع معدل التضخم الأساس- الذي لا يأخذ في الاعتبار أسعاراً معينة مثل أسعار الطاقة، ويتم تعديله بحسب الموسم- بمقدار نقطة مئوية واحدة مقارنة بمارس ليصل إلى 4.4 في المئة. وأضاف المعهد أن مؤشر أسعار الاستهلاك المنسق، الذي يتيح إجراء مقارنات مع دول أخرى في منطقة اليورو، بلغ 8.3 في المئة.
معدل البطالة
من جانب آخر، ارتفع معدل البطالة بشكل طفيف في اسبانيا ليصل إلى 13.65 في المئة من السكان العاملين مقابل 13.3 في المئة في نهاية ديسمبر (كانون الأول) بحسب الارقام التي نشرها المعهد، الخميس. وفي المجموع كان هناك 3.17 ملايين شخص مسجلين كعاطلين عن العمل في نهاية مارس، في رابع اقتصاد في منطقة اليورو، أي 70900 شخص، أكثر من الفصل السابق.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وارتفع الدولار مقابل الين متجاوزاً مستوى 130 يناً، الخميس، للمرة الأولى منذ 2002، بعد أن حافظ بنك اليابان على التزامه السياسة النقدية بالغة التيسير، في حين انخفض اليورو لفترة وجيزة دون 1.05 دولار. وكانت هناك بعض التكهنات في السوق بأن بنك اليابان قد يتراجع قليلاً نظراً للضغط المتزايد في أسواق الصرف الأجنبي، لكنه لم يظهر أي تردد. وقال لي هاردمان، محلل العملات في بنك "إم. يو. إف. جي" في لندن، "أعطى بنك اليابان التصريح لمواصلة بيع الين". وأدت عمليات البيع المكثفة التي أثارها بنك اليابان إلى ارتفاع الدولار إلى 131 ينا، وهو أعلى مستوى منذ 20 عاماً. كما تعرضت العملات الآسيوية الأخرى للضغط. ووصل الدولار إلى 6.6562 يوان، مقابل تداول اليوان الصيني في الخارج، وهو أعلى مستوى منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2020.
في غضون ذلك، تراجع اليورو ولامس لفترة وجيزة أدنى مستوى في أكثر من خمس سنوات عند 1.0481 دولار، مما رفع خسائره خلال الشهر إلى خمسة في المئة، وهو أسوأ انخفاض له منذ أوائل عام 2015. وتزيد التوقعات الآن بأن العملة الموحدة في طريقها لتتساوى مع الدولار، وهو مستوى لم تصل إليه منذ 2002.
أسهم اليابان ترتفع مع التزام البنك المركزي
ارتفعت الأسهم اليابانية، الخميس، بعد أن جدد بنك اليابان المركزي التزامه بالسياسة النقدية المتبعة بالغة التيسير، ومع شعور المستثمرين بالارتياح لعدم وقوع مفاجآت تؤثر بالسلب على سوق الأسهم. وارتفع المؤشر نيكي 1.75 في المئة عند الإغلاق مسجلاً 26847.90 نقطة في أكبر زيادة يومية منذ 13 أبريل (نيسان) وبعد أن تراجع في وقت سابق من الجلسة. وقفز المؤشر "توبكس" الأوسع نطاقا 2.09 في المئة في أعلى زيادة منذ 23 مارس، مسجلا 1899.62 نقطة. كما صعد سهم "تويوتا موتورز" 3.23 في المئة، وكان من أكبر الأسهم التي دعمت المؤشر توبكس مع هبوط الين لأدنى مستوى في 20 عاماً أمام الدولار. وقفز سهم شركة "أدفانتيست"، التي تصنع معدات صناعة الرقائق، 4.29 بالمئة وكان أكبر داعم للمؤشر "نيكي". وشكل هبوط سهم "فاست ريتيلينج" المشغلة لمتاجر "يونيكلو" للملابس بنسبة 1.34 في المئة أكبر ضغط على "نيكي".