Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"مسلك الأنوار"... جولة بين تراث تونس العتيقة

تبدأ من باب البحر وجامع الزيتونة مروراً بالكنيسة القديمة سانت كروا وانتهاء بساحة التريبونال

تتمتع المدينة العتيقة في تونس بتاريخ عريق (اندبندنت عربية)

تشهد المدينة العتيقة بالعاصمة تونس تظاهرة ثقافية سياحية بعنوان "ضوي المدينة"، تتزين فيها بالأضواء خلال شهر رمضان لإبراز جمال المكان وعراقته.

التظاهرة نظمت بالاشتراك مع وزارة السياحة، في إطار برنامج "تونس وجهتنا"، الممول من الاتحاد الأوروبي والوزارة الاتحادية الألمانية للتعاون الاقتصادي والتنمية.

تتمتع المدينة العتيقة في تونس بتاريخ عريق يعود إلى عام 698، وتقع فوق ربوة تطل على البحر، وتمتد على نحو ثلاثة كيلومترات.

البداية من "باب البحر"

بمقاطع مصورة تظهر عراقة المعالم التاريخية والأثرية داخل المدينة العتيقة، عرض على باب البحر فيديوهات وصور لجامع الزيتونة، وقصور البايات والمراكز الثقافية والمساجد الأثرية، وباب البحر، وهو عبارة عن باب كبير مقوس يفصل بين المدينة العتيقة والأخرى الحديثة بالعاصمة تونس.

ظاهرة "ضوي المدينة" جعلت من الضوء رمزاً لإعلاء شأن هذه المعالم الأثرية، ارتأى منظموها أن تكون في شكل مسلك يزوره رواد المدينة العتيقة، التي عادة ما تكون خلال شهر رمضان الوجهة المفضلة لكثيرين ممن يبحثون عن عبق التاريخ.

كان الجمهور خلال هذه التظاهرة على موعد مع العديد الأنشطة والعروض الفنية أثناء تجوالهم من باب بحر، ثم إلى مقر الكنيسة القديمة سانت كروا، وهي كنيسة كاثوليكية بنيت عام 1662، ثم جرى ترميمها سنة 1848 بأمر من أحمد باي بن مصطفى، الذي أمر بتوسعتها، وذلك قبل وصول الاستعمار الفرنسي إلى تونس (1881-1956).

ساحة التريبونال... نقطة النهاية

ثم يمر المسلك بنهج جامع الزيتونة بالمدينة العتيقة، حيث كان الموعد مع عرض فني ومعرض لصناعة الفخار التونسي. وتستمر الجولة داخل الأزقة، التي تضم ورشات ومحلات الحرفيين التونسيين، ثم الفضاء الثقافي "بير الأحجار"، الذي استقبل ضيوفه بلوحات فنية. وتأسس هذا المعلم الثقافي في عهد علي باي الأول عام 1757، وكان مخصصاً كمبيت لطلاب جامع الزيتونة، الذي تحول منذ تسعينيات القرن الماضي إلى مركز ثقافي.

ينتهي المطاف في "ساحة التريبونال" العريقة، التي تم إضاءتها كما لم تضأ من قبل، تقع هذه الساحة أمام قصر خير الدين، الذي تم تشييده بين عامي 1860 و1870، وهو قصر يجمع بين النمط التقليدي والتجديد الأوروبي، بتقديم عرض كوريغرافي بألعاب بهلوانية جذبت إليها الزائرين.

هذا هو "مسلك الأنوار"، الذي أرادت وزارة السياحة التونسية أن يكون نموذجاً ووجهاً لتونس، التي تجمع بين تاريخ زاخر وحضارات مختلفة، مما انعكس على الحركة التجارية والثقافية بالمدينة العتيقة.

ونظراً لما تعرفه المدينة العتيقة من حركة لافتة طوال شهر رمضان، تحاول "تونس وجهتنا" أن تستثمر التوافد الكبير للمواطنين لإنجاح هذه التظاهرة، وبالتالي تكون منطلقاً لموسم سياحي مرجح أن يكون ناجحاً، خلافاً للسنوات الأخيرة، بحسب تقديرات وزارة السياحة التونسية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

التنشيط الثقافي

مندوب وزارة السياحة التونسية، أنس بوخريص، قال في تصريح خاص، إن "الاحتفالية تهدف إلى التنشيط الثقافي والموسيقي والسياحي، نظراً لما تتمتع به المدينة العتيقة من حضور لافت على الساحة السياحية في تونس، لا سيما طوال شهر رمضان.

بيّن بوخريص، أن اختيار هذه المعالم التاريخية جاء من أجل التعريف بها والترويج لها، خصوصاً ونحن على أبواب موسم سياحي". مضيفاً يساعد برنامج "تونس وجهتنا" على "تنويع المنتج السياحي التونسي عبر تنمية سياحة مستدامة، ومساندة الصناعات التقليدية وتثمين التراث الثقافي".

ومن خلال الجمع بين الجهات الفاعلة من القطاعين الخاص العام وجمعيات المجتمع المدني، تهدف هذه التظاهرة إلى إبراز التعاون والانسجام الممكن عبر إشراك جميع الأطراف المتدخلة العاملة على إحياء مدينة تونس، فعلى سبيل الذكر، نظمت جمعية "مدينتي" العديد من الأنشطة والعروض الفنية على امتداد هذه التظاهرة.

كما اهتم المجتمع المدني، الذي كان شريكاً جيداً للمنظمين، بدعم الصناعات التقليدية والحرفيين التونسيين عبر تنظيم معرض للفخار بكنيسة سانت كروا.

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات