Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"العزوف" بطل الجولة الثانية في "سباق الإليزية"

العطلة المدرسية أهم من الاقتراع و21 في المئة نسبة المشاركة في باريس

تعكف الطبقة السياسية الآن على تحليل ارتفاع نسبة الممتنعين من التصويت (أ ف ب)

عند الساعة الثامنة صباحاً فتحت أبواب مراكز الاقتراع أمام ما يقارب 49 مليون ناخب وسط أجواء من الترقب والحذر، إذ إن تصرف الناخبين لا يسمح حتى الآن بالتنبؤ بما ستكون عليه النتيجة. وأمام الناخب في القرى والمدن الصغيرة حتى الساعة السابعة مساء للإدلاء بصوته، فيما حددت الساعة الثامنة مساء في المدن الكبرى والعاصمة باريس.

ونسبة الممتنعين هي الهم الأساس ويتناولها كافة المعلقين في وسائل الإعلام، فهل ستؤتي الجهود التي بذلها كل من الرئيس المنتهية ولايته إيمانويل ماكرون المرشح لولاية ثانية ومنافسته مارين لوبن في حث الشباب وكافة الممتنعين على الإدلاء بأصواتهم اليوم، أو كسب أكبر عدد من الذين أعطوا أصواتهم لمرشح أقصى اليسار جان لوك ميلانشون؟ وهذا الأخير يمثل خزاناً لا يستهان به، فقد كسب أعلى نسبة أصوات بين المرشحين الذين لم يحالفهم الحظ للدورة الثانية.

العطلة أهم

الأراضي الفرنسية ما وراء البحار كالغوادولوب، وبولينيزيا والمارتينك بدأت بالتصويت، السبت، حيث سجلت نسبة الإقبال تقدماً عما كانت عليه في الدورة الأولى، وبحسب وزارة الداخلية التي تعطي أرقامها عند منتصف النهار والساعة الخامسة من بعد الظهر، فإن نسبة المشاركة بلغت 26.41 في المئة، أي بزيادة نقطة عن الدورة الأولى لكن بتراجع نقطتين عن عام 2017، وبلغت نسبة المشاركة في العاصمة باريس 20.71 في المئة أي بزيادة خمس نقاط.

ويتزامن هذا الموعد مع بداية العطلة المدرسية في المناطق الإدارية الثلاث، وهي مناسبة لا يفوتها معظم الفرنسيين بخاصة العائلات، مما سيترك أثره في نسبة المشاركة، واستدراكاً لذلك تم تسهيل عملية التفويض التي مددت فترتها لآخر لحظة من أجل تمكين أكبر عدد من الراغبين في الإدلاء بأصواتهم إذا لم تسمح لهم ظروفهم بذلك، وهذا ما فعله الرئيس السابق نيكولا ساركوزي الذي أعطى تفويضاً في الدائرة الـ 16.

وحيال ارتفاع نسبة الممتنعين من التصويت، تعكف الطبقة السياسية ودوائر الإحصاءات والاستشعار على تحليله، فهو يعكس رغبة الناخبين في أخذ رأيهم بعين الاعتبار وتعداد الاقتراع الأبيض أو الباطل.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويراد بالتصويت الأبيض وضع ورقة بيضاء بمقاييس ورقات الاقتراع نفسها، في حين أن التصويت الباطل أو المعطل هو أخذ إحدى أوراق الانتخاب وتشطيبها أو كتابة ملاحظات ما.

ويمتنع من التصويت نسبة كبيرة من الذين يعتبرون أن من وصل إلى المرحلة الثانية لا يمثلهم، ويعارضون الخيار المطروح عليهم، وهو ما عبرت عنه شريحة واسعة من مؤيدي ميلانشون والمظاهرات التي شهدتها فرنسا بعد الدورة الأولى، لكن الحركة الاحتجاجية كانت أقل من تلك التي عرفتها فرنسا في 2002 حين وصل جان ماري لوبن إلى الدورة الثانية في مواجهة جاك شيراك.

ساحة الأصوات البيضاء

وفي مقارنة ما كانت عليه نسبة الممتنعين في الدورة الثانية التي شهدت تنافس المرشحين ذاتهما، أي إيمانويل ماكرون ومارين لوبن في 2017، فهذه النسبة كانت أعلى. وتزداد نسبة المعارضين للنظام السياسي في فرنسا التي يصفها بعضهم بأنها عبارة عن نظام ملكي جمهوري، إذ يتمتع الرئيس بسلطات واسعة. ويعلل أصحاب المطالبة بتعداد التصويت الأبيض بأن ذلك يعدل من نسبة ما يحصل عليه الفائز، فلو تم تعداد الأصوات البيضاء والباطلة لكانت نسبة فوز ماكرون في 2017 هي 58.3 وليس 66 في المئة، وكانت المطالبة بعدّ الصوت الأبيض محل نقاش منذ فترة.

وما يميز هذه الدورة أنها الانتخابات الـ 12 في تاريخ الجمهورية الخامسة، كما أنها تاريخية لكون ماكرون هو الرئيس الأول الذي يترشح في اقتراع عام لولاية ثانية خارج حكومة توافقية.

وفي حال فوز مارين لوبن فستكون أول امرأة رئيسة لفرنسا وأول رئيس من أقصى اليمين.

ماكرون يدلي بصوته

وهذا الصباح كان رئيس الوزراء السابق إدوار فيليب أول المقترعين في مدينته هافر، وهي المدينة التي حصل فيها جان لوك ميلانشون على أعلى نسبة تصويت وصلت إلى 30.17 في المئة، وحصل ماكرون على 27 في المئة، ومارين لوبن 20.76، في حين كانت نسبة الممتنعين 31 في المئة.

وصوتت مارين لوبن لنفسها بشمال فرنسا في هينان بومون، واختارت حال فوزها الاحتفال بالتوجه إلى جمهورها والفرنسيين من ساحة "لا كونكورد" وسط العاصمة باريس، وهو المكان الذي كان اختاره نيكولا ساركوزي، وفي حال عدم الفوز ستكون في الدائرة الـ 16 بغابة بولونيو.

ماكرون أدلى بصوته عند الظهر في توكيه بشمال فرنسا أيضاً، المدينة التي شهدت عقد قرانه على بريجيت ماكرون في2007، وحيث يمتلك الزوجان فيلا يقضيان فيها عطلات نهاية الأسبوع. وهذه المرة استطاع تحقيق رغبته في الاحتفال حال فوزه في الـ "شان دو مارس"، وهي الساحة الخضراء الواقعة بين برج إيفيل والمدرسة العسكرية، وهي رغبة لم تستجب لها بلدية باريس العام 2017.

من يلقي خطاب الفوز؟

خطاب الفوز وخطاب الخسارة يعكس روح المرشح، وهي كلمة يوليها المرشح أهمية خاصة، وتعتبر جاهزة قبل إعلان النتائج التي ستخرج بعد إغلاق أبواب مراكز الاقتراع كافة عند الثامنة مساء، في حين يعلن المجلس الدستوري النتائج الرسمية الأربعاء، ويليها استقالة الحكومة وتعيين رئيس حكومة جديد، ويتوجب انتظار موعد الانتخابات التشريعية في 24 يونيو (حزيران)، إضافة إلى خطاب الفوز والوعود التي سيقدمها الفائز، وهو خطاب سيصاحبه طوال فترة الرئاسة لمعرفة مدى التزامه بتنفيذ الوعود التي قطعها أمام الشعب، ثم تليها الزيارة الأولى التي يقوم بها الرئيس، فهل ستكون إلى ألمانيا للتأكيد على الثنائي الأوروبي في حال فوز ماكرون؟ وما هي الوجهة التي ستختارها مارين لوبن في حال فوزها؟

أما من ناحية الخاسرين فمرشح أقصى اليسار جان لوك ميلانشون صوت في مدينة مرسيليا حيث حقق ما يزيد على 31 في المئة من الأصوات، أما فاليري بيكريس مرشحة اليمين فصوتت في فيليزي بمنطقة إيل دو فرانس، وآن هيدالغو مرشحة اليسار صوتت في الدائرة 15 في العاصمة باريس، وهما منشغلتان بتأمين الأموال لتسديد نفقات الحملة الرئاسية كونهما لم يصلا إلى نسبة خمسة في المئة، مما سيؤثر في مستقبل حزبيهما، فهل سيحتفظ الحزب الاشتراكي بالمجموعة البرلمانية المهمة التي يتمتع بها؟.

ومنذ الآن يجري التحضير لتحالفات تسمح لليسار بتأمين غالبية تحت قبة البرلمان، إذ أعلن ميلانشون عن أن الاتحاد الشعبي الذي يجمع أصوات فئات اليسار كافة يأتي في المقدمة بـ 104 دائرة، مما يعني أكثر بـ 1.5 مليون صوت من الأصوات التي حصل عليها ماكرون خلال الانتخابات التشريعية عام 2017.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير