على الرغم من كونها صناعة ثقيلة، سيطر عليها الرجال منذ نشأتها في العالم العربي، فقد شهدت حركة النشر في العقود الماضية اختراقات نسائية، في عواصم ومدن شتى. نساء دفعهن الغرام بالحرف إلى مغازلة النشر، بينما كان الربح دافع أغلب الرجال الذين اقتحموا هذه الصناعة. وتفيد الخلفية الثقافية والإبداعية لأغلب النساء اللاتي عملن في قطاع النشر؛ أن الشغف كان دافعهن الأول، لينهين عبره حقبة طويلة من الهيمنة الذكورية، ويثبتن قدرتهن على صناعة محتوى جاد، كان طريقاً بلغت به بعض الناشرات أهم الجوائز العربية والعالمية.
كان انخراط المرأة في مجال النشر، ملهماً للعديد من الناشرات المصريات. فقد بدأت الدكتورة فاطمة البودي مبكراً، وقبل أكثر من عشرين عاماً، بتأسيس تجربتها الخاصة في "دار العين"، التي تقول عنها الناشرة المصرية "كانت البداية بتشجيع من الأديب السوداني الطيب صالح بإعادة نشر روايته (موسم الهجرة إلى الشمال)، لتتوالى بعد ذلك الإصدارات والنجاحات، التي توجها حصول الدار عدة مرات على جائزة نجيب محفوظ في الأدب، وجائزة ساويرس، وبلوغ القائمة القصيرة للبوكر بثماني روايات، والقائمة الطويلة بـ14 رواية".
موانع اجتماعية
لم تكن البداية يسيرة كما تؤكد البودي، بسبب الموانع الاجتماعية، التي تقف أمام المرأة، حين تقرر الانخراط، في أعمال كانت مقصورة على الرجال. وتدل على ذلك قائلة "احتجت الكثير من الوقت كي يعتاد أصحاب المطابع وتجار الورق التعامل معي لكوني امرأة". لكن شغفها بالثقافة ورغبتها في الانتصار للإبداع الحقيقي كانا - على حد قولها - وازعاً للمثابرة، وهو ما تراه ينقص الكثير من دور النشر الحديثة، التي تقول عنها "تتزايد أعدادها بسرعة كبيرة، وتقتصر أهدافها على تحقيق الربح المادي، من دون الالتفات إلى جودة المضمون".
وتقارن البودي صناعة النشر في الغرب، بنظيرتها في العالم العربي قائلة "النشر في العالم الغربي علم يدرس في الجامعات، وليس هناك من يعمل بهذه الصناعة من قبيل المصادفة. وتسيطر عليه المرأة، لا سيما في أميركا وبريطانيا وأستراليا، فتفوق العاملات في هذا المجال من النساء نسبة الـ80 في المئة".
وتعزى هذه النسبة إلى اقتصار مسؤولية دور النشر الغربية على صناعة الكتاب، بينما تتولى مهام التوزيع شركات أخرى متخصصة، على عكس ما يحدث في العالم العربي، إذ تتولى الدار كل المهام، لا سيما التوزيع والتسويق. وهو الأمر الذي دفعها -كما توضح- إلى الاعتماد بشكل أكبر على الرجال، لأداء مثل هذه المهام. وتؤكد أن معظم السيدات لا يمتلكن الجلد، الذي يتناسب مع مشقة التوزيع والسعي بين المكتبات والمنافذ.
وتقسم البودي صناعة النشر إلى قسمين، أحدهما الخاص بالإبداع، وهو ما تصفه بالقسم الممتع. أما القسم الآخر فهو القسم التجاري، وتصفه بالمزعج لا سيما في ظل الظروف الاقتصادية العالمية غير المستقرة، نتيجة وباء كورونا ثم الحرب الروسية الأوكرانية. وتؤكد أن الناشرات هن الأكثر تأثراً بمثل تلك الأزمات. وترجع ذلك إلى طبيعة المرأة وتكوينها الذي تتسع فيه مساحة المشاعر والعاطفة.
شرايين متقطعة
"بعد انتهاء الحرب اللبنانية الساخنة، عدنا من فرنسا إلى لبنان، ومعنا حلم بتغيير مشهد النشر"... هكذا تحكي الكاتبة والناشرة اللبنانية رشا الأمير، قصة إنشائها دار الجديد، هي وشقيقها الكاتب والمفكر الذي سقط شهيد الكلمة الحرة والفكر الجريء، لقمان سليم، وتقول "كان الحلم أن نمد جسراً بين البلدان العربية، أن نصل شرايينها المتقطعة، ونؤسس لصناعة لا تشبه ملامح السوق ودفعنا ثمناً باهظاً!".
وفي شأن واقع المرأة مقارنة بالرجل في صناعة النشر، لا تحبذ الأمير التقسيم النوعي بين رجل وامرأة، مؤكدة "أن النشر مزيج منهما حتى في مفردات الصناعة نفسها. فهو - بحد وصفها - مزيج من ذكورة المصنع ونعومة الكلمة". وتشير إلى أن لا ذكورة خالصة ولا أنوثة، فالرجل والمرأة كلاهما يحمل داخله الجانبين. وعبر التمازج بين الجنسين تتكامل الصورة، لذا تحرص الأمير على التوازن الجندري في فريق العمل لديها. تقول "هناك حالة من التنوع في فريق عمل الدار. وكلنا رجالاً ونساءً، نعمل بكل شيء".
تتبع مديرة دار الجديد اللبنانية وضع النساء في هذه الصناعة منذ بداية اقتحامهن لها، مؤكدة أن الهيمنة الذكورية ظلت تسيطر لعقود طويلة. وكان من الصعب أن يتقبل عمال المطابع إدارة امرأة، لكن الوقت والإصرار كانا سبيلي الاعتياد والتغير. فتغيرت النظرة للمرأة، وتغيرت حتى المطابع. ولم تعد على الرغم من "عنف المكننة"، وقفاً على الرجال وحدهم، فالتحقت النساء بالعمل في المراحل المختلفة، لإنتاج الكتب، على سبيل المثال عملية التجليد.
وحول مستقبل المرأة الناشرة في العالم العربي، تؤكد الأمير أن المستقبل هو نون النسوة لأنهن الجنس الأفعل. لكن ذلك - وفقاً لها - مشروط بالذكاء والموهبة، والقدرة على مواكبة التكنولوجيا.
أفكار تنويرية
عن التحاقها بصناعة النشر تقول الناشرة المصرية سنية البهات مدير دار بدائل للنشر "كان لعملي في مجال الصحافة والبحث منذ نهاية الثمانينيات فضل كبير في الإلمام بتفاصيل عملية النشر بدءاً من قراءة وتقييم العمل، ومروراً بعملية التصميم الفني، ومراحل الطباعة المختلفة". وهذا ما يؤثر - وفقاً لها - في نوعية المحتوى، الذي يشكل إضافة نوعية، أو كيفية للكم الهائل، الذي تنتجه دور النشر.
وتشير إلى أن بداياتها في هذا المجال، جاءت متزامنة مع مرحلة حرجة جداً، سادت فيها الأفكار الظلامية. وشهدت الساحة هجمات شرسة على المكتسبات الحضارية والثقافية. فكان أحد أهم أهدافها؛ العمل -من خلال إصدارات الدار- على مواجهة هذه الموجة الظلامية وترسيخ الأفكار التنويرية بالأساس.
وتجمل البهات تحديات النشر، التي لا تفرق بحد قولها بين ناشر وناشرة، في غياب الاستقرار في معظم الدول العربية، بما يؤثر بدرجة كبيرة في سوق الكتاب. والظروف الطارئة مثل انتشار وباء "كوفيد-19"، الذي تسبب في تراجع معدلات البيع بدرجة كبيرة، في ظل عدم جاهزية الغالبية العظمى من دور النشر، لإنتاج الكتاب الإلكتروني.
وتضيف "هناك تحديات أخرى أفرزتها الأوضاع غير المستقرة، والحروب وكانت آخرها الحرب الروسية الأوكرانية التي تسببت في ارتفاع غير مسبوق في أسعار الخامات، التي تعتمد عليها دور النشر في إنتاجها". أما بالنسبة إلى التحديات، التي تواجهها المرأة العاملة في صناعة النشر بشكل خاص، فترى أنها تتصل بعملية التسويق، التي ترتبط بمدى قدرة الناشر على نسج علاقات، قد لا تكون متاحة أمام الناشرات.
وحول تمثيل الناشرات في اتحاد الناشرين تؤكد البهات أنه لا يتعدى عشرة في المئة، وأنهن غير ممثلات في لجان الاتحاد أو مجلس إدارته ولا يتلقين منه دعماً كافياً ليمثلن في لجانه.
من باب الإبداع
الناشرة الجزائرية آسيا موسى، دخلت عالم النشر باكراً من باب الكتابة. فأصدرت عدة مجاميع قصصية، لتكتشف في لحظة تصفها بالصدق والتجلي، أن بإمكانها أن تمنح الكتاب أكثر. تقول "لم يكن لديَّ وقتها أدنى فكرة عما ينتظرني، ولم أكن مسلحة، سوى بالرغبة في إضافة شيء من موقع آخر وشعور بأن ثمة فراغاً عليَّ أن أسده. فكان قراري بتأسيس دار ميم عام 2007، التي خلقت لنفسها مكاناً في عالم النشر، وبات في حصيلتها مكتبة وأوسمة وجوائز ورغبة كبيرة في التطوير".
وتضيف "حين قررت أن أخوض هذا الطريق لم أفكر أنني امرأة. فكرت فقط أن هذا ما أحتاج إليه ويحتاج إليَّ. وحين أشعر بالتعب والضيق والفشل أو النجاح، لا أشعر أنني امرأة، وإنما عابر يرافق مشروعه. وخطوات تحتاج إلى أن تستمر لتصنع الطريق". وحول العلاقة بين المحتوى والجندر، تؤكد موسى أن لا علاقة بين ما تنتجه دار النشر وجنس من يديرها، وأن الأمر يتعلق بفروقات فردية ومهارية، لا علاقة لها بالنوع. وعلى الرغم من وجودها منذ سنوات طويلة في عالم النشر، لم تنضم موسى إلى أية تنظيمات، أو اتحادات للناشرين. مؤكدة أنها لم تتعرض أبداً للإقصاء.
وترفض الحائزة على جائزة البوكر مرات ثلاث، فكرة أن تحصل الناشرة على دعم مؤسسة، أو تنظيم ما، فقط لكونها امرأة. "فلا يجب -بحد قولها- أن تعامل المرأة ككائن مختلف". وترى أن مجرد التخندق في هذا الحيز، يجعل من النساء كائنات هشة، وهو الأمر الذي ترفضه.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
أما النزعة الذكورية، التي يراها البعض سمة غالبة على المجتمعات الشرقية، فلا تراها موسى سوى وهم قديم، وفخ كبير، يعطل الأداء، ويفتح أبواب الفتن. وتشير إلى ضرورة أن تتحرر المرأة، من هذه العقدة. "فالحرب -بحد وصفها- ليست ضد رجل، وإنما ضد توحش العالم، ضد الجهل والرداءة والقبح".
تمثيل مخادع
تقول الناشرة السورية سمر حداد "بدأت عملي في مجال النشر في عام 2000، لحظة عودتي من الاغتراب. وقد كان دافعي، تولي إدارة مشروع الوالد الثقافي (مكتبة أطلس). وهي واحدة من أقدم مكتبات مدينة دمشق".
وتصنف حداد التحديات التي تواجه قطاع النشر في سوريا بتحديات بنيوية، وتحديات طارئة، تحديات محلية، وأخرى ناجمة عن أزمة عالمية، مشيرة إلى الارتفاع الجنوني، الذي تشهده أسعار الورق عالمياً. وتستبعد أن تختلف التحديات تبعاً للجندر. مؤكدة أن لا اختلاف بين ناشر وناشرة في ما يواجهانه من أزمات، تتصل بهذه الصناعة.
غير أنها ترى أن الأمر يختلف عند الحديث عن المحتوى، مؤكدة أن المرأة تعتني بمواضيع اختصاصية، قد لا تخطر ببال الرجل. وقد تكون لها أسواق رائجة. وتدل على ذلك، بكتب التراث الثقافي اللا مادي، مثل المصنوعات اليدوية التراثية التي تعاني هشاشة، وهي على طريق الانقراض. وعلى الرغم من أن فريق عمل دار أطلس كله من الرجال، تؤكد حداد، أن لا مشكلة لديها مع عمالة النساء في دور النشر، "لكن التجربة تؤكد أن الرجل أكثر ثباتاً في العمل". وتكمل "ثقافتنا تكرس هذا، على كل حال، ومع ذلك، فالمعيار الحقيقي هو جودة العمل".
من ناحية أخرى ترى مديرة دار نشر أطلس أن تمثيل المرأة في مجمل المشهد الثقافي العربي صادم ومخادع. ويستعمل دوماً للتجميل، واستكمال "الكوتا"، وادعاء إنصاف المرأة للظهور بمظهر حضاري! وتؤكد أن اتحادات الناشرين العربية، لا تدعم أحداً؛ لأنها هي -أصلاً- بحاجة إلى الدعم، وأنها ليست مستقلة بقراراتها. ولا تسعى إلى الاستقلال، على الرغم من أنه الشرط الأساسي لوجودها ونموها.
المرأة والنشر للأطفال
الصدفة والأمومة رسمتا طريق الناشرة الأردنية سلوى شخشير إلى صناعة النشر، فتقول "لم أكن أخطط للعمل في هذه الصناعة، على الرغم من أن والدتي كاتبة الأطفال تغريد النجار كانت تنشر قصصها باسم دار نشر، قامت بتسجيلها بعنوان (دار السلوى). لكني لم أكن أنظر إلى ما تفعله، إلا كهواية، أكثر من كونه عملاً رسمياً، بخاصة أنها كانت تعمل من المنزل. ولم يكن هناك مكتب أو موظفون، ولذلك كشابة لم أفكر بالنشر مهنة لي".
وتواصل "البداية الحقيقية لانخراطي بهذا المجال، كانت في اللحظة التي طلبت فيها والدتي المساعدة في تحويل إحدى قصصها، إلى دي في دي، وإضافة مؤثرات بصرية، وصوتية، لكوني كنت أعمل في مجال صناعة الإعلانات".
وتضيف "أدركت في تلك اللحظة، تأثير الكتاب في القراء. وما يحققه من متعة وإفادة. فقررت تأسيس دار (ناشرون)، بالاستعانة بفريق شغوف للعمل. وبعد عشر سنوات من العمل، تجزم شخشير أن هناك مواهب عربية فذة، يمكنها إنتاج كتب ذات جودة، تنافس الكتب العالمية".
وترى أن دخول المرأة صناعة نشر كتب للأطفال تحديداً، أنتج أعمالاً أقرب إلى واقع الأطفال وميولهم. وأن المرأة ساعدت على ارتقاء هذه الصناعة، وفي إعطائها القيمة التي تستحقها. وتفسر ذلك بكونها قريبة من الأطفال، ومن عالمهم أكثر من الرجال، مؤكدة أن النشر للأطفال في العالم العربي تطور في العقدين السابقين، بما يشي بأننا نمضي على الطريق الصحيح.
أول ناشرة عراقية
على الرغم من الخصوصية الثقافية والحضارة الممتدة للعراق، تأخر دخول المرأة العراقية صناعة النشر. ترجع براء البياتي أول ناشرة عراقية هذا التأخر إلى الظروف الصعبة، التي مر بها العراق من حصار، واحتلال، وعدم استقرار سياسي.
وتحكي البياتي عن تجربتها قائلة "بعد تخرجي في كلية الهندسة، قررت العودة إلى شغفي بالكتب وممارسة العمل، الذي يرتبط بهذا الشغف. فتطوعت للعمل في إحدى دور النشر العراقية، في شارع المتنبي. قمت ببيع الكتب ومتابعة صفحات التواصل الاجتماعي الخاصة بالدار". وتكمل "بعد عامين من التطوع قررت تأسيس عملي الخاص، فأسست دار نشر ومكتبة براء. ودخلت الشارع الثقافي هذه المرة كناشرة، محاولة أن أضع بصمتي الخاصة. وكان حصاد خمس سنوات من الجهد والمثابرة؛ حصولي على جائزة ماكس هيرمان وتكريمي في ألمانيا".
وتؤكد البياتي أن المرأة العراقية امرأة قوية ومتحققة. وأنها بدأت في استعادة مركزها، ودورها الفاعل في المجتمع في شتى المجالات، ومن بينها النشر. وترى أن وجود المرأة في هذه الصناعة لا يخدم تنوع المحتوى وحسب، وإنما أيضاً يساعد على تنوع الرواد، وجذب فئات جديدة منهم، لا سيما الأطفال. ومثلما حققت البياتي أول اختراق للمرأة العراقية في صناعة تصفها بالشاقة، وفي عضوية اتحاد الناشرين العرب؛ تطمح إلى تمثيل أكبر للنساء داخل عضوية مجلس إدارة الاتحاد. وترى أن المرأة العربية قادمة بقوة، وأنها لن ترضى إلا أن تكون مؤثرة وفاعلة.
المرأة واتحادات النشر
يؤكد محمد رشاد رئيس اتحاد الناشرين العرب أن المرأة ممثلة بالفعل في عضوية مجلس إدارة الاتحاد. ويقدم عدة أمثلة في دورات مختلفة للمجلس، منها الشيخة بدور القاسمي، ورنا مداح. ويرجع قلة عدد النساء في المجلس إلى قلة عددهن في المجال، مقارنة بالرجال. ويشير إلى أن الأمر ناتج عن عملية انتخابية، تأتي بمن يحصل على أكبر عدد من الأصوات، وأن الصناعة ليست حكراً على أحد.
وعلى الرغم مما يعتقده في ضعف صناعة النشر في العالم العربي، يرى أن دخول المرأة هذا المجال حقق مزيداً من الثراء في كل أنواع المحتوى، لا سيما فروع التنمية البشرية، وكتب الأطفال.
ويفسر رشاد قلة عدد الناشرات، مقارنة بعدد الناشرين في الدول العربية، وعدد الناشرات في الدول الغربية؛ بسبب طبيعة هذه الصناعة في العالم العربي، التي تقتضي أن يتابع الناشر إنتاج الكتاب، ثم تسويقه وتوزيعه. وهذه المهام بما تتسم به من صعوبة، ربما كانت سبباً -وفقاً له- في عزوف المرأة العربية. لكنه على الرغم من ذلك يؤكد أن النساء قادمات بقوة. ودليله الزيادة المضطردة في عدد الناشرات، وجودتهن النوعية؛ من حيث الدراسة والإلمام بالتكنولوجيا الحديثة. ويضرب مثلاً بتجربته الخاصة، إذ تعمل بناته الثلاث في صناعة النشر، واستطعن تحقيق النجاح والتميز.