Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

رئيس بونتلاند منافسا في الانتخابات الرئاسية الصومالية

من المرشحين الأبرز في هذا الاستحقاق إلى جانب شريف شيخ أحمد وحسن شيخ محمود بمواجهة محمد عبدالله فرماجو

"يمثل سعيد عبدالله دني الوجه السياسي الأبرز في ولاية بونتلاند اليوم، وهي واحدة من الولايات التي شهدت استقراراً سياسياً وأمنياً نسبياً (اندبندنت عربية - عبد الرحمن بلشاوي)

أعلن رئيس ولاية بونتلاند سعيد عبدالله دني، هذا الأسبوع، ومع قرب انتهاء العملية الانتخابية الخاصة بمجلس نواب الشعب في جمهورية الصومال الفيدرالية، نيّته الترشح في الانتخابات الرئاسية، المتوقع إجراؤها في شهر مايو (أيار) المقبل، ليكون واحداً من المرشحين الأبرز في هذا الاستحقاق الانتخابي، إلى جانب الرئيسين السابقين شريف شيخ أحمد وحسن شيخ محمود، في مواجهة الرئيس محمد عبدالله فرماجو المنتهية ولايته منذ فبراير (شباط) من العام الماضي.

خصم قوي منذ وصوله إلى السلطة

الصعود السياسي لوزير التخطيط السابق إبّان حكم الرئيس حسن شيخ محمود، وفوزه في الانتخابات لتولّي رئاسة ولاية بونتلاند، لم يكونا السمة الأبرز فقط للمرشح الرئاسي الجديد، ويقول الصحافي الصومالي محمود حسين حسين، "يرى مراقبون أن دني كان منذ وصوله إلى السلطة، واحداً من أبرز الخصوم السياسيين للرئيس محمد عبدالله فرماجو، مستنداً إلى شرعيته كرئيس لولاية بونتلاند، التي تحمل لقب "أم الفيدرالية الصومالية"، والتي تُعدّ مرجعاً مهماً في مسألة الانتقال السلمي للسلطة وإدارة الشأن العام عبر التوافقات والرضا الشعبي العام، خصوصاً مع تصاعد نبرته الانتقادية للرئيس فرماجو حول إدارته الملف الانتخابي، وما اعتبره في مناسبات عدة تجاوزاً للخط العام، لتفاعل مكونات النظام الفيدرالية في الدولة، ومحاولة الحكومة الفيدرالية التدخل بشكل اعتبره مخلّاً بعملية إعادة بناء الدولة، داخل الولايات الفيدرالية التي تم التوافق على أن تكون لبنات أساسية في بسط وجود الدولة الصومالية على كل ترابها".

ويضيف حسين، "ليس خفيّاً أن حرصه على البنية الفيدرالية للدولة أمر مبدئي، بل يمكن أن يكون ذا طابع شخصي، نظراً إلى انتمائه للولاية ذاتها التي أتى منها السياسي الصومالي الأبرز الذي طرح ملف الفيدرالية، ونعني بذلك الرئيس الصومالي الأسبق عبدالله يوسف أحمد، والذي يعتبر كثيرون أن دني أحد خلفائه في منصب رئاسة الولاية".

مصادر قوة دني

ليس الترشح للانتخابات الرئاسية الصومالية أمراً سهلاً، فخوض غمارها يستلزم وجود نقاط قوة تتيح للمرشح الحصول على الاهتمام الشعبي والتأييد السياسي والموارد والعلاقات اللازمة لتحقيق الهدف من الترشح. ويقول الباحث السياسي عبدالله شيخ عبد القادر، "يمثل سعيد عبدالله دني الوجه السياسي الأبرز في ولاية بونتلاند اليوم، وهي واحدة من الولايات التي شهدت استقراراً سياسياً وأمنياً نسبياً، استمر فترة طويلة مقارنة بمعظم مناطق البلاد، ما منح الولاية مكانة سياسية واقتصادية متقدمة بالنظر إلى مجمل الولايات الفيدرالية النظيرة، كما أن انخراط شمال شرقي البلاد في النشاط التجاري الدولي منذ فترات تاريخية قديمة، منحها علاقات خاصة ومباشرة مع عدد من الأطراف داخل القارة الأفريقية وخارجها، ويُعتبر الرئيس الحالي أحد المساهمين في توطيد تلك العلاقات وتوسيعها".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ولا شك في أن التربوي والناشط المدني السابق سعيد عبدالله دني، وعلى الرغم من الظروف السياسية والأمنية التي تجاوزها خلال تولّيه منصب رئاسة إحدى الولايات الفيدرالية الخمس، نحج في نسج علاقات جيدة، على مستوى الولايات من جهة، وعبر الساحة السياسية الصومالية من جهة أخرى، إضافة إلى ميله لعدم التصعيد خارجياً، عبر الحفاظ على العلاقات الاقتصادية والسياسية التي ورثتها الولاية عن مراحل سابقة، إلا أن أحد أهم مصادر قوّته، نجاحه في إدارة أول انتخابات برلمانية عامة ومباشرة "صوت واحد للفرد الواحد"، في حين ما زالت العملية الانتخابية التي تديرها مقديشو تتجاوز المدة المحددة لها تلو المدة.

احتمالات الفوز في الانتخابات

وعلى الرغم من أن من الصعب التكهن بالنتائج الحاسمة للانتخابات الرئاسية المقبلة، نظراً إلى اعتمادها بشكل مباشر على اختيار 275 نائباً، في مراحل انتخابية متعددة، فإن المحلل السياسي عبد الرحمن عثمان يرى أن "الرئيس دني واحد من مرشحين لا يتجاوزون عدد أصابع اليد الواحدة، يمكنهم أن يكونوا محطّ تركيز الكتل النيابية المتعددة، والمرجح وصولهم إلى المراحل الأخيرة من التصفيات الانتخابية، نظراً إلى وجود سجلّ أعمال سياسي واضح أمام من سيقومون باختيار الرئيس، ويمكنهم من خلاله دراسة ما حققه خلال فترة تولّيه رئاسة إحدى الولايات الفيدرالية الأهم في البلاد، ووضع تصوّر واضح حول كفاءته وقدرته على الخروج بالبلاد من حالة التشظي السياسي التي عاشتها أخيراً، والتركيز على الملفات الأمنية والاقتصادية التي تأثرت بسلسلة الأزمات السياسية التي عاشتها البلاد".

ويتابع عثمان، "كما أنه لا يمكن إغفال عامل آخر مؤثر في العملية السياسية الصومالية، وإن شهد تراجعاً واضحاً أخيراً، وهو وجود تراث من العلاقات والتحالفات التقليدية، التي يمكنها أن تأخذ طابعاً سياسياً مؤثراً، ورئيس بونتلاند من خلال ما اكتسبه من خبرات طوال فترة انخراطه في العمل السياسي على المستويات الوزارية والولائية، فإنه أمام فرصة كبيرة لتسخير تلك العلاقات المعقدة وتفاعلاتها، للوصول في النهاية إلى أن يكون المرشح المفضل لأكبر عدد من النواب، ليتم بذلك تنصيبه رئيساً لجمهورية الصومال الفيدرالية".

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير