Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

فترة انتخابية مليئة بالأعمال الإرهابية في الصومال

"حركة الشباب" الإرهابية تستهدف اغتيال القيادات الأمنية بهدف تعطيل سير الاستحقاق البرلماني في البلاد

جثة مقاتل من حركة الشباب قتل برصاص قوات الأمن الصومالية بموقع تفجير انتحاري في مقديشو (أ ف ب)

لم يهنأ الصوماليون طويلاً بالتوصل إلى انفراج الأوضاع في ما يخص الأزمة السياسية التي كان مدارها الانتخابات، ومع تحقيق مزيد من التقدم في هذا الملف وسط اختيار معظم أعضاء مجلس الشيوخ، والانتقال إلى مرحلة اختيار أعضاء نواب الشعب المنوط بهم اختيار رئيس الجمهورية، شهدث البلاد موجة من الأعمال الإرهابية، وصلت إلى ذروتها خلال الأسبوع الماضي، في محاولة من "حركة الشباب" المتطرفة للتدخل في العملية الانتخابية بصور متعددة تخدم أهدافها، تراوحت بين الاستفادة من التغييرات التي شهدها الجهاز الأمني أخيراً، إثر قضية اختفاء موظفة الاستخبارات الشابة إكرام تهليل، واستغلال تركيز أجهزة الأمن وقوات حفظ السلام على تأمين العملية الانتخابية، ومحالة التأثير في سير عملية اختيار أعضاء البرلمان، بابتزاز وتصفية القيادات السياسية الوسطى والزعماء التقليديين.

استهداف القيادات الأمنية

سعت "حركة الشباب" إلى الاستفادة من حالة نقل الصلاحيات والتنقلات الداخلية التي تمر بها أكثر من مؤسسة أمنية في البلاد، كجهاز المخابرات والأمن الوطني "NISA" ووزارة الأمن الوطني، إثر عزل رئيس الجهاز وتغيير وزير الأمن الوطني، والخلاف السياسي الذي بلغ ذروته أوائل سبتمبر (أيلول) الماضي، بين رئيس الجمهورية محمد عبدالله فرماجو ورئيس وزرائه محمد حسين روبله، باستبدال الرئيس السابق للجهاز فهدس ياسين طاهر بـبشير محمد جامع، وحسن حندبي جمعاله بـعبدالله محمد نور على التوالي، وعلى الرغم من التسوية السريعة للخلاف، فإنه خلق حالة من التوتر بين الأجهزة الأمنية، وخلافات سيبقى لها أثر في المدى المنظور على سلاسة عملها، ضمن مرحلة تتسم بالضغط الشديد وكثرة المستجدات.

وتمثل سعي الحركة الإرهابية لتوسيع رقعة الخلل الأمني في البلاد خلال الأسبوعين الماضيين، عبر تكثيف محاولات اغتيال القيادات الأمنية الميدانية الأكثر تأثيراً في نشاطها، فنفذت الحركة محاولة جديدة في 17 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي لاغتيال محمد شيخ عبدالله "عيرو"، قائد الوحدة 60 في الجيش الوطني الصومالي، باستهداف عربته بعبوة ناسفة، على الطريق بين بلدة دينوناي ومدينة بيدوا بمحافظة باي في ولاية الجنوب الغربي، وأسفرت على الرغم من نجاته عن إصابة عدد من حراسه وتدمير العربة التي كان يستقلها. وفي 23 من الشهر الحالي، جددت الحركة محاولتها لاغتيال محمد طاهر من الشرطة الوطنية الصومالية بلغم أرضي، في حي مصنع الحليب بمديرية هودن في العاصمة الصومالية مقديشو، لينجو من هذه المحاولة الثانية.

استهداف القوات الوطنية والأفريقية

وازدادت وتيرة عمليات التفجير الانتحاري والعبوات الناسفة والقصف المدفعي والهجمات المباشرة على المواقع العسكرية، إذ تم استهداف موقع تشغله فرقة بوروندية من قوات حفظ السلام في شبيلي الوسطى في 18 نوفمبر الحالي، أدى إلى سقوط أربعة قتلى وخمسة جرحى من الجنود البورونديين.

وفي اليوم التالي، نفذ عناصر "حركة الشباب" هجمات على قواعد عسكرية للقوات الأوغندية والكينية والصومالية في محافظتي شبيلي السفلى وجوبا السفلى، ملحقين خسائر بالقوات المتمركزة في تلك المواقع، في حين سقط ثلاثة من القوات الصومالية، هم ضابط وجنديان، إضافة إلى ضابط أيضاً في هجوم للقوات الحكومية على موقع للحركة في محافظة باي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي 20 من الشهر الحالي، صدّت القوات الصومالية هجوماً على موقع عسكري حدودي تشغله قوات صومالية وكينية في بلدة دوبلي. كما أعلنت "حركة الشباب" تفجير عبوة ناسفة استهدف ناقلة للجند تابعة للقوات الأوغندية المشاركة في قوة حفظ السلام الأفريقية "أميسوم" بمحافظة شبيلي السفلى. ونفّذت الحركة هجومين آخرين على القوات الأوغندية، أحدهما استهداف عربة مدرعة ناقلة للجند في مدينة شلانبود في محافظة شبيلي السفلى، في ناحية أوديقلي جنوب البلاد. وفي 24 نوفمبر، أشارت التقارير إلى قيام عناصر الجماعة بتنفيذ قصف مدفعي بـ60 قذيفة على قاعدة "لانتبورو" التي تشغلها القوات الأوغندية، قرب مدينة أفجويي نتج منه نشوب حريق أدى إلى تضرر آليات عسكرية. كما تم في اليوم ذاته استهداف قاعدة عسكرية تابعة للجيش الإثيوبي في مدينة حدر بمحافظة بكول، وقاعدة للجيش الصومالي في مدينة واجد في المحافظة ذاتها، وموقع عسكري للجيش الصومالي في مديرية ورطيغلي في العاصمة مقديشو وحاجز عسكري بالقرب من مدينة جوهر بعبوة ناسفة، أدى إلى إصابة جنديين من القوات الصومالية.

وفي 25 من الشهر الحالي، أكد المتحدث الرسمي باسم الشرطة الوطنية الصومالية عبد الفتاح آدن حسن، وقوع تفجير انتحاري بعربة محمّلة بالمواد المتفجرة، استهدف موكباً تابعاً لقوات حفظ السلام الأفريقية التابعة للأمم المتحدة "أميسوم"، بالقرب من مدخل مدرسة "معاصر" في العاصمة مقديشو، ما أدى إلى سقوط ثمانية قتلى و17 جريحاً على الأقل.

استهداف إعلاميين وقيادات سياسية واجتماعية

وتعتمد "حركة الشباب" أسلوب الاغتيال للإعلاميين والقيادات السياسية والاجتماعية، من أجل إزاحة من تراهم عقبة في طريق نجاح عملياتها وانتشار أفكارها، كما تسعى إلى التخلص من القيادات العشائرية التي لا تتجاوب مع محاولاتها اختراق مجلس النواب من خلال زرعها عبر الابتزاز والتهديد لمرشحين من طرفها، عبر الضغط على القيادات القبلية.

وتحقيقاً لتلك الأهداف، هاجمت عناصر الحركة في 17 نوفمبر الحالي منزل الزعيم محمد حسن نور موسى بحيّ جنغل في مقديشو، علماً أنه أحد أعيان مديرية ياقشيد في العاصمة، وفي اليوم ذاته تعرّض رجل الأعمال والناشط في المجال الخيري علي عبد القادر معلم مودي، أخ نائب رئيس مجلس الشعب الفيدرالي الصومالي حسن عبد القادر معلم مودي، عن ولاية هيرشبيلي مساء للاغتيال على يد مسلّح مجهول أثناء توجهه إلى صلاة المغرب قرب منزله في حي مدينة بمديرية طركينيلي في العاصمة مقديشو.

وفي 20 نوفمبر، نفذت "حركة الشباب" عملية اغتيال راح ضحيتها عبد العزيز محمود غوليد "أفريكا"، مدير إذاعة مقديشو الحكومية، بواسطة تفجير استهدف سيارته شمال العاصمة الصومالية، ما أدى إلى إصابة مرافقه شرماركه محمد، مدير الأخبار في التلفزيون الوطني الصومالي إصابات بليغة، أدت إلى نقله جواً للعلاج في الخارج.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير