قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، السبت الخامس من مارس (آذار)، إن أي بلد سيسعى إلى فرض منطقة حظر طيران فوق أوكرانيا ستعتبر موسكو أنه أصبح طرفاً في النزاع.
وأوضح بوتين خلال اجتماع مع موظفي شركة الطيران الروسية "إيروفلوت" التي أعلنت السبت تعليق رحلاتها الدولية اعتباراً من 8 مارس (آذار)، "أي تحرك في هذا الاتجاه سنعتبره مشاركة في نزاع مسلح من قبل ذلك البلد" الذي سيستخدم أراضيه "لتشكيل تهديد لقواتنا العسكرية".
وانتقد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الجمعة بشدة رفض حلف شمال الأطلسي فرض منطقة حظر طيران فوق أوكرانيا لتحييد القدرات الجوية المتفوقة لروسيا. وترفض الدول الغربية الموافقة على مطلب زيلينسكي مبررة ذلك بأنه قد يؤدي إلى خطر اندلاع صراع مباشر مع روسيا.
كما قال الرئيس الروسي إن العقوبات التي فرضها الغرب على بلاده أشبه بإعلان حرب، ودافع عن غزو أوكرانيا قائلاً إن موسكو في حاجة للدفاع عن الناطقين بالروسية في شرق أوكرانيا وكذلك عن مصالحها. وذكر أن روسيا تريد "نزع سلاح" أوكرانيا و"التخلص من النزعة النازية" بها، مضيفاً أنه يتعين أن يكون لأوكرانيا وضع محايد.
وقال الكرملين السبت، الخامس من مارس (آذار)، إن الغرب يتصرف مثل العصابات مع روسيا، مضيفاً أن موسكو أكبر من أن يعزلها أحد والعالم أكبر من الولايات المتحدة وأوروبا.
كما أعلنت القوات الروسية السبت وقفاً لإطلاق النار في ماريوبول لإجلاء المدنيين من هذا المرفأ الاستراتيجي الواقع في شرق أوكرانيا في اليوم العاشر من الحرب، وغداة الصدمة التي أحدثها قصف أكبر محطة الطاقة نووية في أوروبا تقع في زابوريجيا.
وعلى الرغم من الاتفاق على إجلاء المدنيين، تبادلت روسيا وأوكرانيا الاتهامات بعرقلة العملية. وقالت كييف إن القصف الروسي على المدن الواقعة في شرق البلاد ومنها مدينة ماريوبول الساحلية، يعرقل إجلاء السكان من المنطقة عبر الممرات الآمنة المتفق عليها.
في المقابل، قالت وزارة الدفاع الروسية إنه أي أوكراني لم يستخدم الممرات الآمنة التي أنشئت قرب مدينتي ماريوبول وفولنوفاخا اليوم السبت، متهمةً "قوميين" أوكرانيين بمنع المدنيين من المغادرة.
وكان رئيس بلدية ماريوبول قد أعلن أن القوات الروسية تحاصر المدينة وتشن "هجمات بلا رحمة" عليها. وكتب فاديم بويتشينكو على تطبيق "تليغرام"، "منذ خمسة أيام، تتعرض مدينتنا وأسرتنا التي تتألف من نصف مليون شخص لهجمات بلا رحمة"، داعياً إلى "مواصلة المقاومة". وبعيد ذلك، أعلنت روسيا وقفاً لإطلاق النار للسماح بإجلاء المدنيين من ماريوبول ومدينة ثانية في شرق أوكرانيا، وذلك بعد مشاورات بين ممثلين عن كييف وموسكو.
وستشكّل سيطرة موسكو على ماريوبول، التي يبلغ عدد سكانها 450 ألف نسمة والواقعة على بحر آزوف، نقطة تحوّل مهمة في غزو أوكرانيا، إذ ستسمح بربط القوات الروسية القادمة من شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو، بعد استيلائها على مرفأين رئيسيين في بيرديانسك وخيرسون، من جهة والقوات الانفصالية والروسية في دونباس من جهة أخرى.
وتأتي تلك التطورات غداة سيطرة الجيش الروسي على محطة زابوريجيا للطاقة النووية في جنوب شرق أوكرانيا، إذ أدى قصف مدفعي، حسب الأوكرانيين، إلى نشوب حريق فيها، وتنفي موسكو أن تكون تسببت بذلك.
وكان الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، الذي سيتحدث إلى مجلس الشيوخ الأميركي عبر الفيديو، السبت، قال، "نجونا من ليلة كان يمكن أن تضع حداً للتاريخ. لتاريخ أوكرانيا. لتاريخ أوروبا". وأضاف أن انفجاراً في زابوريجيا كان سيعادل "ستة أضعاف" انفجار تشيرنوبيل.
ونفت موسكو بشكل قاطع الهجوم على الموقع، وأكد السفير الروسي في مجلس الأمن فاسيلي نيبينزيا أن هذه "كذبة". وفي موسكو، اتهمت وزارة الدفاع الروسية "مجموعات من المخربين الأوكرانيين بمشاركة مرتزقة" بالوقوف وراء الحادث.
وفي وقت أعلنت دول مجموعة السبع أنها "ستفرض عقوبات قاسية جديدة رداً على العدوان الروسي"، أصرّ الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "ناتو"، ينس ستولتنبرغ، على ضرورة "إنهاء" هذا النزاع، لكنه أكد أن الحلف لا يمكنه تلبية طلب فرض منطقة حظر جوي لتجنب الانجرار إلى الصراع.
وأكد وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، أن "الطريقة الوحيدة لفرض شيء مثل منطقة حظر الطيران هي إرسال طائرات من الناتو إلى المجال الجوي الأوكراني وإسقاط الطائرات الروسية. قد يؤدي ذلك إلى حرب شاملة".
ورداً على ذلك، قال الرئيس زيلينسكي بحدة، في تسجيل فيديو نشرته الرئاسة الأوكرانية، إن الحلف "أعطى الضوء الأخضر لمواصلة قصف مدن وقرى أوكرانية، ورفض فرض منطقة حظر طيران".
إليكم تغطيتنا للتطورات الأوكرانية عندما حدثت.